داهمت قوات الأمن البحرينية، الثلاثاء، منزل رجل الدين الشيعي البارز آية الله عيسى قاسم، وقتلت محتجا على الأقل بالرصاص خلال العملية.
ولم يكن قاسم بين من تم القبض عليهم خلال المداهمة لكن من المرجح أن تثير العملية توترات في البحرين بعد أيام من قول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن العلاقة المتوترة منذ فترة طويلة بين واشنطن والمملكة ستتحسن. وساءت العلاقات بين البلدين بسبب سجل المملكة التي يحكمها السنة في مجال حقوق الإنسان.
وقال مسؤول أمني لـ«رويترز»: «العملية في الدراز استندت إلى معلومات مخابرات تفيد بأن عددا من الهاربين على صلة بأعمال إرهابية خطيرة وبقتل رجل شرطة مختبئون في القرية» مضيفا أنه جرى اعتقال ستة أشخاص من منزل قاسم.
وأصدرت وزارة الداخلية البحرينية بيانا في وقت لاحق قال إن خمسة أشخاص قتلوا خلال المداهمة كما اعتقل 286.
ويواجه قاسم الطرد من البلاد بعد أن سحبت السلطات الجنسية منه العام الماضي بسبب مزاعم عن صلات بإيران والتحريض على العنف وهي اتهامات ينفيها.
ويقول ناشطون حقوقيون إن سحب الجنسية من قاسم يأتي في إطار حملة على المعارضة التي يهيمن عليها الشيعة والتي تطالب بمساحة أكبر في تسيير أمور المملكة التي يحكمها السنة.
وذكر ناشطون أن رجلا قتل بطلق خرطوش يدعى محمد زين الدين وأن هناك عشرات أصيبوا بجروح أو باختناق من الغاز المسيل للدموع.
وجرت العملية بعد يومين من إدانة محكمة بحرينية لقاسم بجمع أموال دون ترخيص وغسل الأموال وحكمت عليه بالسجن عاما مع إيقاف التنفيذ.
وقال المسؤول «العملية لا علاقة لها به (قاسم)» مشيرا إلى أنه لم يقبض عليه.
وقالت ابتسام الصايغ من قرية بني جمرة المجاورة لرويترز إن المساجد دعت السكان للخروج إلى الشوارع لحماية قاسم.
وأضافت في اتصال هاتفي أن الوضع مروع ويثير غضب الناس فعلا والشبان يخرجون إلى الشوارع. وأشارت إلى أن مكبرات الصوت في المسجد تردد التكبيرات لحث الناس على الخروج لحماية قاسم.
وسحقت البحرين في عام 2011 انتفاضة قادها أفراد من الأغلبية الشيعية في البلاد. وتعتقد الحكومة أن المعارضة تسعى للإطاحة بها بالقوة وتقول إن إيران ساعدت هجمات لمتشددين على قوات الأمن.
وندد متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بالمداهمة وقال إن الحكومة البحرينية ستكون «مسؤولة عن كل العواقب».
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن المداهمة هي نتيجة لزيارة ترامب للرياض خلال مطلع الأسبوع والتي أشار ترامب خلالها لإيران بأنها راعية الجماعات المتشددة وهو موقف يتطابق مع وجهات نظر السعودية.
وكتب «ظريف» على «تويتر»: «أول نتيجة ملموسة لانفتاح رئيس الولايات المتحدة على الطغاة في الرياض: هجوم مميت على محتجين سلميين من قبل النظام البحريني الذي واتته الجرأة».
وقال عضو البرلمان البحريني عبدالله بن حويل في بيان إن العملية الأمنية أظهرت تصميم الحكومة على مواجهة التهديد الأمني المدعوم من إيران.
وقال: «ولأن العرف المتبع به عالمياً هو أنه لا حوار مع الإرهاب والإرهابيين، خصوصاً إذ ما كان الهدف هو تمرير الوصاية من قبل النظام الإيراني».
وأضاف «بن حويل»، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بالبرلمان أن بعض المناطق في الدراز تحولت «لمأوى خصب يحتضن الإرهابيين والمخربين والهاربين من أيدي العدالة».
وقال ترامب في أول جولة خارجية يقوم بها منذ توليه منصبه والتي زار خلالها السعودية يوم الأحد إن علاقة واشنطن بالبحرين ستتحسن بعد توترات مع سلفه باراك أوباما بشأن سجل المملكة المتعلق بحقوق الإنسان.
وتنفي البحرين ممارسة أي تمييز أو الإفراط في استخدام القوة.
ودانت منظمة هيومن رايتس ووتش المداهمة في الدراز باعتبارها حملة على حرية التعبير. وقالت إنه ليس من قبيل الصدفة أن تنفذ العملية بعد اجتماع «مبهج» بين ترامب والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين.