حاصر آلاف المتظاهرين، الجمعة، مبنى الإذاعة والتليفزيون، لليوم الثانى على التوالى، محاولين اقتحامه، وسط إجراءات أمنية مشددة، ومنع المتظاهرون العاملين والصحفيين من دخول المبنى، ولم يزد عدد مذيعى الهواء على 5 مذيعين فقط.
تمكن أنس الفقى، وزير الإعلام، من مغادرة مكتبه فى ماسبيرو، أمس، والخروج من الباب الخلفى للمبنى بمساعدة قوات الجيش المرابطة حول المبنى وداخله، التى منعت المتظاهرين من اقتحامه، وأكد عدد من المتظاهرين أن وجودهم حول المبنى لم يكن بغرض اقتحامه، بل للهتاف ضد النظام والإعلام الرسمى للدولة.
وحمل المتظاهرون لافتات اتهموا فيها الفقى بالتضليل، وطالبوا بإسقاطه، ومع تزايد أعدادهم اضطر الوزير إلى مغادرة مكتبه، وبصحبته وكلاء الوزارة من الباب الخلفى لماسبيرو، فى حماية رجال الجيش.
ونفى المهندس أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وجوده فى ماسبيرو، أمس، وقال لـ«المصرى اليوم»: «أنا فى بيتى، ولا أعلم شيئاً عما يحدث هناك»، وأكد مصدر مسؤول بوزارة الإعلام، رفض ذكر اسمه، أنه تم إخلاء المبنى من العاملين فى جميع القطاعات، منذ الخميس الماضى، باستثناء 100 موظف فى قطاع الأخبار.
وأضاف: «جميع قنوات التليفزيون تخضع لإدارة عبداللطيف المناوى، رئيس مركز أخبار مصر، فهو المسؤول الوحيد الذى لم يترك التليفزيون منذ بداية الأحداث، رغم مغادرة كل قياداته، وعلى رأسهم أنس الفقى».
وأصدر عدد من الإعلاميين أطلقوا على أنفسهم «الإعلاميون الأحرار فى التليفزيون المصرى» بياناً، أدانوا فيه الخطاب الإعلامى للإعلام المصرى وبعض القنوات الخاصة أثناء تغطية الأحداث الأخيرة، واتهموه بتبنى الأكاذيب الدنيئة ضد الثورة الشعبية التى أطلقها الشباب المصرى. وقال البيان إن وزارة الإعلام سخرت الإذاعة والتليفزيون لشن الهجوم على الثورة، وقامت بتشفير الإذاعات والفضائيات، ومارست كل وسائل الضغط على الفضائيات المصرية والعربية، لإرغامها على اتخاذ النهج نفسه، وحرضت البلطجية والمرتزقة ليهاجموا الثوار العزل، وهو ما تسبب فى استشهاد عدد منهم، ووصل الأمر إلى حد الإرهاب والتحريض على مصورى ومراسلى وسائل الإعلام الأجنبية لبث أخبار كاذبة، وطالب البيان بفتح ملفات الفساد والقهر التى مارستها الوسائل الإعلامية بحق الشرفاء.
من جهة أخرى، قدمت المذيعتان سها النقاش وشهيرة أمين، استقالتيهما، أمس الأول، إلى وزير الإعلام، اعتراضاً على سياسة التليفزيون فى تغطية أحداث ثورة 25 يناير، وانضمتا إلى المتظاهرين فى ميدان التحرير، مع معظم العاملين فى التليفزيون، بعدما رفضت القوات المسلحة اعتصامهم داخله.