وزارة الزراعة تحذّر الفلاحين من «خلطة العفاريت»

كتب: متولي سالم الخميس 25-05-2017 16:52

حذرت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في لجنة مبيدات الآفات الزراعية، المزارعين من مخاطر شراء المبيدات العشوائية ومجهولة المصدر والتي يتم بيعها بطرق غير مشروعة على الأرصفة والتي يطلق عليها «خلطة العفاريت» أو الخلطة الجهنمية والتي يتم الترويج لها لاستخدامها في مكافحة آفة المحاصيل الزراعية، محذرة منها حفاظًا على الصحة العامة للإنسان والبيئة والأراضي الزراعية.

وقال الدكتور مصطفى عبدالستار، أمين مساعد لجنة مبيدات الآفات الزراعية، إنه خلال الاجتماع الأخير للجنة المبيدات برئاسة الدكتور محمد عبدالمجيد، حذرت المزارعين من مخاطر المبيدات التي يتم بيعها على الأرصفة بطرق غير مشروعة والتي تسمى الخلطة «الجهنمية» أو «العفاريت».

وأكد عبدالستار أن اللجنة أصدرت تقريرًا تضمن وجود عدة مخاطر لاستخدام «الخلطة»، والتي يتم الترويج لها على الأرصفة ولدى الباعة الجائلين، أو معدومي الضمير بالمناطق الريفية، موضحًا أن هذه الخلطة هي خلطات يقوم بها بعض الزراعيين بعملها لمكافحة الآفات التي تهاجم محاصيلهم الزراعية، ويقوم المزارع بخلط أنواع مختلفة من المبيدات وربما الأسمدة معا ويتم رشها ومتابعة النباتات بها، ظنا منهم بأنها تحقق أعلى قدر من المكافحة وهم واهمين.

ووفقًا لتقرير اللجنة، تشمل مخاطرها أنها عشوائية لا تمثل أي أساس علمي أو بُعد علمي أو فني سليم يتداولها أصدقاء المزارع فيما بينهم يتناصحون بها ويتفاخرون بها بالرغم من مخاطرها البالغة، وهى أحد المسببات الرئيسية للأمراض الخطيرة التي تهدد الإنسان وتسبب الوفيات المميتة نتيجة التعرض لجرعات مكثفة منها خلال مراحل التداول، بالإضافة إلى أنها تهدد الصحة العامة للمواطنين في حالة تداولها، لأنها من مواد مجهولة، يتم تصنيعها بالمخالفات لاشتراطات إنتاج وتداول المبيدات أو تصنيعها.

وكشف التقرير أنها لا تخضع لأي معايير رقابية ويتم استغلالها للترويج لمبيدات سواء تم تهريبها أو دخلت البلاد بعيدا عن أعين الأجهزة الرقابية، كما تشكل تهديدا خطيرا على المزارع نفسه والتربة لاحتوائها على مواد «خطرة» محظور تداولها، وخلطة الشيطان تتسبب في ارتفاع معدلات متبقيات المبيدات الخطرة على النباتات المعاملة والمجاورة لها، وغياب المعايير العلمية في تصنيعها، مما يعرضها للنقد لأنها تفتقد الأسس العلمية وتخالف المواصفات الدولية.

تعتبر الخلطة أحد أساليب الغش للتدليس على المستهلك سواء عند استخدامها في مكافحة الحشرات المنزلية أو عند استخدامها في مكافحة الآفات الزراعية، لا توجد بها محاذير للاستخدام، وهو ما يؤكد عشوائيتها، لا تتضمن تحديدا للأخطار المحتملة أو المتوقعة، لافتقادها أسس العلم، ربما تكافح الآفة ولكنها بالتأكيد تضر بالتربة وتقضي على خصوبتها.

وتابع التقرير أن من يقومون بخلط مواد مع بعضها لا يدرى أن هناك تفاعلات تحدث بين المواد تتكون على إثرها مواد أخرى غير معلومة أو مجربة، مؤكدًا أن استمرار استخدام «الخلطة» على مدى سنوات تفقد التربة خصوبتها وحيويتها، فضلًا‏ عن تكون معقدات أو تركيبات كيميائية تترسب على المحاصيل الزراعية.

كما أكد تقرير لجنة المبيدات على مكافحة الآفات الزراعية بعلم وفن واتباع التوصيات الفنية المعتمدة من وزارة الزراعة للحصول على النتائج المرجوة وتجنب الأضرار أو الإخطار المحتملة والمتوقعة، موضحة أنه على كل عبوة مبيد توجد التوصيات المعتمدة لاستخدامها ومحاذير الاستخدام وفي حالة اتباعها يحصل المزارع على أفضل النتائج وأقل الأضرار.

وضربت اللجنة مثلا بمريض ما أوصى له الطبيب باستخدام مضاد حيوي معين فقام من تلقاء نفسه بخلط الدواء «المضاد الحيوي» بأدوية أخرى أو تناولها مجتمعة، ظنًا منه أنه يسرع من العلاج وهو في الحقيقة يضر نفسه أشد الضرر.