شهدت الأزمة المتعلقة بمزاعم تدخل روسيا فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصالح الرئيس دونالد ترامب وعلاقة حملته بموسكو تطورات جديدة لتضييق الخناق على الرئيس الأمريكى، بتعيين المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالى «إف. بى. آي»، روبرت مولر، محققا خاصا للنظر فى تلك المزاعم، فيما دعا بعض المشرعين الأمريكيين إلى بدء إجراءات عزل ترامب، المتهم بإعاقة عمل القضاء، ولكن هذا الاقتراح لايزال مجرد فرضية، إلا إذا حظى بدعم سياسى.
وقال مساعد وزير العدل، رود روزنشتاين، إنه «من المصلحة العامة الاستعانة بشخص من الخارج للنظر فى سير التحقيق، نظرا للظروف الحالية الاستثنائية، فإن المصلحة العامة تقتضى منى وضع هذا التحقيق تحت سلطة شخص يتمتع بدرجة ما من الاستقلالية».
وأعلن «مولر» - 72 عاما، الذى سيحظى بسلطات واسعة لإجراء التحقيقا ت- قبوله أداء المهمة، وشغل «مولر» منصب مدير «إف. بى. آي» فى عهد الرئيس السابق باراك أوباما ومن قبله جورج بوش الابن، ولم يتردد فى الوقوف بوجه البيت الأبيض معترضا على ممارسات يعتبرها مخالفة للقانون، وقال: «قبلت بهذه المهمة وسأكرس جميع إمكانياتى لتنفيذها على أكمل وجه»، ومن المتوقع أن يعلن مولر استقالته فى وقت لاحق من شركة المحاماة الخاصة التى يعمل بها، لتجنب تضارب المصالح.
وحظى اختيار مولر بترحيب من السياسيين فى الحزب الجمهورى، الذى ينتمى له ترامب، والحزب الديمقراطى المعارض، وقال النائب الجمهورى جيسون تشافتز: إن «مولر خيار رائع. لا غبار عليه، سيحظى بتأييد كبير»، بينما قال السيناتور الديمقراطى ريتشارد بلومنتال، أحد أشد منتقدى ترامب، إن مولر «معروف بتصميمه واستقلاليته».
وتعالت الأصوات الديمقراطية المطالبة بتعيين مدعٍ خاص للتحقيق فى مزاعم التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية بعدما أقال ترامب مدير «إف.بى.آي» السابق، جيمس كومى، الأسبوع الماضى. وطلب الكونجرس من جيمس الإدلاء بشهادته علنا، بشأن تدخل ترامب فى عمله، وطلبه إنهاء التحقيق فى علاقة مايكل فلين، مستشار ترامب السابق، بروسيا، وطلب فى وقت سابق 3 من أعضاء لجنة الاستخبارات فى الكونجرس الاطلاع على مذكرة لـ«كومى»، يتحدث فيها عن محاولة ترامب «التدخل فى عمله»، وقال «كومى» إن الرئيس طالبه بإنهاء التحقيق فى قضية اتصال «فلين» بمسؤولين روس.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن «فلين» حذر الفريق الانتقالى لترامب من أنه يخضع لتحقيق بشبهة العمل سرا فى الضغط من أجل تركيا قبل تنصيب الإدارة الجديدة، وأن ترامب عين «فلين» رغم معرفته بخضوعه للتحقيقات.
وكشف مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون أن «فلين» ومستشارين آخرين لحملة ترامب كانوا على اتصال مع مسؤولين روس وآخرين ممن لهم علاقات بالكرملين فى نحو 18 مكالمة هاتفية ورسالة إلكترونية خلال الشهور السبعة الأخيرة من السباق الرئاسى فى 2016، وتشكل الاتصالات التى لم يسبق الكشف عنها جزءا من سجل يراجعه (إف.بى.آي) وأعضاء الكونجرس.
وفى المقابل، عبّر ترامب عن أمله فى أن يتم الانتهاء سريعا من التحقيق بشأن احتمال وجود تواطؤ بين روسيا ومقربين منه، وقال: «كما قلت مرارا، فإنّ تحقيقاً شاملاً سيؤكد ما نعرفه بالفعل، ليس هناك أيّ تواطؤ بين فريق حملتى وبين جهة أجنبية»، واشتكى ترامب من أنه «يعامل بطريقة سيئة، وأن الظلم الذى لحقه لم يطل أى رئيس أمريكى على مر التاريخ»، قائلا: «لم يعامل أى سياسى فى التاريخ على نحو أسوأ أو أكثر ظلماً منى، ولا يمكنك أن تدعهم ينتصرون عليك، ولا يمكنك أن تدع النقاد أو المشككين يقفون فى طريق أحلامك»، وشدد على أن «الشعب الأمريكى يفهم ما يأمل فى تحقيقه، وأنه لم ينتخب لخدمة وسائل الإعلام فى واشنطن أو مؤسسات النخبة».
وأعلن رئيس لجنة الدفاع والأمن بمجلس الاتحاد الروسى، فيكتور أوزيروف، أن «تعيين واشنطن نائبا خاصا للتحقيق بمزاعم تدخل روسيا فى الانتخابات الأمريكية يؤثر سلبا على العلاقات الثنائية، وعلى صعيد محاربة الإرهاب الدولى، وذلك فى حال خضوع ترامب لهذه الضغوط وبدأ يثبت أنه لا يملك خططا للتعاون مع روسيا».
تراجع الدولار مقتربا من أدنى مستوياته فى 6 أشهر مقابل سلة من العملات الرئيسية ليجد صعوبة فى التعافى من أسوأ خسارة يتكبدها خلال نحو عام مقابل الين واليورو، وسط مخاوف تحيط بمستقبل رئاسة ترامب، وتراجعت الأسهم الأوروبية وانخفضت أسعار الذهب على خلفية التوتر السياسى فى الولايات المتحدة.