عقب التعارف، تطرقنا إلى تاريخ الدير، وما تعرض له على مدار السنوات السابقة، والمشكلات التى يعانى منها المترددون على الدير، ومدى تطوير شبكات الطرق المؤدية إليه، ووصول شبكة اتصال محمول من عدمه.
وقال الراهب بولس الصموئيلى، عضو لجنة إدارة الأزمات بالدير، إن الدير أقيم منذ أكثر من 1700 عام بالصحراء الغربية كمكان للزيارة، ويعد «إبراشية» برئاسة الأنبا باسيليوس، أسقف ورئيس دير الأنبا صموئيل المعترف، وللدير مقر بقرية الزورة التابعة لمركز مغاغة، لكن المترددين على الدير والرهبان يعانون من مشكلات عدة، بينها سوء حالة الطريق، لأنه مدق ترابى، فضلا عن انعدام الإنارة وشبكات اتصال المحمول، ما يجعلنا معزولين عن العالم ونتعرض للخطر، حال تعرض أحد المترددين أو المقيمين بالدير لظروف صحية أو حوادث، مطالبا الدولة بضرورة الاهتمام بالطريق ورصفه وإنارته.
ويروى الراهب بولس، تفاصيل الحادث الإرهابى، قائلا: «فى البداية توقعنا أن الأمر مجرد حادث انقلاب سيارة وليس هجوما إرهابيا، وتم الانتقال بسيارة الدير إلى موقع الحادث، وتبين أنه حادث إرهابى، وتم الاتصال بالعميد أشرف عبد المالك، رئيس مباحث الشمال، رغم قيام بعض المصابين بالاتصال بالشرطة والإسعاف، وفى تمام الساعة العاشرة والنصف أى بعد ساعة من الحادث، وصلت 3 سيارات إسعاف، وبعدها سيارتان للشرطة، بسبب سوء حالة الطريق، حيث فقدنا القدرة على تحديد الزمن بسبب هول الحادث، وسقوط الضحايا والمصابين داخل الأتوبيس وعلى الأرض».
ويضيف: «بعدها أرسل العقيد محمد خيرى، مأمور مركز شرطة العدوة، سيارة شرطة إلى الدير تحسبا لقيام العناصر الإرهابية بارتكاب وقائع أخرى أثناء انشغالنا بالضحايا والمصابين، وبسؤال المصابين أكدوا أن 3 إرهابيين يستقلون 3 سيارات، أطلقوا عليهم النار وقتلوا الأطفال والرجال والسيدات، وأصابوا البعض الآخر، وفروا هربا إلى طريق الجبل».
يقول الراهب عبد المسيح، المسؤول الإعلامى بالدير، إن الحوادث الإرهابية متكررة، وتستهدف الكنائس، وصادرة من جماعات تهدف إلى تخريب الوطن، دون مواجهتها بقوة، لذلك مطلوب القضاء على تلك الكيانات، مؤكدا أن سوء حالة الطريق أدى إلى الهجوم الإرهابى، وزاد من الخسائر البشرية، لعدم قدرة سيارات الإسعاف والشرطة على الانتقال بسرعة إلى موقع الحادث، مطالبا بضرورة رصف وإنارة طريق الدير بطول 25 كيلومترا، لراحة المترددين على الدير، والقائمين عليه فى مواجهة الكوارث والأحداث الطارئة.
وقال الراهب أنجيلوس الصموئيلى، أحد القائمين على إدارة الدير، وعضو لجنة إدارة الأزمات، إن الدير لم يشهد على مدار 1700 عام، حادث سطو أو بلطجة أو إرهاب، حتى خلال أيام الحروب والثورات والانفلات الأمنى، وفوجئنا يوم الجمعة الماضى بالهجوم الإرهابى على زوار الدير، وعقب وقوع الحادث قرر الأنبا باسيليوس، أسقف ورئيس الدير، تشكيل لجنة لإدارة الأزمة، ضمت فى عضويتها 5 رهبان، للتواصل مع جميع الأجهزة لراحة المصابين، ومواساة ونقل جثامين الضحايا، كما انتقل الأنبا باسيليوس، أسقف ورئيس الدير، إلى المستشفيات لمتابعة الحالة الصحية للمصابين.