شيع الآلاف من أبناء محافظة الدقهلية، اليوم الثلاثاء، في جنازة عسكرية وشعبية جثماني الشهيدين العقيد خالد عطية الشيخ، 44 سنة، من الدفعة 87 حربية من قرية «بشلا» بميت غمر، والمقدم أركان حرب مراد فتحى، 39 سنة، من الدفعة 92 حربية من مدينة المنصورة، والذين استشهدا أمس، واثنين من زملائهما أثناء قيامهما بمطاردة عناصر إرهابية خلال مداهمة بمنطقة ما بين «طريق الواحات- القاهرة»، وطريق «الواحات- المنيا».
وصلت الجثامين لمسجد النصر الكبير بمدينة المنصورة قبيل صلاة العصر في سيارات تابعة للقوات المسلحة وسط بكاء من أسرتيهما والمشاركين في الجنازة وتم أداء صلاة الجنازة عقب صلاة العصر مباشرة، وتحدث خطيب المسجد عن فضل الشهيد على أهله ومكانته في الجنة وفضل الشهيد وهو صائم.
شارك في الجنازة الدكتور أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية، واللواء أيمن الملاح مدير الأمن، واللواء مجدى القمرى مدير المباحث، واللواء سعيد شلبى مساعد وزير الداخلية والمستشار العسكري بالمحافظة، وعدد من القيادات التنفيذية، وقيادات وضباط من القوات المسلحة.
وأغلقت إدارة المرور شارع الجيش أمام المسجد لحين انتهاء مراسم تشييع الجثمانين، وتم وضع الجثمانين في سيارتين إسعاف، وسار خلفهما المشيعون حتى ميدان الشهداء بالمحافظة.
وحرصت زوجة الشهيد العقيد خالد محمد عطية على ركوب سيارة الإسعاف مع جثمان زوجها، بينما سارت والدة الشهيد المقدم مراد فتحى خلف السيارة، وهى تبكى وتتكأ على يد بعض السيدات. واصطفت النساء بجوار المسجد وهن يهتفن «لا اله إلا الله الشهيد حبيب الله»، وانضم إليهن عدد من الأهالى.
وأصدر الدكتور أحمد الشعراوي محافظ الدقهلية، بيانًا، نعى فيه الشهيدين، وقال فيه «ان تلك المحاولات اليائسة والجبانة لن تثنى عزيمه مصر وقادتها وشعبها عن السير قدما في طريق التنمية والاستقرار لأن الدولة المصرية قادرة على التصدي للإرهاب واقتلاعه من جذوره». وأضاف «الشعراوي»، أن مصر لن تنسى أبنائها الذين يضحون بأنفسهم من أجل حماية تراب الوطن قائلا:«مهما عملنا مش هنعوض نقطة دم واحده من دمائهم الطاهرة وأرواحهم الذكية».
وأشار المحافظ أننا جميعا نعمل بكل الجهد لتقديم كافة أوجه الرعاية والعناية لجميع أسر الشهداء، وأن مصر لن تنسى شهدائها الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم من أجل حماية تراب الوطن.؟ ووجه «الشعراوي»، الشكر والتقدير لرجال القوات المسلحة والشرطة لما يبذلونه من جهود مضنية من أجل حماية مصر وشعبها.
وانهارت رحاب محمود زوجة الشهيد المقدم مراد فتحى، أثناء تشييع الجثمان، وسقطت مغشيا عليها بعد أن أكدت أن زوجها تسلم مكان عمله الذي استشهد فيه منذ يومين فقط، وأنه تحدث إليها قبل الحادث بساعة ليطمئن على والده، موجه لغة فرنسية على المعاش، وعلى أخوته التؤأم هنا وآدم 11 سنه، وأوصاها عليهم وانهارت، وهى تقول «كأن قلبه كان حاسس وكانت آخر أجازة له من 15 يوما ووعدنى أنه هآييجى خلال يومين للفطار معهم».
بينما احتضنت غادة محمود زوجة الشهيد العقيد خالد الشيخ بناتها الثلاث بالصف الثانى الثانوى والثانى الإعدادى والثالث الابتدائى، وانخرطت في بكاء هستيرى داخل المسجد قبل أن تتركهن مع أقاربهن، وتصر على ركوب الإسعاف مع زوجها وهى تبكى بكاءً شديدًا.