في الوقت الذي استمرت فيه المظاهرات الجامعية للمطالبة بإقالة القيادات الجامعية القديمة أكثر من 3 شهورمتتالية، وإعادة تشكيلها بالانتخاب الحر المباشر، جاءت رياح الانتخابات بما لا تشتهي سفن المعارضة، وأحدثت النتائج ارتباكاً في صفوف التيارات والحركات والائتلافات المعارضة، حيث كشفت عن عدم تأثيرها على أغلبية أعضاء هيئات التدريس في صناديق الانتخابات، التي فاز فيها أكثر من 90% من القيادات السابقة بالمناصب القيادية مرة أخرى.
وقال الدكتور حسين خالد، القائم بأعمال رئيس جامعة القاهرة، لـ«المصري اليوم»، إن فوز القيادات الجامعية القديمة بالانتخاب الحر المباشر سواء كانوا رؤساء اقسام أو وكلاء أو عمداء كليات، ظاهرة يستخلص منها أن اختيارات القيادات السابقة لهؤلاء الأشخاص لم يشبها شائبة رغم كل ما قيل في الفترة السابقة، وأن الاختيار كان بناء علي رغبة أعضاء هيئات التدريس في الكليات ومصالحهم.
وأوضح خالد أن هناك أكثر من 90% من الذين نجحوا في الانتخابات الحالية هم قيادات سابقة، وهو الأمر الذي يؤكد أن خروج المظاهرات في الجامعة علي مدار أكثر من شهرين متتالية للمطالبة بإقالة القيادات الحالية وإعادة تشكيلها بالانتخاب، أمر لا يعبر عن رأي الأغلبية من أعضاء هيئات التدريس، وليس لهم قوة تأثير علي باقي أساتذة الجامعات الذين جاءوا بالقيادات السابقة لأنهم يحققون مطالبهم.
وقال الدكتور محمد أبوالغار، الأب الروحى لحركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، إن انتخابات القيادات الجامعية تعكس رغبة أعضاء هيئة التدريس الحقيقية، وتمنح القيادات الجديدة الشرعية لوجودها، مشددا على أن اعتراض غالبية هيئة التدريس بالجامعات على القيادات القديمة لم يكن بسبب شخصى، أو اعتراضا على كفاءاتهم، لكن اعتراضا على آلية اختيارهم لتلك المناصب عن طريق التقارير الأمنية وعلاقتهم بأعضاء لجنة السياسات بالحزب الوطنى المنحل والنظام السابق.
وأضاف أبوالغار لـ«المصري اليوم»، أنه طالما لم تحدث بتلك الانتخابات أى شكل من أشكال البلطجة أو التزوير يجب علينا احترام نتائجها أياً كانت، مشيرا إلى أنه لم يكن غالبية العمداء سيؤون، وبالتالى فإن فوزهم بالانتخاب مرة أخرى يدل على كفاءاتهم، وتمسك الأساتذة بهم في مناصبهم، أما غالبية وكلاء الكليات الذين فازوا تم تعيينهم نظرا لكفاءاتهم وذلك من أجل تحمل عبء الكليات فى حالة انشغال العمداء.
وأوضح أبو الغار أن الحكم على العملية الانتخابية ومقارنة نسبة فوز القيادات القديمة وقيادات المعارضة يكون بعد انتخاب رؤساء الجامعات، حيث لا نستطيع الحكم بنتيجة رؤساء الأقسام والعمداء فقط، لافتا إلى أن هناك رؤساء جامعات مرفوضون بشكل شخصى من جميع أعضاء هيئة التدريس مثل الدكتور ماجد الديب، رئيس جامعة عين شمس، الذى استخدم العنف والبلطجة والأمن فى التعامل مع الطلاب ولكنه لم يتقدم باستقالته حتى الآن.
من جانبه أكد الدكتور خالد سمير، المتحدث الرسمى لأعضاء هيئة التدريس ومنسق حركة استقلال عين شمس، أن دعاة الإصلاح بالجامعات يتقبلون ويحترمون رغبة أعضاء هيئة التدريس والتى ظهرت فى النتائج الأولى لانتخابات القيادات الجامعية، رغم إدخال العديد من التعديلات على آلية الانتخاب والتى أدت إلى عزوف العديد من الإصلاحيين عن ترشيح أنفسهم.
وأشار سمير إلى أن انتخاب القيادات حرك المياه الراكدة فى الجامعات، وبدأ مسيرة الإصلاح بانتخابات القيادات بشكل حر ونزيه، موضحا أن الإصلاحيين لن يتقلدوا المناصب الجامعية فى يوم وليلة.