مشوار الثعلب الصغير: قلت لأبويا المقاولون يفاوضني..فرد:«لو هتلعب كورة يبقى الزمالك»

كتب: إسلام صادق الإثنين 29-05-2017 10:18

نواصل اليوم مرحلة جديدة من المشوار الصعب مع الساحرة المستديرة.. فقد بدأت أدخل في مرحلة لاعب الكرة الذي يهتم به الآخرون.. وأصبحت أشعر بأننى ناشئ سيكون لى مستقبل في كرة القدم من خلال اهتمام المدربين الذين تدربت تحت قيادتهم.. وذكرت لكم أمس أن الأهلى فاوضنى من خلال الكابتن إبراهيم عبدالصمد، وعندما علم أننى نجل حمادة إمام قال لى: «سلم على بابا»، وهو ما يعنى أنه كان من الصعب الانتقال للأهلى مع احترامى لجماهيره الكبيرة وإدارته المحترمة على مر العصور.. لكن هناك عائلات تأصلت في ناديها وقدمت كل ما بوسعها للحفاظ على قيمة النادى الذي تنتمى إليه وهو ما تعلمته من والدى، وهو أن الزمالك ليس مجرد ناد نلعب له ونعشقه فقط.. بل هو كيان كبير لا يقدره إلا من عاش بداخله وتربى بين جدرانه ولمس «نجيلة» ملعب حلمى زامورا خصوصا إذا كان والده وجده وأسرته عاشت فيه وارتبطت بجماهيره.. كنت أبكى وأنا صغير عندما يُهزَم الزمالك.. وكان يوما صعبا إذا خسرنا بطولة سواء على أمى أو والدى وبالطبع كنت أتأثر بهما كما قلت لكم في حلقات سابقة.

وأذكر أننى تلقيت عرضا من نادى المقاولون العرب عن طريق كابتن «زمزم» نجم المقاولون السابق.. فرحت كثيرا.. وأخذت أفكر مع نفسى هل أصبحت لاعبا مميزا إلى هذه الدرجة؟!.. فكان ناشئو المقاولون من أفضل الناشئين في مصر وكون أن يطلبنى أحد نجومه للانتقال إليه من نادى الصيد وكان عمرى وقتها 16 عاما.. وبالصدفة كان والدى جاء ليصطحبنى معه في السيارة أثناء عودتنا إلى المنزل في منطقة المهندسين، وأخذت أفكر هل أبلغه بعرض المقاولون أم لا؟.. ما هو رد فعله؟!.. هل سيوافق؟!.. مع الوضع في الاعتبار أن والدى كان يترك لنا حرية القرار في كل شىء، لكننا اعتدنا أن يكون راضيا عن أي قرار نتخذه.. فقد علمتنى أمى أن والدى يجب أن يكون راضيا ومطمئنا لأى قرار نتخذه أنا وشقيقى.. المهم انتابتنى الشجاعة وقررت أن أفاتحه في عرض المقاولون العرب وأنا معه في السيارة أثناء صعودنا أعلى «كوبرى أكتوبر» ودار هذا الحوار:

حازم: «بابا كابتن زمزم عاوزنى أروح المقاولون العرب».

حمادة إمام: أنت مجنون يابنى.. أنت يا حبيبى لو هتلعب كرة هيكون في الزمالك مش في مكان تانى.

حازم: «زمالك إيه يابابا صعب قوى أن أروح ألعب في الزمالك».

حمادة إمام: «لو إنت كويس هتفرض نفسك على أي حد»، إلى هنا انتهى الحوار مع والدى، وتراجعت عن فكرة عرض المقاولون العرب وأخذت أفكر في كلامه أننى من الممكن أن أنتقل للزمالك رغم صعوبة الأمر خصوصا أن ما لا يعرفه أحد أننى حاولت الانضمام للزمالك أكثر من مرة وكانوا كل مرة يقولون لى «إنت ماتنفعش»، وكان وقتها كابتن بدر حداد أحد مدربى قطاع الناشئين بنادى الزمالك ومن أهم مدربى الناشئين في ذلك الوقت وكانت له إسهامات كبيرة داخل قطاع الناشئين، كان يرغب في ضمى إلى القلعة البيضاء واكتشفت فيما بعد أنه طلب انتقالى من الصيد للزمالك من والدى، لكن والدى لم يهتم كثيرا بالأمر معتقدا أن الكابتن بدر حداد يريد أن يجامله في ابنه، وفى أحد الأيام فوجئت بالكابتن «بدر» يتصل بنا في المنزل وردت عليه والدتى وقال لها: «يا دكتورة أنا عاوز حازم ينضم للزمالك وقلت للكابتن حمادة كذا مرة وهو مش في دماغه»، أمى فرحت كثيرا وأبلغتنى واستفسرت من والدى عن سبب عدم إبلاغنا برغبة كابتن بدر حداد في ضمى إلى الزمالك فأبلغها أنه لا يمانع لكنه يرغب أن ينضم نجله بعيدا عن تدخل منه نهائيا.

فعادت أمى تسأل كابتن بدر حداد حتى تتأكد: «هو حازم لاعب كويس».. قالها «طبعا»، وانتقلت إلى الزمالك بعد إتمام المفاوضات مع نادى الصيد في صفقة ضخمة لم تتعدّ 50 كرة! حصل عليها نادى الصيد مقابل انتقالى وأحمد عبدالله إلى القلعة البيضاء، وحتى أكون صادقا في سرد الأحداث فقد كان دور الكابتن بدر حداد ومنير كمال كبيرا في تهيئتى نفسيا وبدنيا وفنيا في مرحلة الناشئين ولمست منهما عشقهما لوالدى من خلال التركيز معى على النواحى البدنية، وكانا يجبراننى على دخول «صالة الجيم» حتى أقوم بتقوية عضلات بطنى وقدمى.. فقد كانت هذه هي المشكلة التي عانيت منها لفترة كبيرة وسيأتى يوم أتحدث معكم أننى دفعت الجنرال محمود الجوهرى من أجل الاستيقاظ مبكرا الساعة الثامنة صباحا حتى يقوم بتدريبى منفردا.. لكن عموما فقد بدأت رحلتى داخل نادى الزمالك الذي شهد نجومية عائلة «إمام» وكنت أضع ذلك في اعتبارى لأنها مسؤولية كبيرة وتظل دائما في مقارنة مع والدك خصوصا إذا كان نجما لامعا تعشقه الجماهيرلإمكانياته الفنية والسلوكية.. لكننى كنت أركز في الملعب وأحاول دائما أن أكون جديرا بالفانلة التي ارتديتها، وأذكر أننى كنت في غاية السعادة عندما ارتديت فانلة النادى وشاركت في أول مران مع الفريق في الملعب الفرعى بالنادى.. لكن هناك بعض المدربين يتحدثون عن أننى انضممت للزمالك مجاملة لوالدى وكان بعضهم زملاءه في الملعب ومن نجوم الزمالك في الستينيات، وهو ما سأتحدث عنه غدا وعن بداية المرحلة الجديدة التي خضتها في الزمالك واللاعبين الذين تعاملت معهم.