الأزمة تتصاعد بين واشنطن وإسلام آباد: باكستان ترفض مهاجمة جماعة «حقاني»

كتب: وكالات الإثنين 26-09-2011 11:05

 

 

ذكرت صحيفة باكستانية الإثنين، أن الجيش الباكستاني لن يقوم بعمل ضد جماعة متشددة تنحي واشنطن باللائمة عليها في هجوم ضد سفارتها في كابول، على الرغم من تزايد الضغوط الأمريكية لفعل ذلك.

وقال الجيش الباكستاني إن قائده الجنرال اشفق كياني، التقى مع كبار قادته الأحد في اجتماع «خاص» لبحث الوضع الأمني، في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة الحرب الكلامية مع الولايات المتحدة.

جاء هذا الاجتماع الاستثنائي لقادة الفيالق وسط مزاعم أمريكية بأن وكالة المخابرات التابعة للجيش الباكستاني ساندت جماعة حقاني المتشددة التي تنحي واشنطن باللائمة عليها في الهجوم الأخير على سفارتها وأهداف أخرى بكابول.

وقالت صحيفة «اكسبريس تربيون» نقلال عن مسؤول عسكري لم تذكر اسمه إن القادة اتفقوا على مقاومة المطالب الأمريكية بأن يشن الجيش الباكستاني هجوماً في منطقة وزيرستان الشمالية التي تعتقد الولايات المتحدة أن شبكة حقاني تتمركز فيها.

وقال المسؤول للصحيفة، شريطة عدم نشر اسمه: «أبلغنا الولايات المتحدة بالفعل أن باكستان لا يمكن أن تصل إلى أبعد مما فعلته بالفعل».

وتحث الولايات المتحدة حليفتها باكستان منذ فترة طويلة على ملاحقة شبكة حقاني، وهي واحدة من أعنف الجماعات الأفغانية المتحالفة مع طالبان، التي تقاتل القوات الغربية في أفغانستان.

وتنفي باكستان أنها تدعم شبكة حقاني وتقول إن جيشها مستنزف في قتاله ضد حركة طالبان الباكستانية، بحيث لا يمكنه ملاحقة شبكة حقاني التي تشير تقديرات إلى أن عدد مقاتليها يتراوح بين عشرة آلاف و15 ألف فرد.

ويقول محللون إن الجيش الباكستاني قد يُمنى بخسائر بشرية فادحة إذا حاول شن حملة على شبكة حقاني، التي طورت تحالفات واسعة مع تنظيمات متشددة أخرى في المنطقة، وتسيطر على الأرض الجبلية الوعرة.

ويقول سراج الدين حقاني الذي يرأس هذه الجماعة إنها لم تعد تحتاج إلى ملاذات في باكستان وتشعر بالعمل في أمان في أفغانستان.

وقبل أسبوعين شن متشددون هجومًا على السفارة الأمريكية ومقر حلف شمال الأطلسي في كابول. وأنحى مسؤولون أمريكيون باللائمة في هذه الهجمات على شبكة حقاني.

وصرح مسؤولون أمريكيون بأنه توجد معلومات مخابرات من بينها اتصالات هاتفية تم التقاطها تشير إلى أن هؤلاء المهاجمين كانوا على اتصال بأشخاص لهم صلة بوكالة المخابرات الباكستانية.

وفي أقوى تصريحات يدلي بها مسؤول أمريكي منذ انضمت باكستان إلى الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على التيارات المتشددة عام 2001 قال الأميرال مايك مولن، رئيس هيئة الأركان الامريكية المشتركة، المنتهية ولايته، يوم الخميس، في شهادة أمام مجلس الشيوخ الأمريكي إن شبكة حقاني «ذراع حقيقية» لوكالة المخابرات التابعة للجيش الباكستاني.

كما حمل باكستان المسؤولية للمرة الأولى عن هجوم كابول، قائلا إن إسلام آباد دعمت هذا الاعتداء.

ورفضت الحكومة والجيش الباكستانيان هذه المزاعم، ورفض يوسف جيلاني، رئيس وزراء باكستان، مساء السبت، المزاعم الأمريكية بوصفها علامة على «الارتباك والتشوش السياسي» الأمريكي.