مفتي الجمهورية من الجزائر: مصر عصية على الفرقة وكل المحاولات بائسة وفاشلة

كتب: أ.ش.أ الثلاثاء 16-05-2017 11:16

أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أن قضية تجديد الخطاب الديني من القضايا المحورية لأن المجتمعات لا تقف بل يطالها التغيير والتطور، ولابد أن يدرك العلماء العلاقة بين النص الشرعي والواقع.

وقال «علام»، في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر اليوم الثلاثاء، إن «قضايا التجديد هي قضايا محورية لأن الله سبحانه وتعالى يسخر للأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها أمر دينها وفي رواية أخرى يجدد لها دينها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقضية التجديد هي قضية لازمة للمجتمعات، فالمجتمعات لا تقف بل تتغير باستمرار وتشهد تطورا دائما على مدار الساعة».

وأضاف:«التغيرات المتلاحقة والمتتالية تحدث بسرعة كبيرة في ظل التطور التكنولوجي المعاصر، ومن ثم لا بد من إيجاد العقل المنضبط الذي يعالج هذا التغير في إطار الأصول الشرعية فننطلق من الأصول الشرعية المعتمدة والمنضبطة وبعقلية منضبة أيضا بمناهج ثابتة متوارثة عقب الأجيال مع مراعاة ذلك التطور الحاصل».

وتابع بالقول :«لأننا إذا وقفنا وتجمدنا عند الماضي وقلنا إننا نعالج قضايانا المعاصرة التي اختلفت جذريا عن القضايا السابقة بنفس العقلية وبنفس الحلول التي كانت موجودة في الأزمنة السابقة نكون قد جمدنا الشريعة، والشريعة متكاملة وصالحة ومن ثم لابد من معالجتها لكل قضية تطرأ في الكون لكن تحتاج إلى رجال وعلماء كي يدركوا العلاقة ما بين النص الشرعي وبين الواقع».

وفيما يتعلق بصدور بعض الفتاوى الغريبة على المجتمع المصري والتي تهدف إلى النيل من وحدته والعمل على فرقته، قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية إن :«مصر عصية وأبية على هذه الفرقة وكل محاولات التفريق بين المصريين بائسة وفاشلة، لم ولن تؤتي ثمارها وهذا راجع إلى قوة الإدراك الحقيقي عند المصريين».

وأضاف «أن القيادة الدينية عند الطرفين تتميز بالحكمة ولاحظنها في أمور كثيرة وهي من قديم وحتى الآن، ولذلك فان محاولات التفريق البائسة تلك لن تجدي نفعا فالمصريون لا يأبهون لها».

وحول الفتاوى الشاذة والغريبة، قال المفتي :«أنا أقرأ هذه الفتاوى بأنها فتاوى لا تساعد على الاستقرار المجتمعي مما يخالف منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالدائرة كانت متسعة في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في أيام الرسول اتساعا كبيرا ولم تكن هناك خشية من شيء ما مع أن الإسلام كان في بداياته».

وفيما يتعلق بزيارته الحالية للجزائر، قال المفتي :«أنا هنا في الجزائر بدعوة من وزير الأوقاف والشؤون الدينية الدكتور محمد عيسى لحضور ملتقى دولي حول الفقه المالكي يعقد سنويا ويعقد هذا العام في ولاية عين الدفلي، ويتناول الملتقي هذا العام التجديد في الفقه المالكي وتطور التجديد عبر الزمان».

وأضاف«نجد محاور المؤتمر عديدة للغاية وكثيرة وكلها تدور حول قضايا التجديد من ناحية التأليف والتأصيل ومن ناحية الشروح والموضوعات التي يمكن أن تبحث وبحثها الفقه المالكي من معاملات» .

ويتناول الملتقى عدة محاور مهمة في تجديد الفقه المالكي، من بينها: مبادئ التجديد في الفقه المالكي، تحقيق التراث الفقهي المالكي، التجديد في التأليف والتصنيف، توظيف الفقه المالكي، تجديد المضامين، ملامح التجديد في الفتوى والنوازل، دور وسائل التواصل في تجديد الفقه المالكي، والمذهب المالكي والتحديات المعاصرة.

وكان الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، قد وصل أمس الإثنين، إلى الجزائر للمشاركة في فعاليات الملتقى الدولي الثالث عشر للمذهب المالكي، الذي تنظمه وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بولاية عين الدلفي بالجزائر، برعاية الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، ويأتي هذا الملتقى ينطلق اليوم بعنوان: «التجديد في المذهب المالكي»، ويحضره عدد كبير من كبار العلماء والفقهاء من مختلف مناطق الوطن العربي والإسلامي.