نشر موقع «جول» العالمى فى نسخته الأمريكية تقريراً تحت عنوان «تحدى برادلى مع مصر أبعد من كرة القدم» يؤكد فيه أن تولى بوب برادلى مهمة قيادة المنتخب المصرى الأول يعد أكبر دليل على العولمة ووصول الديمقراطية إلى مصر فى أعقاب ثورة 25 يناير. وقال التقرير إن وجود مدرب أمريكى فى الشرق الأوسط فى الفترة الحالية يعد أكبر دليل على العولمة التى تقوم على فكرة استفادة مناطق مختلفة من العالم من قدرات بعضها البعض، فضلاً عن كونه مهماً لكرة القدم الأمريكية خوض ذلك التحدى الجديد فى بلد كبير سبق وفاز بثلاث نسخ متتالية لكأس الأمم الأفريقية، ليصبح برادلى أول مدرب أمريكى يتولى قيادة فريق كبير بعد أن انحصرت تجارب المدربين الأمريكيين فى الثنائى ستيف سامبسون مع كوستاريكا فى الفترة من 2002 إلى 2004، وبيل مورافيك مع جزر فيرجن البريطانية فى عام 2000.
وأشاد التقرير بقدرات المنتخب المصرى الحاصل على المركز التاسع فى تصنيف الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» فى أواخر عام 2010، إلا أن التحديات التى ستواجه «برادلى» خارج الملعب أكبر من تجاهلها، والمتمثلة فى دخوله البلاد فى مرحلة انتقالية بعد أقل من عام على ثورات «الربيع العربى» التى أطاحت بالأنظمة الحاكمة فى مصر وتونس وليبيا، واستمرار أعمال العنف فى سوريا واليمن والبحرين.
وأكد «جول» فى تقريره أن وجود برادلى دليل على الديمقراطية لأن اختياره جاء بناءً على قدراته الفنية التى جاءت الأفضل وسط المرشحين، ولم يأت بأى دعم خارجى من جهات سياسية، وأن تولى برادلى المهمة يتشابه مع اقتراب مصر من تنظيم انتخابات ديمقراطية لمجلسى الشعب والشورى والرئاسة. وأشار التقرير إلى أنه رغم قوة العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية «نسبياً»، فإن وجود الأمريكى «برادلى» فى المنطقة - التى تحمل أكبر درجات العداء والكراهية للأمريكيين - يعد بادرة إيجابية ومكسباً أكبر من كرة القدم. ولفت التقرير إلى الاختلاف الثقافى بين «برادلى» وسابقه «شحاتة» الذى أعلن من قبل - على حد وصف التقرير - أنه يفضل اللاعبين المسلمين، وأن الموت جوعاً أفضل لديه من تولى تدريب المنتخب الإسرائيلى، وهو ما لن يفعله «برادلى» لأنه سيتعامل مع جميع اللاعبين دون اهتمام بالجانب الدينى ويمكنه تدريب إسرائيل بدلاً من الموت جوعاً.
ونصح التقرير «برادلى» بالتدقيق فى تصرفاته مع الجماهير المصرية وتحديداً «الألتراس» التى أصبحت مسيسة بشكل كبير، واتحاد الكرة باعتباره أحد أضلاع النظام السابق، مشيراً إلى أنه سيتم وضع المدرب الأمريكى تحت الميكروسكوب من قبل الجماهير لمعرفة اتجاهه قبل الحكم عليه، خصوصاً أن الحالة السياسية لم تهدأ فى مصر للمطالبة بمزيد من الإصلاحات السياسية.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن «برادلى» عليه التأقلم مع أجواء دولة أفريقية لاتزال فى حالة اضطراب جراء الثورة، ويقع عليه عبء ردم الفجوة بين الغرب والشرق الأوسط، بشرط أن يمشى على خيط رفيع وخطير بين السياسة والرياضة.