شن الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية، هجوما حادا على الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».
وقال «مغيث» حول نظام الثانوية العامة الجديد: «ما أطلقه الوزير ليس مشروعا ولا خطة ولا مقترحا متكاملا يقف خلفه مركزا بحثيا ولا مجموعة خبراء ولا تجارب نجحت، وإنما مجرد تصريحات صحفية لزوم هذا الهراء الذي نهريه، طبقا لمبدأ (اصبروا عليا سنتين بس)».
وتساءل مغيث «أولم يكن أولى بوزير التعليم أن يهتم بأن يكون لدينا بدلا من نظام تعليمنا الذي أصبح خارج المعايير: نظام تعليم حقيقى ومعلمين أكفاء راضين عن مهنتهم ومحبين لها، وعملية تدريس حقيقية، ومدارس مناسبة تمتلئ بالأنشطة، وإدارة ناجحة لعملية تعليمية حقيقية؟، وهل يجوز في نظام تعليم عتيق كنظامنا المصرى عمره مائتين سنة- أسس محمد على أول مدرسة تجهيزية سنة 1825- أن يتغير النظام هكذا وبجرة قلم.
وأضاف قائلًا: «الوزير لم يهبط على الوزارة من السماء بل ظل رئيسا للجنة الاستشارية الرئاسية لتطوير التعليم، أو لم يكن من الواجب أن يقدم لنا الوزير نظاما تم تجريبة والتخطيط له ماديا وبشريا وفنيا.
وفوجئ «مغيث» برد من الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، حيث علق قائلا: «إلى الأستاذ كمال مغيث والسادة الزملاء.. لقد اعتدتم النقد الحاد والمتواصل على كل ما نفعله، وأنا أقدر كل الآراء والأفكار، وأعلم أن تطوير التعليم عمل جماعي، وأن النهوض بالتعليم هو حلم كل مصري حريص على هذا الوطن».
وأضاف الوزير قائلًا: «أنا لم أهبط على الوزارة يا سيدي ولكنني شرفت بتكليف من السيد الرئيس للبناء على عمل كبير تم إنجازه في العامين السابقين، متمثلًا في مشروع طموح يسمى «المعلمون أولًا» تم من خلاله تطوير أداء 10 آلاف معلم مصري، ومشروع عملاق آخر يسمى «بنك المعرفة المصري».
وقال الوزير: «أنا لا أتكلم عن أحلام أو هري كما اتهمت باطلًا، وإنما عن نتائج بذلنا فيها الوقت والجهد وموجودة على الأرض للمتابعة والتقييم».
واستكمل كلامه قائلًا: «لقد عملت أكثر من ١٣ سنة حول العالم في مشروعات إقليمية وعالمية في منظمة اليونسكو في تطوير التعليم في أكثر من 30 بلدًا، وتعلم حضرتك جيدًا أنني حريص على التواصل والتشاور منذ تسلمي لهذه المهمة، وأعرض الأفكار على الجميع واستمع لكل الآراء، وأني لا أرى أي داع لإرسال اتهامات بدون أن نتبادل الحوار وبدون معلومات حقيقية».
وأضاف أنا شرحت بالتفصيل «فلسفة ما نفعل»، وكان واضحًا وضوح الشمس أن المستهدف هو «العودة إلى التعليم» بدلًا من هذا العبث المسمى تعليمًا، وهو ليس إلا صراع محموم على مجموع بلا تعليم، وقبول بجامعة في تخصصات غير مناسبة للدولة أو لسوق العمل، وهذا لا يمكن الجدال حوله، فلقد قلت أن المستهدف هو القضاء على الدروس والغش وليس إستبدال الثانوية بثلاث سنوات من الدروس، ولا أدري لماذا تصر على ترديد مثل هذه الادعاءات؟، فأنا يا سيدي لست صغيرًا أو هاويًا كي أتكلم بلا خطة وبلا أدوات، ومن اللائق أن تسألني في هذا بدلًا من افتراض أننا لا نعلم ماذا نفعل.
وردا على اتهام الوزير بأن كل ما طرحه من خطط لتطوير الثانوية العامة ما هو إلا «هري»، فقد رد عليه الوزير قائلًا: إن هذا ما هو إلا تعدي لا أفهمه ولا أقبله ولا حجة عليه، فالمشروع متكامل والخطة واضحة وفريق العمل مكتمل، والخطط تعرض على مجلس الوزراء والسيد الرئيس ومجلس النواب وليس على صفحات الجرائد.
ووجه الوزير لـ«مغيث» عدة أسئلة قائلًا: «ألا تعتقد أن السيد الرئيس يحاسبنا على ما نقول أو نعمل؟، ألا تعتقد أنني حريص على سمعتي العلمية والأكاديمية؟، ألا تعتقد أنني حريص على تطوير التعليم؟».