«زويل»: الثورة «عالمية ومتحضرة وعلمية».. وعلينا التفكير فى بداية جديدة لمصر

كتب: وليد مجدي الهواري الأحد 13-02-2011 20:14

استضاف الإعلامى محمود سعد الدكتور أحمد زويل، الحائز على جائزة نوبل فى الفيزياء، مساء السبت، فى أول حلقة لبرنامج «مصر النهارده» بعد تنحى الرئيس محمد حسنى مبارك عن حكم مصر. وكشف «سعد» أثناء تقديمه لزويل عن أن العالم المصرى كان ممنوعاً من الظهور على شاشة التليفزيون الرسمى منذ حوالى 6 سنوات.

وفى بداية الحوار أكد الدكتور زويل أن التاريخ سيذكر ثورة الشباب المصرى بأنها ثورة عالمية، ومتحضرة وعلمية، معلناً عن استعداده للبقاء فى مصر، ولكن بعد رؤية كيف تتحرك البلاد. وتحدث «زويل» عن ثورة 1952، قائلاً إن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان زعيماً وطنياً عربياً، «ولو ركز على الديمقراطية لكان الزعيم الوحيد الذى أعطى الديمقراطية فى الوطن العربي».

ووصف ثورة 52 بأنها كانت تعتمد على الفردية ولا تعتمد على الرؤية، موضحاً أن السادات كان بطلا قوميا رغم وجود أخطاء فى فترة حكمه مثل الانفتاح الاقتصادى غير المقنن.

وحول فترة حكم «مبارك» قال «زويل»: «فى أول 10 سنوات كانت مصر تحتاج إلى البنية الأساسية والكهرباء، فأنجز هذه المهمة فى هذه المرحلة، ولكن فى آخر 10 سنوات عاشت مصر بين الحرس القديم والجديد، والانقسام الحادث بينهما، والجدال حول توريث جمال أم لا، مما أدى إلى تدهور حال البلاد فى كل شىء».

وقال «زويل» إن أهم ما يميز الثورة المصرية أنها «لم تصنع قائدا، وبرغم هذا كانت منظمة تنظيماً جيداً جدا»، ووصفها بأنها ثورة متحضرة جدا بما فعله الشباب من سلوكيات عظيمة من تنظيف ومحافظة على الميدان، مشيراً إلى أثرها الكبير فى عودة الوحدة الوطنية بين المسلم والمسيحى.

وأكد «زويل» أنه حاول الذهاب إلى الميدان مرتين، فى الأولى وصل إلى أول كوبرى قصر النيل، وعندما علم الناس بوصوله حصل تزاحم شديد لأكثر من ساعة ونصف الساعة، مما اضطره للنزول إلى ناحية سميراميس والانصراف بعد ذلك، والثانية يوم الجمعة الماضى، إلا أنه فوجئ بخطاب التنحى.

وحول تدخله فى السياسة قال «زويل»: «فى البداية هاجمتنى بعض الجرائد فى مصر، وقالوا إزاى عالم ويتدخل فى السياسة، ولكننى تذكرت إجابة الأديب الكبير نجيب محفوظ عندما سألته عن سبب احتفاء المصريين بى فقال «إحنا عايشين فى عصر العلم».

وحول رد فعله بعد خطاب «مبارك» الأخير، الذى فوض فيه صلاحياته لنائبه عمر سليمان، قال: «أحبطت وقلت حرام هذا الشباب الذى استشهد والذى تواجد فى التحرير وفى معظم أنحاء مصر، ولكننى كنت متوقعاً أن القوات المسلحة سوف تلعب دوراً، وكنت سعيداً عندما أنهى سليمان الموضوع وأعلن قرار التنحى».

وأكد «زويل» أنه كان متفائلاً بالشباب، وكان يتوقع حدوث هذه الثورة، لأنه كان يرى فى أعينهم الإصرار والعزيمة، من خلال الندوات العلمية التى كان يحضرها ما يقرب من 5000 شاب.

ووجه «زويل» كلمة إلى الشباب والنخبة فى مصر، طالبهم فيها بأن «ننسى ما حدث وليحاسب القضاء من يحاسبه»، مضيفاً: يجب ألا تتعاملوا مع الحدث كتصفية حسابات، بل يجب التفكير فى بداية جديدة لمصر، هل ستبقى مصر علمية أم ماذا».

وأكد أنه لكى يتم بناء بداية جديدة لمصر يجب أن تكون هناك رؤية مفهومة وواضحة لوضع مصر فى المكان الصحيح.

وحول رؤيته للوضع فى مصر فى السنوات الأخيرة قال: «إن النظام فى مصر كان يقوم على الولاء وليس الكفاءة»، مشيرا إلى وجود طاقات بشرية هائلة ونماذج من المثقفين والمفكرين داخل مصر وخارجها، ولكنها كانت ممنوعة من الرؤية الوطنية.

وأضاف أنه كان فى كندا وفوجئ بأن الذى يضع الخريطة التعليمية لكندا كلهم مصريون، «واحنا فى بلدنا مش عارفين نستخدم علماءنا ومثقفينا، ومش عارفين نستخدم الطاقات العلمية والبشرية فى داخل مصر وخارجها».

وأوضح «زويل» أنه يجب عمل إصلاح اجتماعى لأنه ليس من المعقول أن يكون 40% من المصريين تحت خط الفقر، وأن تتراوح ميزانية الصرف على طالب الجامعة بين 300 و400 دولار فى العام الدراسى، بينماتصل فى الدول الأخرى إلى 15 ألف دولار.