حضر الدكتور رضا حجازى رئيس قطاع التعليم العام، رئيس مجلس إدارة المركز الإقليمى (أسفك)، نيابة عن الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، «الاجتماع التشاوري الإقليمي في مجال القرائية وتعليم الكبار» من أجل إطلاق الاستراتيجية المقترحة من المركز الإقليمي بسرس الليان، وإقرارها وتشكيل التحالف الإقليمي للقرائية، بحضور الدكتور حمد الهمامي مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية، والدكتور صلاح الجعفري ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو).
أكد حجازى على أن هذا الملتقى يمثل قيمة كبيرة في سبيل توطيد العمق الإقليمي العربي، وتعزيز أواصر التعاون الوثيق بين الدول العربية، مشيرًا إلى أن هذا الاجتماع يهدف إلى مناقشة، وإقرار الاستراتيجية المقترحة للمركز، وإطلاق حوار حول الخطوات المستقبلية لتطبيقها، ومناقشة إطلاق تحالف إقليمي للقرائية في الدول العربية، والموافقة على خطة عمله، بالإضافة إلى أنه يهدف إلى تحديد شركاء الشبكة الذين يسهموا في النهوض بالبرنامج العالمى لتعليم الكبار، والتوعية العامة، وبرنامج القرائية الإقليمي.
وأضاف حجازى أن فكرة إنشاء المركز الإقليمي «أسفك» بسرس الليان جاءت بموجب اتفاقية بين الحكومة المصرية، ومنظمة اليونسكو في 25 أبريل 1952، كمركز دولي من أجل القيام بالتدريب والبحث، وإنتاج المواد والوسائل التعليمية، مشيرًا إلى أنه احتل تلك الفترة الصدارة في مجال تطبيق فلسفة، وأهداف منظمة اليونسكو في تدريب القيادات العليا، وتقديم الخدمات الاستشارية للدول العربية في مجالات التربية الأساسية من عام 1952 إلى 1959.
وفى نفس السياق، أشار حجازى إلى أن مركز«أسفك» انشئ لخدمة المنطقة العربية، ودعم حركة التنمية فيها خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ووجوده في مصر لتاريخها، وتراثها، وثقلها السياسي، والديموجرافي، ودورها الرائد في المنطقة العربية.
وأوضح حجازى أن المسئولية العربية عن المركز من خلال اللجنة الاستشارية العربية، والتي أسهمت في وضع خططه الاستراتيجية، وتمويل أنشطته، لافتًا إلى أن خبراء المركز هم القوى البشرية التي تتميز بالكفاءة، فضلًا عن التمويل والتسهيلات التي كانت تقدم إليه من منظمة اليونسكو، ووكالات الأمم المتحدة، والحكومة المصرية.
خلال اللقاء، أكد حجازي على ضرورة مواكبة التطورات الحديثة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال، بتحسين إتاحة الفرص التعليمية المتنوعة أمام الكبار بما يزيد من فاعلية التعليم الفردي؛ حيث أصبح في مقدور الدارسين الكبار أن يتعلموا في أي وقت، وفي أي كان من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والتعلم الإلكتروني.
وأضاف حجازى أننا نسعى لأن يتبنى المركز الإقليمي لتعليم الكبار «أسفك» بسرس الليان، تحقيق التحول من محو الأمية كظاهرة تعليمية إلى الأمية كظاهرة اجتماعية (الوعي، التمكين، التغير الاجتماعي)، والتحول من التدريب إلى التنمية المهنية المستدامة، والتحول من المركزية إلى اللامركزية وتحقيق الشراكة الحقيقية مع مؤسسات المجتمع المدني لتحقيق التنمية.
ومن جانبه، صرح حمد بن سيف الهمامى مدير مكتب اليونسكو الإقليمى التربية بأن لقاء اليوم يأتى في بداية السنة الثانية بعد إقرار أهداف التنمية المستدامة وتبنى المجتمع الدولي لرؤية جديدة في التعليم عمومًا وتعليم الكبار خصوصًا والتى تتمحور حول تبنى مفهوم التعلم مدى الحياة في برامج القرائية.
وقد أوضح الهمامى أن رؤيتنا هي شمولية القرائية، وربطها بالتنمية المستدامة، واعتبار القرائية حلقة متسلسلة من الكفايات، وليس فقط تعلم مهارة القراءة والكتابة لمدة محدودة.
وأشار الهمامى إلى ان اليونسكو يقوم بجهود إضافية لإحراز تقدم ملموس في مجال تعليم الكبار، وحاليا يتم تطوير منتدى الكترونى؛ ليشاطر التجارب والمعارف الدولية والإقليمية، هذا بجانب مشروعات أخرى نقوم بتنفيذها على ارض الواقع في سوريا ولبنان واليمن .
و أضاف الهمامى بأن إيماننا بأهمية مركز سرس الليان هو ما جعلنا ننظم ورش تدريبية إقليمية متقدمة لخطط التدريب في المنطقة العربية .
وعلى الصعيد الآخر أكد الدكتور صلاح الدين الجعفراوي ممثل المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو)، أن تعلم القراءة والكتابة بمثابة ماء الحياة، وهوائها وما ساد من ساد إلا بإتقان القراءة والكتابة، فتاريخ الدول وإرثها يعتمدان، وبشكل رئيسى على قدر ما تم تحصيله من العلم، فالعلم هو الرفعة والسبيل الوحيد للتقدم، والرقي وكفانا أن أول ما نزل بالقرآن الكريم هي «اقرأ» مما يدل على أن أساس الحياة والعيش هو العلم، مؤكدًا على أن النهج الذي تتبعه الايسيسكو في مشاريع محو الأمية وبرامجها فيما يتعلق باكتساب مهارات القراءة والكتابة والحساب؛ وتقديمها الدعم اللازم من أجل تنفيذ أنشطة ما بعد محو الأمية، بما في ذلك التدريب المستمر للكبار حيث تعمل على تزويدهم بالمهارات الحياتية الكفيلة بمساعدتهم على المساهمة في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية لمجتمعاتهم.