كشف المهندس حسب الله الكفراوي، وزير الإسكان والتعمير الأسبق، أنه رفض إعطاء أحد أبناء الرئيس السابق حسني مبارك 1000 فدان من أراضى الدولة بمدينة 6 أكتوبر، واعتبر أن الله ابتلى مبارك بـ«صفوت الشريف».
وأوضح الكفراوى في حديث مع برنامج «الحياة اليوم» على قناة الحياة مساء السبت: «جاءنى أحد أبناء الرئيس وقال لي بابا بيقولك إديني 1000 فدان في مدينة 6 أكتوبر، فرددت عليه: «خلي بابا يكلمني»، مؤكداً أنه «في تاني يوم من استقالتي أخدوا الأرض».
وأكد الوزير الأسبق أن ما حدث في مصر كان متوقعاً «لكل ذي بصيرة»، منوهاً إلى أنه أبلغ الرئيس السابق عام 2005 بأن مصر على وشك الانفجار، فقال لي (اطمئن البلد ممسوكة كويس)»، وأشار إلى المؤتمر الصحفي الذي عقده الحزب الوطني عقب الانتخابات البرلمانية السابقة، معلقاً: «انظر إلى مدى غرور وفُجر كهنة النظام في هذا المؤتمر، نسوا الله فأنساهم أنفسهم».
ولفت إلى أنه سبق أن تقدم باستقالته من الوزارة ثلاث مرات، منوهاً إلى أن هناك «شلة مكونة من 80 قرصانا، سيطرت على المحروسة، وتحتهم حوالي مليون شخص من حملة المباخر وصغار المنتفعين»، وقال: «كل هؤلاء أرصدتهم بالخارج وطائراتهم بالمطارات على استعداد للمغادرة حال خروج رائحتهم».
وذكر أنه في 2004 أرسل للرئيس مبارك رسالة طالبه فيها بتعيين عمر سليمان نائبا له «حتى ينظف البلد»، معتبراً أن «مبارك قد ابتلاه ربه بشخص صفوت الشريف صاحب التاريخ المعروف والمتسبب في جميع مشاكل مصر من خلف الكواليس دون الظهور في الصورة»، مضيفاً أنه عندما دخل في خلاف معه، قالوا لي: «بلاش صفوت الشريف»، مؤكداً أنه بعدها قدم استقالته.
وحول باقي القائمة التي وصف أصحابها بـ«المبشرين بالجنة»، قال الكفراوي، المركز الثاني بهذه القائمة يحتله المهندس أحمد عز (الهلفوت) على حد قول الكفراوي، والذي كان يعمل «طبّال»، وتضم القائمة كذلك أنس الفقي وزير الإعلام السابق، الذي كان يعمل كـ«رقّاص في فرقة رضا»، معلقاً: «هذه كانت المؤهلات المطلوبة».
وقال إن هناك «شلة الحرامية» على حد وصف الكفراوي، وزير الإسكان السابق أحمد إبراهيم سليمان، الذي اضطر النظام لإقالته عندما زكمت رائحته أنف المجتمع المصري، مضيفاً: «ولكن للأسف جاء الأكثر منه فساداً وهو أحمد المغربي».
وعن وصف الرئيس السابق مبارك بـ«الرجل العنيد»، قال الكفراوي: «العنيد يعند على مراته مش على 80 مليون»، معلقاً بأن الشخص العنيد قليل الإدراك ضيق الأفق؛ لا حيلة له، مضيفاً أنه كانت تجمعه علاقة جيدة مع حسني مبارك على المستوى الإنساني، أما العلاقة بينهما باعتبارهما رئيسا ووزيرا فكانت غير طيبة على الإطلاق، قائلا: «أبقى ندل لو لم أتذكر اللمسات الإنسانية التي قام بها مبارك معي»، موضحاً أنه بعد خروجه من الوزارة كرمه في حفل كبير وأعطاه وشاح النيل.
وأكد حسب الله الكفراوي أن الأسماء التي تم تجميد أرصدتهم ومنعهم من السفر بمثابة الدفعة الأولى من قائمة المبشرين بالجنة التي أزفت آزفتهم، مقترحاً لهم عقوبة جديدة وهي «الضرب بالجزم القديمة حتى الموت».
وحول الدكتور زكريا عزمي، وصفه الكفراوي بالرجل الذكي صاحب الدور الكبير، إلا أن ما يعيبه هو أنه قد أعطى أهمية كبيرة لـ«صفوت وعز وأهل البيت»، مؤكداً أن عز كان مسنوداً بشدة ولذلك حاول عزمي تجنبه دائماً.
وقارن وزير الإسكان والتعمير الأسبق، بين موقف وزير الدفاع من ثورة الغضب، وموقف وزير الداخلية، قائلاً: «الأول نزل طالب جنوده بالتعامل الودود مع المتظاهرين، ونزل للشارع ببذلته العسكرية ليصافح المواطنين، أما العادلي فأمر بإطلاق الرصاص المطاطي ثم الحي ثم سحب قواته على مستوى الجمهورية وأمر بنشر البلطجية لترويع المصريين».
وتابع الكفراوي أن السيد المشير طنطاوي، رجل شريف لم يدخل بيته مليم حرام، ولكنه ينام بطمأنينة دون عذاب ضمير، أما حبيب العادلي فكون المليارات الحرام، ولكنه لا ينام في هذه اللحظات، كما كان كثير التردد على «التواليت» كباقي قائمة المبشرين بالجنة في هذه الأيام.
وحول وزارة الفريق أحمد شفيق، قال الكفراوي إنه يحترم شفيق ويتمنى له التوفيق، متابعاً: «ربنا ينجده من الوزراء اللي معاه»، كما أوضح الكفراوي أنه قال لعمر سليمان وزير المخابرات ونائب رئيس الجمهورية، إن مصر تنهار، مطالباً إياه بأن يتحرك ويتحمل مسؤوليته الوطنية.
وعن سبب خروج كمال الجنزوري من الحكومة، قال الكفراوي، إنه أخطأ حينما وافق على مشروعات بلا جدوى مثل توشكى وترعة السلام وشرق التفريعة.
وفي مداخلة مع الرئيس السابق للبنك الأهلي، قال محمود عبد العزيز مخاطباً الكفراوي: «أنت تعرف كل جرائم العصابة، وأنا أطالبك بأن تذهب معي للنائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، لنقدم بلاغات رسمية»، كما اقترح عبد العزيز تشكيل لجان قضائية بجانب النائب العام، موضحاً أن نيابات الشرق الأوسط كلها لا تكفي لمحاكمة الفاسدين طيلة الأعوام الماضية.