وقّع الرئيس الصومالي مع المجتمع الدولي الخميس، اتفاقا أمنيا يهدف إلى تحقيق الاستقرار في بلاده من خلال تعزيز أمنها وإنعاش اقتصادها ومحاربة الجوع.
وأشاد محمد عبدالله محمد بـ«يوم تاريخي للصومال» بعد إبرام الاتفاق بين مقديشيو والشبكة الدولية التي جمعت في لندن 40 وفدا ومؤسسة دولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وجامعة الدول العربية في حضور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريز ووزير الدفاع الأمريكين جيمس ماتيس، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني.
وقال الرئيس الصومالي «التوقعات كبيرة جدا، وعدم التمكّن من بلوغها ليس خيارا»، وقد توافق الصومال وشركاؤه على اتفاقية أمنية من 17 صفحة تهدف إلى إرساء الأسس لبلد مسالم ومزدهر، وتنص الاتفاقية خصوصا على أن يتولى الجيش الوطني فرض الأمن في البلاد بشكل أكبر.
ودعا الرئيس الصومالي إلى أن يتم في مستقبل قريب رفع الحظر على الأسلحة المفروض على بلاده، مؤكدا أن النزاع قد يستمر 10 سنوات أخرى إذا لم يتمكن الجيش الوطني من الحصول على أسلحة افضل لمحاربة حركة الشباب.
وقد التقى وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس الرئيس الصومالي، وقال للصحافيين ان الولايات المتحدة ستواصل دعم الصومال من خلال تقديم معدات غير قاتلة.
اضاف ماتيس «هناك بالتأكيد امل متجدد يستند إلى انتخاب من يبدو انه قائد جيد جدا من حيث تفهمه للاحتياجات في مجال الامن العسكري ومن حيث الجهود الاقتصادية».
- «الجفاف... الأولوية الأكثر إلحاحاً»- وتركزت المناقشات ايضا على محاولة خفض دين الصومال البالغ 5،3 مليارات دولار في مقابل اصلاحات اقتصادية.
وقال الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش «لدى الصومال حكومة يمكننا الوثوق بها».
وإذ اشار جوتيريز إلى أنه تم جمع أكثر من 600 مليون دولار (550 مليون يورو) هذه السنة لمحاربة الجفاف، فإن هناك حاجة إلى جمع 900 مليون دولار اضافية خلال الاشهر الستة المقبلة تجنباً لتفاقم الوضع وتحوّله إلى مجاعة على حد تعبيره، وذكّر بأنّ «نحو نصف سكان» الصومال يحتاج إلى مساعدة، جاعلا من التصدي للجفاف «الاولوية الاكثر إلحاحا».
وبحسب تقرير للامم المتحدة فإن 1.4 مليون طفل صومالي سيعانون سوء التغذية بحلول نهاية 2017 بزيادة بنسبة 50 بالمئة مقارنة بـ2016.
وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي شارك في تنظيم هذا المؤتمر مع الرئيس الصومالي والامين العام للامم المتحدة، «لدينا وسائل لتجنب المجاعة والكوارث إذا ضاعفنا استجابتنا الجماعية».
وقد حصدت المجاعة الاخيرة في الصومال، والتي نجمت في 2011 عن موجة جفاف حادة في القرن الافريقي، وزادت من خطورتها الحرب وحركة الشباب الاسلامية، 260 الف قتيل.
وفي الوقت الراهن، يتصدى لحركة الشباب الاسلامية، 22 الف عنصر من القوة الدولية للاتحاد الافريقي (اميصوم) التي انتشرت في الصومال في 2007.
وبحسب وزارة الدفاع الاميركية فان «مئات» من الجنود الاميركيين موجودون في الصومال لتدريب نحو ثلاثة آلاف ضابط محلي على التصدي للعمليات الارهابية.
وأبعد عناصر حركة الشباب الاسلامية الذين واجهوا القوة النارية للقوة الدولية للاتحاد الافريقي، من مقديشو في اغسطس 2011، وخسروا القسم الاكبر من معاقلهم.
لكنم ما زالوا يسيطرون على مساحات ريفية شاسعة يشنون منها عمليات حرب عصابات واعتداءات انتحارية، حتى العاصمة مقديشو.
وفي منتصف فبراير، هددت حركة الشباب بشن حرب «لا هوادة فيها» ضد الرئيس الذي كان انتخب لتوه.