تواصلت عاصفة الاحتجاجات العمالية لتضرب، الاثنين، عدداً كبيراً من المواقع العمالية، وكان القاسم المشترك فى مطالب العاملين تحسين أحوالهم وظروفهم المعيشية، وتثبيت العمالة المؤقتة، فضلاً عن إقالة مجالس إدارات الشركات المعينة.
ولم تنج وزارة القوى العاملة والهجرة من الاحتجاجات، على الرغم من كونها الوزارة المنوطة بمواجهة المشاكل العمالية، حيث اعتصم نحو 1200 عامل بمقر الوزارة، أمس، احتجاجاً على تدنى أوضاعهم المالية، والإسراف فى الإنفاق على المستشارين الموجودين فى الوزارة الذين يحصلون على آلاف الجنيهات، فى حين أن أجور العاملين لا تتجاوز عدة مئات من الجنيهات. كما اعتصم عشرات المعاقين أمام الوزارة للمطالبة بتفعيل نسبة الـ5% التى يجب أن يشغلها المعاقون فى الوظائف الحكومية.
واعتصم نحو 700 عامل بالشركة العقارية المصرية أمام مقر الشركة فى شارع طلعت حرب، وقاموا باحتجاز رئيس مجلس الإدارة داخل الشركة، مطالبين بتنحيته ومحاكمته على إهدار المال العام بالشركة، والذى يصل لنحو 30 مليون جنيه - على حد قول العمال.
وتصاعدت المظاهرات أمام وزارة الزراعة بمشاركة العاملين بمركز البحوث الزراعية وهيئة الخدمات البيطرية، بعد إصرار المتظاهرين على إلغاء قرار الدكتور أيمن فريد أبوحديد، وزير الزراعة، احتجاجاً على تعيين الدكتور محمد فتحى عثمان، رئيساً لمركز البحوث الزراعية، والدكتورة منى محرز، رئيساً للخدمات البيطرية.
وواصل الآلاف من العاملين بهيئة النقل العام اعتصامهم لتحسين أوضاعهم المادية، وتقدموا ببلاغ للنائب العام يطالبونه بالتحقيق فى وقائع فساد طالت قيادات الهيئة. واعتصم قرابة 200 من سائقى سيارات الأجرة بالأقاليم أمام مجمع الأحياء بحى شبرا، مطالبين بإصدار «خطوط سير دائمة» لهم إلى موقف عبود.
ونظم العاملون بمديرية تموين القاهرة بمدينة الفسطاط اعتصاما للمطالبة بزيادة الرواتب والحوافز.
كما اعتصم العاملون بالشركة المصرية لتجارة الأدوية، أمس، من أجل المطالبة بالتثبيت وتحسين أجورهم، وإقالة مجلس إدارة الشركة، الذى وصفوه بأنه يهدر المال العام. وقطع عمال المنطقة الصناعية التابعة لوزارة الداخلية طريق القاهرة- السويس صباحاً لمدة ساعتين، احتجاجاً على ضعف رواتبهم.
ودخل أكثر من 400 عامل بمصنع معدات الغزل بحلوان فى إضراب تام عن العمل، للمطالبة بزيادة الحوافز وزيادة الأرباح السنوية وإجراء الترقيات المتأخرة بالشركة. وواصل نحو 700 عامل بشركة كوكاكولا اعتصامهم بمقر الشركة فى مدينة نصر، للمطالبة بتثبيت العمالة المؤقتة.
وتظاهر نحو 700 عامل بمطاحن شمال القاهرة بمطحن الهدى، التابع لفرع الشركة فى شبرا الخيمة، وطالبوا بزيادة الحوافز وبدل الوجبة الغذائية مع زيادة سعر طحن الدقيق، وتوفير المعدات اللازمة لتشغيل المصنع. كما تظاهر العاملون بالإدارة العامة لصندوق التوفير التابع لهيئة البريد للمطالبة بإقالة رئيس الشركة ورؤساء الأقسام بسبب ما وصفوه بـ«التنكيل بهم» طوال السنوات الماضية.
ونظم مئات العاملين بوزارة التضامن الاجتماعى، عدة وقفات أمام الوزارة، ومجلس الوزراء ومنتصف ميدان التحرير للمطالبة بتحسين الأجور، ورفع الحوافز، وصرف الأرباح وتحسين أحوالهم الوظيفية، بينما طالب العشرات من العاملين بمعهد القلب بتعيينهم.
وللمرة الرابعة خلال أسبوعين، تظاهر المئات من موظفى وزارة التربية والتعليم، أمس، للمطالبة بتثبيت العمالة المؤقتة فى الوزارة، وأرفق الموظفون مطالبهم للدكتور صفوت النحاس، رئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، فى ورقة خاصة، ذيلت بتوقيع الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، المشرف على الوزارة حالياً.
وحدد الموظفون عددهم وفقا للمؤهلات والدرجات المطلوبة، حيث جاءت المؤهلات العليا على رأس الأعداد المطالبة بالتعيين حيث جاء عددهم 874 موظفاً، يليهم حملة المؤهلات المتوسطة بعدد 524، ثم عمال خدمات معاونة بـ 256، وحملة المؤهلات الحرفية 134، وأخيراً حملة المؤهلات فوق المتوسطة بـ112 موظفاً.
وأشار الموظفون، الذين وصل عددهم وفقاً لورقة المطالب 1900 موظف وعامل، إلى أنهم جميعهم أمضوا أكثر من 3 سنوات، وتصرف لهم المكافآت المختلفة، مطالبين بالاحتفاظ بأقدمية كل منهم واستحداث درجات مالية لتعيينهم، مؤكدين فى الوقت نفسه أن هذا الأمر لا يمثل أى أعباء إضافية فى موازنة الدولة. واحتجت مجموعة من العاملين بمستشفيات الأمانة العامة للمراكز الطبية المتخصصة والتابعة لوزارة الصحة، بسبب ندب الدكتور بهاء أبوزيد لرئاسة المراكز الطبية المتخصصة، والذى كان يشغل منصب مدير معهد ناصر بدلاً من الدكتور محمد مصطفى، رئيسها السابق. والتقى الدكتور أحمد سامح فريد، وزير الصحة، بممثلى بعض المحتجين بهذه المستشفيات، وأكد لهم أن الدكتور محمد مصطفى ظلم فعلاً، واعداً بحل المشكلة فى أقرب فرصة. كما استمرت المظاهرات والاحتجاجات أمام ديوان مبنى وزارة الصحة وفى عدد من مستشفيات التأمين الصحى بمدينة نصر والدقى والهرم، ومستشفى شبرا العام للمطالبة بالزيادة فى الأجور وتثبيت العمالة المؤقتة. وبجانب آلاف من سيارات الإسعاف البرتقالية، اعتصم أكثر من 1200 من موظفى هيئة الإسعاف المصرية أمام مقر الهيئة بالبحر الأعظم، وطالبوا بتثبيت العمالة المؤقتة واعتماد التوزيع الجغرافى فى توزيع العمالة والمساواة فى الأجور.
وتظاهر عشرات من طلاب كليات التعليم الصناعى أمام وزارة التعليم العالى بشارع قصر العينى، أمس، احتجاجا على عدم وجود نقابة تضمهم وعدم الاعتراف بهم كخريجى كليات ومعاملتهم كفنيين فقط، رغم دراستهم أكثر من 75% من مواد كليات الهندسة خلال 4 سنوات بكليتهم، وقام عدد من المتظاهرين بمقابلة وزير التعليم العالى لعرض مطالبهم.
فى سياق متصل، تسود حالة من الغليان هيئة السكة الحديد بسبب رفض المهندس مصطفى قناوى، رئيس الهيئة، مطالب التثبيت والمكافآت، وهتفوا باسم المهندس علاء فهمى، وزير النقل السابق لـ«محاربته الفساد فى الهيئة» - حسب قولهم. وأكد المعتصمون أنهم يعملون فى السكة الحديد منذ أكثر من 10 سنوات بعقود سنوية دون تثبيتهم. من ناحية أخرى، علمت «المصرى اليوم» أن المهندس مصطفى قناوى يدرس حالياً مشروعاً يقضى بإلغاء الشركات التى أنشأتها بالسكة الحديد.