يواصل قرابة 1600 أسير فلسطيني اليوم، الجمعة، ولليوم الـ33 على التوالي معركة الحرية والكرامة داخل معتقلات الاحتلال، للمطالبة باستعادة حقوقهم التي سلبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في ظل تردي الوضع الصحي للعديد من المضربين عن الطعام. فيما ترفض سلطات الاحتلال الاستجابة لمطالبهم.
وفي هذا السياق، قالت اللجنة الإعلامية لإضراب الكرامة، مساء الخميس، إن «إدارة» معتقلات الاحتلال نقلت جميع الأسرى المضربين عن الطعام في «نفحة» إلى معتقلات «شطة ونيتسان وهداريم وجلبوع».
بدوره، أفاد مكتب إعلام الأسرى بوصول 68 أسيراً مضرباً عن الطعام إلى قسم 11 في معتقل «إيشل» قادمين من «نفحة» ومعتقلات أخرى.
وأضاف مكتب إعلام الأسرى أن سلطات الاحتلال نقلت الأسيرين عباس السيد وحسن سلامة من «إيشل» إلى معتقل «نفحة».
وأكد الأسير القائد عباس السيد أن الأسرى ماضون في الإضراب المفتوح عن الطعام إسناداً لمعركة الأمعاء الخاوية حتى تحقيق مطالبهم، ولا تراجع حتى لو أدى ذلك إلى استشهادهم.
وأشار السيد في رسالة إلى أن «إدارة» معتقلات الاحتلال تتعمد الضغط عليهم بانتهاجها سياسة التنقلات المتكررة ومنع زيارات المحامين عنهم من أجل قطع التواصل بينهم وبين إخوانهم المضربين في كافة المعتقلات.
كما تحدث السيد في رسالته عن الموقف السلبي للصليب الأحمر والتقصير بحق الأسرى المضربين، مشيراً إلى أنه يفترض أن يقوم الصليب الأحمر بزيارة المضربين بشكل دوري إلا أنه اكتفى بزيارة أعداد محدودة من الأسرى وبشكل متقطع.
كما تقدّم عباس السيد بشكاوى لـ«إدارة» معتقلات الاحتلال باسم كافة الأسرى المضربين معه بكل ما يتعلق من السياسات العقابية التي تفرضها.
إلى ذلك، ذكرت مصادر لمركز حنظلة للأسرى والمحررين أن هناك تراجعاً وتدهوراً حاداً في صحة القائد أحمد سعدات والأسير محمد القيق، وأنهما بحاجة للنقل إلى المستشفى بشكل عاجل.
وبينت المصادر للمركز أن «إدارة» معتقلات الاحتلال شنت حملة تنقلات واسعة للأسرى الذين دخلوا في دفعة إسناد الإضراب في 4 مايو الماضي، وشملت 50 أسيراً ومن بينهم قيادات في الحركة الأسيرة معزولة في «أوهليكدار» إلى عزل معتقل «نفحة الصحراوي».
وأكدت المصادر قيام «إدارة» معتقلات الاحتلال بنقل الأسرى المضربين عن الطعام، وهم: الأمين العام في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القائد أحمد سعدات، والقيادي عاهد أبوغلمى، والقيادي عباس السيد، وحسن سلامة، ونائل البرغوثي، ومحمد القيق.
وأوضح المركز أن هذا النقل يأتي في إطار الضغوطات الممنهجة التي تمارسها «إدارة» الاحتلال والمخابرات بحق قيادة الحركة الأسيرة خاصة المضربة عن الطعام، في سياق محاولاتها المحمومة لكسر الإضراب ووقفه، وأيضاً في إطار حجب المعلومات المتعلقة بالأوضاع الصحية للقائد سعدات جراء استمراره في الإضراب.
كان 60 أسيراً انضموا للإضراب المفتوح عن الطعام في معتقل «جلبوع»، أمس الأول الأربعاء، وأكد الأسرى في رسائل تصل من داخل المعتقلات أنهم مستمرون في معركتهم حتى نيل مطالبهم، مؤكدين أن عامل الوقت لن يقف عقبة أمام سعيهم نحو تحقيق أهدافهم.
في المقابل، استمرت الفعاليات الشعبية المساندة للأسرى المضربين، ودعت اللجنة الوطنية لإسناد إضراب الحرية والكرامة إلى اعتبار الأيام القادمة أياماً للتصعيد مع الاحتلال.
وفي تطور لافت، حذرت الأجنحة العسكرية لفصائلِ المقاومةِ الفلسطينيةِ الاحتلال من مغبةِ إصابة أيِ من الأسرى في معتقلات الاحتلال بسوءٍ.
وشددت الأجنحة العسكرية على لسان الناطق باسم سرايا القدس «أبوحمزة»، خلال مؤتمرٍ صحفيٍ عُقدَ في مدينةِ غزةَ بعد عصر أمس: «أنه إذا ما أُصيب أي من الأسرى بسوءٍ فإنها لن تقف مكتوفة الأيدي»، وأضافت: «إذا كان الحراكُ السلمي لم يجدِ نفعاً مع هذا العدوِ المتغطرسِ الذي لا يفهمُ إلا لغة القوةِ، فإننا جاهزون للحديث مع عدونا باللغةِ المناسبةِ التي يفهمها جيداً».
ودعا أبوحمزة «عمومَ جماهيرِ الشعب إلى الاستنفارِ والغضبِ في مواجهةِ الاحتلالِ على كافةِ خطوطِ التماسِ وطرقِ تحرك الجنود والمستوطنين، في الضفةِ والقدسِ المحتلةِ وقطاعِ غزة، وليكن يوم غدٍ الجمعة يوم غضبٍ ونفيرٍ من أجل أسرانا الأبطال، وليوصل شعبنا الرسالةَ للمحتلِ أن من خلفِ أسرانا شعبا حيا عظيما، لا يعرف السكوت أمام صلف عدوه وإجرامه».
وقال: «إن أذرعَ المقاومةِ الفلسطينيةِ ستظل دوماً الدرع الحامي لشعبنا وستحمي ظهور جماهير شعبنا الصامد وأسراه في حال تغول العدو عليهم أو حاول استباحةَ دمائهم، وإن خيارات الرد بيدِ المقاومةِ كثيرة وحاضرة».
في سياق متصل، ناشد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، جعفر عزالدين، أحرار العالم، إلى مناصرة قضية الأسرى المضربين عن الطعام في معتقلات الاحتلال، في ظل هذه الأوضاع الحرجة، حتى إسقاط الملف السري وتحقيق النصر على السجان الظالم.
وقال عزالدين، في تصريح صحفي، إن «الأسرى يموتون جوعاً من أجل الكرامة، فلنكن لهم ومعهم، ولتكن أصواتنا سيفاً قاطعاً وأقلامنا بنادق، ودعواتنا وصلواتنا لنصرتهم وتعزيز معنوياتهم وصبرهم على المعاناة والأسى»، مؤكداً أن من لا يبالي بحال الأسرى هو كمن باع وخان تماماً لا فرق بينهما.
وتابع: «من نكبة إلى نكسة إلى انتفاضة حجر، فخيانة المفاوضين والمساومين إلى تجارة القضية في مجالس العرب والعجم والمحافل الدولية سطر تاريخ البطولة والفداء بالدم الطاهر الذي سال على التراب المقدس على مرّ سنوات الظلم والقهر والجرح النازف الذي أبى أن يندمل».
وقال: «تزيد جراحات النكبة المستمرة وجعاً في انتفاضة ثالثة يسطرها أبطالنا أسرى الزنازين، المضربون عن الطعام، المعزولون والإداريون، ثورة جديدة عنوانها أمعاء خاوية وماء وملح يعاني فيها الأسير كل أشكال القهر والظلم والضغط من إدارات السجون التي تضرب عرض الحائط بكل المعاهدات الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان على رأسها سياسة الاعتقال الإداري الممنهجة التي تمارسها سلطات الاحتلال في حق المناضلين والنشطاء الفلسطينيين، هذا في غياب شبه تام لمناصرة الأسرى المضربين ضد مسمى الملف السري وسياسة الاعتقال الإداري، زيادة على حال الأسرى المرضى بالورم الخبيث والذين يفوق عددهم العشرين أسيراً لا يتلقون أي علاج يذكر».