قالت «الهيئة العامة للثورة السورية»، إحدى جماعات المعارضة التي انضمت للمظاهرات المناهضة لحكومة الرئيس بشار الأسد، إن 18 متظاهراً قتلوا، السبت، عندما هاجمت قوات الأمن محتجين بعدة مدن سورية، فيما هاجم محتجون موالون للنظام السوري في دمشق السفير الفرنسي لدى سوريا، إريك شيفالييه.
وبحسب الجماعة التي تتخذ من بيروت مقراً لها فإن 12 من الضحايا على الأقل «لقوا حتفهم في مدينة حمص وسط سوريا».
وقال شاهد عيان إن شيفالييه هوجم من قبل متظاهرين موالين للأسد «رشقوا السفير بالبيض والحجارة».
وقال الشاهد، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن الحشود التي كانت تردد شعارات تأييد للأسد رأت السفير وهو يغادر بطريركية الأورثوذكس اليونانيين وبدأت في إلقاء الحجارة والبيض، بينما كان السفير والوفد المرافق له يهمون بركوب سياراتهم.
ومازالت فرنسا توجه انتقادات للأسد وحكومته، التي ردت على المظاهرات والاحتجاجات المناهضة للحكومة بحملات قمعية شرسة.
وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 2700 شخص، بينهم مائة طفل، على الأقل، قتلوا منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة بتنحي الأسد، منتصف مارس الماضي.
واتهم وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، النظام السوري، الإثنين الماضي، بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية».
وشارك شيفالييه ونظيره الأمريكي، روبرت فورد، يوم 13 سبتمبر الجاري، في مراسم تأبين الناشط السوري غيث مطر الذي تقول تقارير إنه «مات تحت وطأة التعذيب».
وفرض الاتحاد الأوروبي جولة عقوبات جديدة ضد نظام الأسد، الجمعة. ووافق الاتحاد الأوروبي على حظر الاستثمارات الأجنبية في قطاع النفط السوري وحظر طرح أوراق النقد السورية التي يجري إنتاجها في دول الاتحاد الأوروبي. وتتهم السلطات السورية «جماعات متطرفة» بإثارة الاضطرابات في البلاد.
من ناحية أخرى، كشفت تقارير إخبارية، الأحد، عن وقوع اشتباكات شرسة في حمص بين قوات الأمن السورية ومنشقين من الجيش ومعهم متعاطفون من الأهالي، وهو ما اعتبرته التقارير إشارة إلى «بدء اتجاه الثوار في سوريا إلى المقاومة المسلحة أمام ما يبدو أنه عجز المجتمع الدولي عن وقف نزيف الشعب السوري».
ووفقاً لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، فقد أعلن رئيس المجلس الثوري للتنسيقيات، محمد رحال، أن «الثوار السوريين على الأرض بصدد تنظيم كتائب مسلحة للدفاع عن المتظاهرين، لحماية العصيان المدني، واستئصال الشبيحة من سوريا ودحر الاحتلال الإيراني»، لافتا إلى أن «السلاح الذي يحمله الثوار هو نفسه سلاح الشبيحة».
وقال رحال للصحيفة: «لا نحتاج للمزيد من السلاح، فنحن نصادر سلاح الشبيحة الذي يعتدون به علينا ونعطيه للجان حماية الأحياء والمدن».
وأشار رحال إلى أن «الحدود السورية مغلقة تماماً بوجه الثوار، فمن ناحية يسيطر حزب الله على لبنان ويمنع تهريب السلاح، ومن ناحية ثانية تصر تركيا على إغلاق حدودها». وتابع: «نرحب بأي تدخل خارجي، عسكريا كان أم ميدانيا لإسقاط النظام».
ويثير ملف تسليح الانتفاضة في سوريا حساسية كبيرة بين أطياف المعارضة التي لاتزال تدعو رسمياً للتمسك بسلمية الانتفاضة سبيلاً لنجاحها ولكسب تأييد الرأي العام الدولي.
وقد ارتفعت مؤخراً أصوات في الشارع السوري وخلال مظاهرات الجمعة الماضية تنادي علنا بتسليح الثورة وبالتدخل الأجنبي اقتداء بالشعب الليبي الذي نجح، بنظر بعض الناشطين السوريين، في إسقاط نظام القذافي بقوة السلاح وحلف الناتو.