مع بدء فجر جديد عقب الإطاحة بالرئيس المصري، مبارك، الذي حكم البلاد على مدى ثلاثة عقود، بدأ المعتصمون المحتجون على مدار 18 يوماً في إزالة آثار الدمار وتنظيف ميدان التحرير، تزامناً مع إزالة الجيش للمتاريس والأسلاك الشائكة في الميدان، حيث اعتصم مئات الآلاف من المحتجين قرابة ثلاثة أسابيع حتى إسقاط النظام.
كان ملايين المتظاهرين، قد أمضوا الليل في الاحتفال، بتخلي مبارك عن السلطة، وأكدت مجموعات من المحتجين أنها تعتزم مواصلة الاحتجاجات حتى تولي حكومة مدنية، وليست عسكرية، زمام السلطة في مصر.
وقام محتجون برفع الأعلام المصرية وصعد بعضهم أعلى الدبابات والإشارة بعلامة النصر عقب نجاح ثورتهم، وهتفوا في وقت واحد «عاشت مصر حرة مستقلة» و«الجيش والشعب يد واحدة».
وبدأ آلاف المتظاهرين، انتفاضة شعبية انطلقت تحت مسمى «يوم الغضب» في 25 يناير، للاحتجاج على الأوضاع المعيشية وللمطالبة بالتغيير والديمقراطية والحرية، وفي محاولة لتهدئة الشارع أعلن مبارك عدم نيته الترشح لولاية جديدة وأقال حكومة أحمد نظيف وشكل أخرى برئاسة أحمد شفيق إلا أن الاحتجاجات تواصلت حتى إسقاطه، الجمعة.
وفي بيان مقتضب أصدره نائب الرئيس المصري، عمر سليمان، أعلن فيه تنحي مبارك عن رئاسة الجمهورية وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد.
وما أن سمعت الحشود في مصر ذلك البيان الرئاسي حتى سادت حالة من الفرح الشديد وباتوا يهتفون «مصر حرة.. مصر حرة»، وسط الزغاريد والرقص والغناء.
وعمت أجواء احتفالية شوارع المحافظات المصرية فور إعلان التنحي، وأعلن مصريون تعهدهم ببذل كل ما في وسعهم لبناء مستقبل أفضل وتحقيق نهضة شاملة لمصر معتبرين أن ما حدث هو بداية لمرحلة جديدة نحو حياة كريمة.