تعدد نشاط الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الأسبوع الماضي، فقد عقد اجتماعات لمتابعة تطورات الأداء الاقتصادي في مختلف القطاعات، والموقف التنفيذي لعدد من المشروعات الجديدة الجاري تنفيذها، وشهد الاحتفال ببدء أول إنتاج للغاز الطبيعي بمشروع حقول غرب الدلتا شمال الإسكندرية، وعلى صعيد العلاقات الخارجية قام بزيارة لكل من الكويت والبحرين، واستقبل الرئيس الكيني.
واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بعقد اجتماع حضره المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، وعمرو الجارحي وزير المالية، وأحمد كجوك نائب وزير المالية للسياسات المالية، حيث عرض وزير المالية عددا من مؤشرات أداء الاقتصاد المصري التي تؤكد تحسن الأوضاع الاقتصادية وتزايد ثقة المستثمرين، وأكد الرئيس خلال الاجتماع ضرورة مواصلة تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي ومتابعة نتائجه، بهدف توفير بيئة جاذبة للاستثمارات وزيادة معدل النمو الاقتصادي، على أن يتم ذلك بالتوازي مع التوسع في شبكات وبرامج الحماية الاجتماعية، بما يساهم في تخفيف الأعباء على الفئات الأقل دخلاً والأكثر احتياجا.
وشهد السيسي الاحتفال ببدء أول إنتاج للغاز الطبيعي بمشروع حقول غرب الدلتا شمال الإسكندرية، وقام عن طريق الفيديو كونفرانس، بإعطاء إشارة البدء لأول إنتاج من المرحلة الأولى للمشروع، وألقى كلمة أعرب خلالها عن تقديره وتقدير الشعب المصري لجميع المشاركين في هذا المشروع الضخم، وتمكنهم من بدء الإنتاج قبل الموعد المقرر، مطالبا إياهم بالتعجيل في إنهاء المرحلة الثانية بحيث يبدأ إنتاجها خلال عام 2018 وليس عام 2019 كما كان مقررا، للمساهمة في تحقيق تطلعات الشعب المصري نحو المستقبل الأفضل، وهو ما وعد القائمون على المشروع ببذل أقصى الجهد لتنفيذه.
وكان الرئيس قد استمع إلى عرض قدمه وزير البترول طارق الملا، أشار فيه إلى أن المشروع يُعد من المشروعات القومية العملاقة، حيث تبلغ احتياطياته المؤكدة 5 مليارات متر مكعب غاز و55 مليون برميل متكثفات، ويصل حجم استثماراته إلى 9 مليارات دولار، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع قبل الموعد المقرر بثمانية أشهر، مما يحقق لمصر وفرا يبلغ مليار دولار سنوياً يصل إلى 8ر1 مليار دولار بعد انتهاء تنفيذ المرحلة الثانية للمشروع، فضلا عن توفير المشروع 5 آلاف فرصة عمل مباشرة وآلاف فرص العمل في الصناعات والخدمات المرتبطة به.
وعقد الرئيس اجتماعا مع كل من الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والمهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، والدكتور أشرف الشرقاوي وزير قطاع الأعمال العام، حيث أطلع الرئيس على الموقف التنفيذي لعدد من المشروعات الجديدة الجاري تنفيذها في إطار العمل على تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، لاسيما في مجالات الطاقة والمجمعات الصناعية، وجهود إصلاح وإعادة هيكلة شركات قطاع الأعمال العام.
وأكد السيسي ضرورة مواصلة العمل على إنجاز المشروعات الجاري تنفيذها بحيث تحقق تحسنا ملموسا في مستوى حياة المواطنين وتوفر مزيدا من فرص العمل للشباب، مشددا على أهمية سرعة الإنجاز مع الحفاظ على أعلى معايير الجودة، أسوة بما تم في مشروع حقول الغاز الطبيعي بغرب الدلتا، والتي بدأ إنتاج مرحلته الأولى قبل موعدها المقرر بثمانية أشهر.
وقام السيسي بزيارة للكويت، حيث تم عقد جلسة مباحثات أكد خلالها أمير دولة الكويت على ما تتسم به العلاقات المصرية الكويتية من تميز وخصوصية وما يجمع بين البلدين من تاريخٍ مشترك ومصيرٍ واحد، مشيرا إلى المكانة الخاصة التي تحظي بها مصر وشعبها لدي الشعب والحكومة الكويتية، لاسيما في ضوء ما قدمته مصر على مدار عقود في سبيل التصدي لما يتعرض له الوطن العربي من تحديات وتهديدات، مشيدا بدور مصر المحوري باعتبارها دعامة رئيسية لأمن واستقرار دول الخليج والوطن العربي بأكمله.
وثمن أمير دولة الكويت مساهمات أبناء مصر في النهضة التنموية بدولة الكويت، مؤكدا حرص بلاده على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر على جميع المستويات، وأن تساهم زيارة الرئيس في تطوير أطر التعاون القائمة.
من جانبه، أعرب الرئيس السيسي عن تقدير مصر، قيادة وشعبا، للمواقف المُقدّرة التي اتخذتها دولة الكويت الشقيقة بقيادة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إزاء مصر، ومواقفها الداعمة لإرادة الشعب المصري، مشيرا إلى أن الشعب المصري لن ينسى هذه المواقف التي عكست أصدق معاني الأخوة والدعم.
كما أكد الرئيس تطلع مصر لتعزيز علاقات التعاون الثنائي مع الكويت في جميع المجالات بما يُحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، مشددا على عدم سماح مصر بالمساس بأمن واستقرار أشقائها في الخليج، ومؤكدا أن أمن الخليج من أمن مصر، وأن مصر تقف إلى جانب أشقائها في الكويت والخليج في مواجهة أي تهديدات إقليمية أو خارجية.
وتطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، حيث أكد الجانبان ضرورة التحضير الجيد للاجتماع المقبل للجنة المصرية الكويتية المشتركة بما يضمن الدفع قدما بأطر التعاون الثنائي في مختلف القطاعات.
كما بحث الجانبان أيضا عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، فضلا عن أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، بما يحافظ على كيانات ومؤسسات تلك الدول ويحمي وحدتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها.
وفي ختام المباحثات، جدد الرئيس الدعوة للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لزيارة مصر، وهو ما رحب به أمير الكويت ووعد بتلبية الدعوة في أقرب وقت.
وعقد السيسي بمقر إقامته بالكويت عدة لقاءات مع كبار المسؤولين الكويتيين، فاستقبل الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي، حيث أكد الرئيس خلال اللقاء على خصوصية العلاقات المصرية الكويتية، واستعرض برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه مصر، وكذلك ما تقوم به من إجراءات لتوفير مناخ جاذب للاستثمارات، مشيرا إلى المشروعات القومية التي تنفذها مصر والتى تتيح فرصا استثمارية متنوعة في العديد من المجالات.
واستقبل الرئيس عقب ذلك مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، بالإضافة إلى عدد من أعضاء المجلس، حيث أكد الرئيس السيسي خلال اللقاء حرص مصر على تعزيز التعاون الثنائي مع الكويت على مختلف الأصعدة، لاسيما على الصعيد البرلماني، وذلك من خلال تبادل الزيارات والخبرات بين نواب مجلسي البلدين.
كما استقبل السيسي، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير خارجية الكويت، وشهد اللقاء تباحثا حول المستجدات على الصعيد الإقليمي في ضوء الأزمات القائمة بالمنطقة، حيث تطابقت رؤى البلدين بشأن ضرورة تعزيز جهود لم الشمل العربي وتعزيز وحدة الصف إزاء سُبل التعامل مع التحديات التي تواجه الوطن العربي.
واستقبل السيسي أيضًا عبدالوهاب البدر مدير عام الصندوق الكويتي للتنمية، وتم خلال اللقاء التباحث حول آفاق التعاون المستقبلي مع الصندوق الكويتي للتنمية والمشروعات التي يمولها في مصر، لاسيما في سيناء، حيث أكد الرئيس حرص الدولة على زيادة الاهتمام بهذه البقعة الغالية من أرض مصر والعمل على تنفيذ المزيد من المشروعات التنموية هناك خلال الفترة القادمة بهدف تحسين الظروف المعيشية وتقديم خدمات أفضل للمواطنين، ثم استقبل الرئيس أعضاء الجانب الكويتي في مجلس التعاون الاقتصادي المصري الكويتي المشترك، حيث أشاد الرئيس بالدور الذي يقوم به المجلس منذ انشائه في نوفمبر 2015 في دعم العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مؤكدا حرص مصر على التواصل المستمر مع المستثمرين الكويتيين لتذليل العقبات التي تواجههم، مؤكدا أهمية دور القطاع الخاص في تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين من خلال زيادة الاستثمارات والتبادل التجاري بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، وتم خلال اللقاء التباحث حول آفاق التعاون مع الشركات الكويتية، حيث تم الاستماع إلى ما أبداه أعضاء الجانب الكويتي في المجلس من مقترحات وأفكار حول مناخ الأعمال في مصر.
وقام الرئيس السيسي بزيارة للبحرين، حيث عقد والملك حمد بن عيسى آل خليفة جلسة مباحثات ثنائية، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، استهلها الملك حمد بالترحيب بالرئيس، مشيدا بعودة مصر إلى موقعها الطبيعى في العالم العربى بعد الأحداث التي شهدتها على مدار السنوات الماضية، كما أشاد الملك بدور مصر المحوري في المنطقة، مؤكدا أنها لم تألو جهدا إزاء دعم ومساندة دول الخليج والعالم العربي، وحرصت دوما على الاضطلاع بدورها الهام كركيزة أساسية للأمن والاستقرار بفضل ما تتمتع به من شعب عظيم وتاريخ عريق ومؤسسات قوية.
وثمن الملك حمد مساهمات أبناء مصر في تحقيق التنمية بالبحرين، معربا عن تقديره لدعم مصر للبحرين في مختلف القضايا، مؤكدا حرص البحرين على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر، ومواصلة التنسيق والتعاون الثنائي بين البلدين في جميع المجالات.
من جانبه، أكد الرئيس السيسي ما تتسم به العلاقات المصرية البحرينية من تميز وخصوصية وما يجمع البلدين من تاريخٍ مشترك ومصيرٍ واحد، وأن ما استطاعت مصر إنجازه خلال السنوات الماضية على صعيد تدعيم الأمن والاستقرار تم بفضل وعي شعبها وعدم سماحه لأحد بالتدخل في الشأن المصري.
كما أعرب الرئيس عن تطلع مصر لتعزيز علاقات التعاون الثنائي مع البحرين في جميع المجالات من أجل تحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، مشددا على أهمية التصدي لمحاولات التدخل في شؤون الدول العربية، مؤكدا عدم سماح مصر بالمساس بأمن واستقرار أشقائها في دول الخليج، وأن أمن الخليج يُعد جزءا لا يتجزأ من أمن مصر.
وتطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، كما بحث الجانبان عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، فضلا عن أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، بما يحافظ على وحدة أراضى تلك الدول ويصون مقدرات شعوبها.
واتفق الجانبان على أهمية مواصلة العمل على توحيد الصف العربي وتضامنه لتعزيز القدرة على مواجهة كافة التحديات التي تتعرض لها المنطقة العربية، والتصدي لمساعي زعزعة الاستقرار والنيل من مقدرات الشعوب العربية.
وفي ختام المباحثات، منح ملك البحرين، الرئيس السيسي وسام الشيخ عيسى آل خليفة، وهو أرفع وسام بحريني، وذلك امتنانا لمساندة مصر الدائمة للبحرين، وتقديرا للعلاقات التاريخية والوطيدة التي تجمع بين البلدين، بالإضافة إلى الجهود التي قام بها الرئيس من أجل تعزيز التعاون بين البلدين وسعيه لتحقيق وحدة الصف العربي وتبنيه للقضايا المصيرية.
وقام الرئيس السيسي بزيارة مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين، وذلك بصحبة الأمير سلمان بن حمد بن عيسي آل خليفة ولي عهد البحرين، وبحضور عدد من الوزراء وكبار المسؤولين البحرينيين.
واستمع الرئيس إلى شرح حول أهداف وأنشطة المجلس، والذي يُعد الهيئة المسؤولة عن جذب الاستثمارات إلى البحرين، ودعم المبادرات التي من شأنها تعزيز بيئة الاستثمار في المملكة.
وأعرب الرئيس خلال زيارته لمقر المجلس عن أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في مجال جذب الاستثمارات، فضلا عن تبادل الخبرات وأفضل الممارسات فيما يتعلق بالإجراءات التي من شأنها تحسين بيئة الأعمال وتوفير مناخ جاذب للاستثمار، مؤكدا الأهمية التي توليها مصر خلال المرحلة الراهنة لهذا الموضوع بالنظر إلى ما تساهم به الاستثمارات في زيادة معدلات النمو وتوفير فرص العمل والنهوض بالأوضاع الاقتصادية.
كما استقبل الرئيس بمقر إقامته في البحرين، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وزيرة الثقافة البحرينية، وتناول اللقاء سُبل تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين البلدين، لاسيما من خلال تنظيم الفعاليات والمنتديات والمناسبات الثقافية المشتركة، فضلا عن التعاون في تفعيل دور الثقافة في التّنمية الاجتماعية والاقتصاديّة الشاملة من خلال تعزيز دور المتاحف والتراث الشعبي والمكونات الثقافية في إثراء معرفة المجتمعات العربية بتاريخها وحضارتها.
وفي ختام زيارته، استقبل الرئيس السيسي، أحمد بن إبراهيم الملا رئيس مجلس النواب البحريني، وتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات، لاسيما على المستوى البرلماني من خلال العمل على زيادة الزيارات بين مجلسي النواب في مصر والبحرين وتبادل الخبرات بينهما.
واستقبل السيسي والسيدة قرينته، الرئيس الكيني أوهورو كينياتا وقرينته، وذلك خلال توقف طائرتهما بمطار القاهرة في طريقهما إلى بريطانيا، وأعرب الرئيس السيسي عن ارتياحه لحرص الجانبين على استمرار التنسيق والتشاور المشترك، حيث يأتي هذا اللقاء في أعقاب زيارة الرئيس لنيروبي في شهر فبراير الماضي، بما يساهم في تطوير العلاقات المتميزة بين الجانبين وتحقيق المصالح المشتركة في كافة المجالات.
وشهد اللقاء بين الرئيسين استعراض أوجه التعاون المشترك بين البلدين وسبل الدفع قدما بالعلاقات بينهما، خاصة في المجالات الاقتصادية، حيث أكد الرئيسان أهمية عقد اجتماعات الدورة السابعة للجنة المشتركة برئاسة وزيري الخارجية خلال عام 2017، كما شهد بحث عدد من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة تطورات الأوضاع في دولة الصومال الشقيق، حيث يشارك الرئيس الكيني في مؤتمر تنظمه بريطانيا والصومال والأمم المتحدة، وتشارك فيه مصر بوفد برئاسة رئيس مجلس الوزراء، بغرض وضع أسس التعاون بين المجتمع الدولي والصومال في الفترة المقبلة لاستيفاء استحقاقاته الدستورية وصولا إلى إجراء انتخابات عامة، وبناء المؤسسات الأمنية والجيش الصومالي ليضطلع بمهامه في مكافحة الإرهاب.