التقى الرئيس السابق حسنى مبارك مع المشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وجهاً لوجه للمرة الأولى بعد نحو 9 أشهر و8 أيام من تنحى الأول عن الحكم، وتولى الثانى مقاليد السلطة، وكان الجميع يترقب تلك اللحظة التى طالب البعض بتصويرها تليفزيونيا للتاريخ، تلك اللحظة التى ظهر فيها المشير طنطاوى أمام المحكمة، أمس، إعمالاً وسيادة القانون للإدلاء بشهادته فى قضية قتل المتظاهرين.
دخل «مبارك» على السرير الطبى كعادته فى كل الجلسات، وكان يرتدى فى الجلسة «ترننج» رمادى اللون، ووقف أمامه نجلاه علاء وجمال كعادتهما فى كل الجلسات يحملان المصحف، فيما جلس باقى المتهمين على المقاعد المخصصة لهم.
وبمجرد أن دخل المشير قاعة المحاكمة كانت كل الأنظار تصاحبه وظل «جمال» ينظر إليه حتى استقر فى المكان المحدد للشاهد، ولا يعلم أحد هل تحرك جمال من تلقاء نفسه من أمام أبيه، أم أن مبارك هو الذى طالبه بالتحرك لرؤية المشير، وظل مبارك موجهاً نظره إلى المشير لمدة دقيقة واحدة، وبعدها كان يلتفت إلى القاضى، فيما ظل المشير موجهاً نظره إلى القاضى الذى طالب من يريد توجيه سؤال للشاهد بأن يوجهه إلى المحكمة وليس للشاهد، وكانت الأسئلة مباشرة، ولم ينظر المشير إطلاقاً على الأقل إلى «مبارك» داخل القفص، فيما حرص جمال وحبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، أحد المتهمين فى القضية، على تدوين بعض أقوال المشير، ولم تتوفر معلومات عما إذا كانا قد تقابلا خارج القاعة من عدمه، إلا أن مصادر نفت ذلك، وقالت إن المشير غادر المحكمة فور الانتهاء من شهادته مباشرة.
وظهر ارتياح على وجه «مبارك» وباقى المتهمين أثناء إدلاء المشير بشهادته ولم يتحدث أى منهم مع الشاهد أو يوجه له أى أسئلة.