أظهر استطلاع رأى حديث أجراه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء، أن 73٪ من المصريين - مسلمين ومسيحيين - متدينون ويؤدون الصلوات بانتظام.
وقال 76٪ ممن شملهم الاستطلاع، الذى أعلنه المجلس، الأحد، إن الإنسان يجب أن يكون متديناً لتكون لديه أخلاق، وأكد 83٪ من أفراد العينة أن الدين «مسألة شخصية» وكل إنسان حر فى أن يختار دينه بينما لم يوافق على ذلك 12٪.
وأكدت نتائج الاستطلاع أن 38٪ يوافقون على أن يكون لهم صديق من ديانة أخرى، مقابل 62٪ لا يوافقون، فيما قال 48٪ من العينة إنهم يفضلون أن يكون الصديق من نفس دينهم، مقابل 51٪ قالوا إنه لا يوجد فارق.
وطرح الاستطلاع سؤالاً: «لو جارك من ديانة مختلفة هل هذا يضايقك؟»، فقال 87٪ إن ذلك ليس مهماً مقابل 10٪ قالوا إنهم سيشعرون بالضيق، فيما قال 69٪ إنهم يقبلون الشراء من تجار على غير دينهم، مقابل 30٪ لا يقبلون ذلك.
وحول الانتخابات، قال 60٪ من المصريين إنهم يمكن أن ينتخبوا مرشحاً من ديانة أخرى، فى دائرتهم بالنسبة للانتخابات البرلمانية، مقابل 37٪ يرفضون. وبالنسبة للانتخابات الرئاسية، قال 58٪ من أفراد العينة إنهم «لا يوافقون» على انتخاب رئيس من ديانة أخرى، مقابل 36٪ يوافقون.
وقال 16٪ إنهم موافقون على حذف خانة الديانة من البطاقة الشخصية، مقابل 76٪ رفضوا ذلك، وأكد 82٪ من المبحوثين أن الدولة لا تفرق فى التعامل بين المسلمين والمسيحيين مقابل 9٪ قالوا إن هناك تفرقة، حيث قال 25٪ إن الدولة تستجيب بشكل أفضل لمطالب المسيحيين، وقال 24٪ إن هناك عدم قبول للمسيحيين فى المناصب، بينما قال 10٪ إن هناك صعوبات فى شروط بناء الكنائس.
وحول وجود مشاكل بين المسلمين والمسيحيين، قال 78٪ إنهم لا يجدون مشاكل بينهما، بينما قال 19٪ إن هناك مشاكل، وقال 50٪ إن هناك عناصر خارجية كانت مسؤولة عن أحداث الفتنة الطائفية، مقابل 43٪ حملوا المسؤولية لعناصر من النظام السابق، بينما قال 9٪ إن المسلمين كانوا مسؤولين عنها وقال 8٪ إن المسيحيين هم المسؤولون.
وأكد 23٪ من أفراد العينة أن الخطب فى المساجد والعظات فى الكنائس تزيد المشاكل بين المسلمين والمسيحيين، بينما قال 33٪ إنها لا تؤثر، وقال 28٪ إنها تقلل من المشاكل، و46٪ من أفراد العينة قالوا إنهم يوافقون على حديث رجال الدين فى الموضوعات السياسية، بينما قال 31٪ إنهم لا يوافقون على ذلك.
وأوضح 48٪ أن رجال الدين المسلمين والمسيحيين كانوا مخطئين فى توجيه الناس نحو الموافقة أو الرفض على التعديلات الدستورية، بينما قال 29٪ إن ذلك كان تصرفاً صحيحاً، وقال 1٪ إن رجال الدين لم يوجهوا الناس باتجاه فعل معين أو عدم فعله.
وطرح الاستطلاع سؤالاً هو: هل توافق على مرشح بعينه لو حدده رجال الدين؟ قال 65٪ من أفراد العينة إن ذلك لن يؤثر عليهم، وقال 16٪ إنهم سيأخذون آراء رجال الدين فى الاعتبار، وقال 14٪ إنهم سيختارون المرشح الذى يزكيه رجل الدين.
وحول ترشيح رجال الدين سواء شيوخاً أو قساوسة، لمنصب سياسى، وافق 29٪ بينما رفض 22٪ ولم يحدد 5٪ موقفهم.
وقال 35٪ إنهم يؤيدون جماعة الإخوان المسلمين، بينما قال 25٪ إنهم لا يؤيدون ولا يعارضون بينما عارضها 21٪ من أفراد العينة.
وأوضح 41٪ أنهم يصدقون جزءاً من الصورة السلبية عن السلفيين التى تقدمها بعض وسائل الإعلام، وقال 40٪ إنهم لا يصدقون، بينما قال 5٪ إنهم لم يسمعوا عن السلفيين من قبل.
من جانبه، وصف عمرو خالد، الداعية الإسلامى، ما طرحه الاستطلاع من أن 29٪ من المصريين يوافقون على تدخل رجال الدين فى التعديلات الدستورية، بأنه «أمر مقلق»، وقال إن النسبة التى أظهرها الاستطلاع، بموافقة نحو 50٪ على انتخاب حزب على أساس دينى «مخيفة».
وأضاف أن تدين المصريين فطرى وعميق، وأى محاولات لمواجهة ذلك ستؤدى لخلق تيارات سرية وتنظيمات شديدة الخطورة، كما حدث فى ظل النظام السابق.
وتابع «خالد» خلال ندوة «دور الدين فى المجتمع»، التى نظمها مركز معلومات مجلس الوزراء، أمس: «التدين لدى المصريين جزء من تركيبة مصر منذ العصور القديمة، وحضارتنا مرتبطة بالإله منذ القدم»، ودعا إلى ضرورة تطوير أسلوب إصلاح الأخلاق من خلال جهد دينى، والتدين بين المصريين فيه انفصام بين العبادات والأخلاق.
وأكد ضرورة فهم التدين من خلال تطبيق عملى وقال إنه لا تدين بلا تصرفات تؤيده فى المجتمع، مشيراً إلى أن البنية الحقيقية للنهضة تتم من خلال الأخلاق واستيعاب المصريين لذلك لايزال بطيئاً.
وقال هانى عزيز، أمين عام جمعية محبى السلام: «لا يوجد اضطهاد للمسيحيين فى مصر، لكن هناك مشاكل تواجههم لابد أن نتعاون جميعاً فى حلها، منها مشاكل الوظائف وعدد المسيحيين فى البرلمان»، ودعا إلى حل هذه المشاكل بدءاً من الريف حتى القاهرة.
وأضاف: «نحن غير مستعدين لإجراء الانتخابات البرلمانية، ولا يوجد لدينا قبول للآخر، ورئيس الجمهورية لابد أن يكون مسلماً ولا أؤيد فكرة ترشيح مسيحى لمنصب الرئاسة».