مفتي الجمهورية: ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة ومشروع قيامها

كتب: أ.ش.أ الجمعة 12-05-2017 00:50

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، أن ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة التي يجب على المسلم أن يحرص على التزود فيها من الطاعة لأن الإنسان في مسيرة حياته يحتاج إلى أن يتزود شيئًا فشيئًا من الأنوار الربانية بفعل الطاعات والتقرب إلى الله في الأيام والليالي المباركة.

وأضاف مفتي الجمهورية- في حلقة برنامج «من ماسبيرو» التي تذاع على القناة الأولى المصرية- أن الله سبحانه وتعالى قد هيأ للإنسان محطات للتزود بالطاعات والأنوار والتقرب إلى الله، فجعل محطات يومية مثل الصلوات الخمس وسننها والتي هي طهارة للروح والجسد وتكفيرًا للذنوب، وكذلك جعل محطات أسبوعية من الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينها، ومحطات سنوية كشهر رمضان المبارك، وأيضًا خلال العام جعل في أيامه نفحات مثل ليلة النصف من شعبان ويوم عاشوراء ويوم عرفة وليلة القدر وغيرهم.

وأكد مفتي الجمهورية أن ليلة النصف من شعبان قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه فضَّلها وتعبَّد فيها لله عز وجل، وعلى ذلك سار الصحابة الكرام والتابعون والمسلمون جميعًا إلى يومنا هذا. فالناس لا يزالون يحتفلون ويحيوون هذه الليلة المباركة.

وردًا على من يشككون في فضائل ليلة النصف من شعبان وإحيائها بالطاعة، قال فضيلة المفتي: «إنه يظهر كل عام من يشتتون الناس وينكرون عليهم إحياء هذه الليلة المباركة بالطاعات، رغم أن هناك نصوصا تدل على إحياء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لليلة النصف من شعبان».

وأضاف فضيلته أن إحياء ليلة النصف من شعبان موافق للسنة النبوية المطهرة لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أوصانا بإحياء هذه الليلة بأن نقوم ليلها ونعبدالله فيها وأن نصوم يوم النصف من شعبان .

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن إحياء مثل هذه الليالي المباركة ليس بدعة لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة»، موضحًا أن البدعة هي إحداث أمرًا ليس له أصل في الدين أو يصطدم مع أصل من أصول الدين أو يُعطِل حكمًا شرعيًا ويخالفه.

وأضاف مفتي الجمهورية: «علينا أن نقدم لربنا سبحانه وتعالى ما نتقرب به إليه وأن تستنير قلوبنا بالأنوار الإلهية بفعل الطاعة في هذه الليلة، فقد وردت روايات تقول بأن الأعمال ترفع في شهر شعبان، ونحن عندما نحيي هذه الليالي نكون في نفحة من نفحات الله، فهي ليلة يستجاب فيها الدعاء، وعندما اشتاق النبي لأن تتحول القبلة إلى المسجد الحرام استجاب الله فيها لدعاءه .

وأوضح فضيلة المفتي أن الحكمة من تحويل القبلة هي اختبار لقوة إيمان المؤمنين، كما أنها درس مهم في الصبر، فبعد تحويل القبلة جاء من يشككون الناس في رحمة الله، وقال إن ما صلاه الناس من صلوات قد ضاعت، فأنزل الله سبحانه وتعالى قوله: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ).

ودعا مفتي الجمهورية المسلمين جميعًا أن يصفوا نفوسهم في هذه الليلة المباركة لأنها ليلة أنوار وبركات، وأن يتركوا المشاحنة والخصام لأن الله سبحانه يطلع إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن.

وعن كيفية الاستعداد لشهر رمضان الكريم أكد مفتي الجمهورية أنه على المسلم أن يتوب لله عز وجل توبة نصوحًا، وأن يقضي ما عليه من حقوق الناس وأن يصل رحمه ويقضي ما عليه من فرائض لم يؤدها لأن دين الله أحق أن يقضى.

وحذر فضيلة المفتي من الإسراف في النفقات من طعام وشراب في شهر رمضان، مؤكدًا أننا في حاجة إلى تعديل بعض السلوكيات خاصة تلك المنافية للشهر الكريم مثل الإسراف الشديد رغم أنه شهر الصوم، وكل النصوص الشرعية تدعو إلى الاقتصاد وعدم الإسراف، فديننا دين الوسطية في كل شئ .

وأضاف فضيلته: «لا ننكر التوسعة على الأهل ولكن في حدود الضوابط الشرعية وبدون إسراف، فرمضان فرصة حقيقية ودرس عملي لمن أراد أن يقتصد ويدرب نفسه على عدم الإسراف.
كما حذر فضيلة المفتي من التحجج بالصوم لتعطيل مصالح الناس، مؤكدًا أن النموذج النبوي في رمضان كان خير مثال على الحركة والعمل الدؤوب في رمضان، وقد كانت أغلب الإنتصارات في رمضان ولم يكن الصوم مانعًا من أن يعمل الناس ويجتهدوا في العمل.