أستاذ أمراض الكبد: ارتفاع نسبة الإصابة بفيروس «سى» يهدد بوصولنا مرحلة الوباء

كتب: ولاء نبيل الأحد 25-09-2011 19:29

أكد الدكتور جمال شيحة، أستاذ أمراض الكبد بجامعة المنصورة، ورئيس جمعية رعاية أمراض الكبد، أن الزيادة التى رصدتها إحصاءات وزارة الصحة مؤخراً فى أعداد المرضى المصابين بفيروس سى، تعد مؤشراً على أننا وصلنا لما هو أكثر من الوباء، لأنه لا توجد دولة فى العالم بها هذا الكم من المصابين، على حد تعبيره.

أشار إلى أن ارتفاع نسبة المصابين بالفيروس من 9% من إجمالى عدد السكان عام 2009 إلى 14% هذا العام، يرجع إلى غياب الحملة القومية المتكاملة لمكافحة المرض. وقال: «ما نقوم به مجرد معالجات جزئية لمكافحة المرض، ولن تجنى الثمار المأمولة منها، فلدينا اهتمام وحماس حكومى بالمرض، لكن دون التزام قاطع، بدليل عدم توفير الأموال اللازمة لإتمام المشروع القومى فى مكافحة المرض، ولذلك ستظل معدلات الإصابة فى زيادة مستمرة، وهو ما ينذر بكارثة، خاصة بعد أن احتلت الإصابة بسرطان الكبد المراكز الأولى بين معدلات الإصابة بالسرطانات فى مصر».

الاكتشاف المبكر للمرض يعطى نتائج أفضل لعلاج مرضى الفيروس، والذين قد تصل مرحلة الشفاء لديهم إلى 100%، خاصة أن الفيروس يحتاج إلى عقود من الزمن كى يؤثر على الكبد، حسبما أوضح الدكتور جمال، مشيراً إلى أن المراحل الأولى للمرض تقدر فى أول خمسة أعوام من الإصابة، كما أن طبيعة فصيلة الفيروس المنتشرة فى مصر قابلة للعلاج، لأنها تحتل الترتيب الرابع من بين فصائل الفيروس المنتشرة فى العالم، وتعد أكثر استجابة للعلاج إذا ما تمت مقارنتها بباقى الفصائل، ومنها الفصيلة الأولى المنتشرة فى الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الفصيلة الثانية المنتشرة فى بعض الدول الأوروبية، فى حين توجد الفصيلة الثالثة فى باكستان، والخامسة والسادسة فى جنوب شرق آسيا.

وأوضح أن أشهر طرق انتشار العدوى تتم داخل المنشآت الطبية العامة والخاصة على حد سواء، باستخدام الأدوات الملوثة، الناقلة للعدوى، والتى لا يتم تعقيمها بالقدر المطلوب، ولذلك لابد من تشديد العقوبة على كل من يتسبب فى نقل العدوى للمرضى، للحد من الإصابات.

 وأكد أن إصابة أى إنسان بالفيروس لا تعنى تعرضه للتمييز الاجتماعى، ومن يقم بذلك يعد منتهكاً للحقوق الطبية والقانونية والإنسانية، لأن المصاب بفيروس سى شخص غير ناقل للعدوى، إلا فى حالة ملامسة أدوات المريض المصاب بالفيروس بجرح إنسان سليم، مثل أمواس حلاقته أو «سرنجاته»، وهو ما يمكننا تجنبه، وبالتالى لا يوجد مبرر لتمييز مرضى الفيروس، خاصة أنه لا ينتقل على الإطلاق أثناء العلاقات الزوجية، مثلما يحدث بين المصابين بفيروس بى، وفقاً لتأكيدات شيحة.

وقدر شيحة الفترة اللازمة كى نلمس انخفاضاً فى معدلات الإصابة بنحو 10 سنوات كاملة، وهو الانخفاض الذى لن يحدث مطلقاًً-على حد تعبيره- إلا بعد البدء فوراً فى تنفيذ استراتيجية قومية، من خلال حملة متكاملة ومستمرة، لعلاج كل الحالات الموجودة حالياً، ورفع مستوى الوعى بين المواطنين، لأن الوقاية فى تلك الحالة خير ألف مرة من العلاج، كذلك لابد من تشديد الرقابة على طرق العدوى.

وشدد «شيحة» على ضرورة عدم تغيير الاستراتيجية بتغيير الأشخاص، لا المسؤولين، خاصة فى الوضع غير المستقر لأحوال الدولة، حتى لا تتبدد الجهود، فخطة مكافحة الفيروس لا علاقة لها بأشخاص ولا وزارات ولا نظام حكم، ولا مجال للاختلاف عليها حزبياً.

وتطرق «شيحة» إلى أعراض الإصابة بسرطان الكبد، الذى يتم اكتشافه بالفحوصات، أو من خلال ظهور بعض العلامات على المريض مثل الاستسقاء فى البطن، والصفراء، أو القيئ بالدم، وقال: «غالباً ما يكتشف المريض إصابته حتى قبل ظهور تلك الأعراض، لأنها تكون فى الأصل مضاعفات للتليف الكبدى، الذى يجبر المريض على اتباع نظام غذائى معين، فى حين يكون المريض بالفيروس فى مراحل الإصابة الأولى شأنه شأن أى إنسان طبيعى، يتناول ما يرغب فيه من طعام».

ووصف الدكتور «شيحة» علاج الفيروس بسم النحل بـ«الخرافة والخزعبلات واللاعلم».