الحركة داخل مدابغ مدينة الجلود بالروبيكى، ليست فقط مقصورة على المهندسين والعمال، وأعمال البناء والإنشاءات، ولكن هناك حركة أخرى تمت مؤخراً، داخل أول 10 مدابغ، حيث بدأت تنقل معداتها رسمياً إلى الروبيكى، وبدأ أصحاب المدابغ المنتقلين حديثا، في تركيب المعدات، التي جاءت معهم من سور مجرى العيون، كما بدأ بعضهم في استقبال توريد الماكينات الإيطالية الجديدة، التي سيستخدمها بعضهم لأول مرة، بعد التعاقد عليها لتطوير منتجاتهم المنتظرة بشكل مختلف عن إنتاجهم القديم في مصر القديمة.
عبدالرحمن الجباس، صاحب مدبغة بممنطقة سور مجرى العيون، وأحد المنتقلين حديثاً إلى مدينة الجلود بالروبيكى، يصف المشروع بـ«النقلة»، وأنه بمثابة «إعجاز»، وقال إن الدولة لأول مرة تقدم للمستثمرين مصنعاً بأرضيات جاهزة التشطيب، ومجهاز بقواعد الماكينات، مضيفا: «لم يحدث أن أي حكومة سلمت مصنعاً بتوصيلاته الكهربائية أمام كل ماكينة، هذه أشياء تتكلف الملايين»، ويضيف عبدالرحمن الجباس: «كان لابد أن نترك مصر القديمة، لم يكن لدى أي معطيات للتطور، وكنا ننهار ببطء، تركنا وسط المدينة وذهبنا للصحراء من أجل الانطلاق.
وخارج مدابغ مصر القديمة، يعمل عدد آخر من المدابغ بنظام المناطق الحرة الخاصة، بمدينتى قويسنا والإسكندرية، وهى الملاحظة التي أبداها عصام التيجى، صاحب مدبغة بمنطقة سور مجرى العيون، وأحد المنتقلين حديثاً إلى مدينة الجلود بالروبيكى، قائلا: «المدابغ التي تعمل بنظام المناطق الحرة الخاصة، تحصل على تسهيلات من أجل التصدير، فهى معفاة من الضرائب والجمارك، وتحصل على دعم تصديرى، وهو ما يوجب ضرورة منح المدابغ تسهيلات مماثلة.
محمد البرديسى، صاحب مدبغة بمنطقة سور مجرى العيون، أحد المنتقلين حديثاً إلى مدينة الجلود بالروبيكى، يقول إنه يملك مدبغة في منطقة سور مجرى العيون مساحتها 407 أمتار، وإنه حصل على نفس المساحة في الروبيكى، مقابل هدم مدبغته القديمة، مضيفاً أنه قام بشراء مساحة إضافية تبلغ 253 متراً من الشركة المالكة للمشروع بسعر مدعم 2000 جنيه للمتر ليصبح إجمالى ما يمتلكه حالياً 660 متراً، مضيفاً: «أخذت نفس المساحة، واشتريت فوقها كمان لأنى محتاج أوسع على نفسى».
ويضيف البرديسى: أصحاب مدابغ اللى الحال مش ماشى معاهم، قرروا يصفوا نشاطهم، ويأخذوا التعويض، فهناك المنطقة أصبحت مزدحمة، وكان يعمل معى في مصر القديمة 4 عمال، لكن هنا في الروبيكى سأحتاج عمالة زيادة ليست أقل من 8 أو 10 عمال لأن مدبغتى توسعت».
وبعيداً عن صفوف الملاك، ذهبنا إلى صفوف المستأجرين، والغالبية العظمى منهم، يعانون من رغبة المؤجر في إنهاء نشاطه والحصول على تعويض، وبالتالى لن يستطيع الانتقال إلى «الروبيكى»، والحصول على نفس مساحته المؤجرة القديمة، لأنه ليس مالكا لها، وهى المشكلة التي تحدثنا فيها مع خالد الخلقى، والذى يستأجر مدبغة في منطقة سور مجرى العيون، نظير 2500 جنيه شهريا من أصحابها «الورثة»، الذين يعملون في مهن أخرى غير مهنة الدباغة، ويفضلون الحصول على تعويض مالى، وهدم المدبغة نهائياً.
«خالد» علق على الخطوة التي اتخذتها شركة القاهرة المالكة لمشروع «الروبيكى»، بفتح الباب أمام المستأجرين، للتقدم والحصول على قرض بنكى ميسر بقيمة 5%، والسداد على 11 عاماً، لتمويل تملكه لمدبغة في الروبيكى، قائلا: «ياريت، لو الباب مازال مفتوحا، سأقوم بالتقديم، أنا زرت الروبيكى، والمنطقة ستحقق الانطلاقة فعلاً، لكن محافظ القاهرة ذكر أنه سيكون هناك وحدات بالإيجار في الروبيكى، ونحن مستعدون في الحالتين، لكن المهم ألا يتركونا دون حل لأوضاعنا، فأنا أدفع إيجاراً لمدبغتى، التي يعمل بها 30 عاملاً، كل منهم يحصل على أجرة تبلغ 500 جنيه أسبوعياً».