لعب الفنان بهاء ثروت مجموعة من الأدوار المهمة في الدراما التليفزيونية ومنها كبير الياوران في مسلسل الملك فاروق ودورالتابعي قي مسلسل أسمهان ودورخيري مع نور الشريف في الرحاية ودورأبوحذيفة في مسلسل الفاروق عمر ويعد دوره في هذه المسرحية دورا نوعيا ومحطة فارقة وحول هذا الدور والعمل ككل كان هذا الحوار
>كان هذا العمل ودورك فيه ذو طبيعة خاصة كما أن شخصية شمس الدين التبريزي صعبة ؟
>> كان هذا كله رهانا بالنسبة لي وأيضا خصوصية الشخصيةالمحورية«التبريزي» وبعد نجاح العرض تأكد لي توقعي جمهور المسرح الحقيقي مازال موجودا ولكنه كان عازفا عن المسرح لغياب مسرح حقيقي فما أن بدأنا تقديم العرض حتي وجدنا الجمهور يتزايد كل يوم وهو جمهورأدهشني فهو رفيع المستوي ونوعي وكان تدفقه اليومي دليلاعلي تعطشه لمسرح حقيقي فيه رسالة ويخاطب العقل والقلب والروح في ظل سطوة الميديا التي لم تلعب دورا في تجديد الخطاب الديني والحض على التسامح والقبول بالآخر وشيوع التطرف والتكفير فأحسست أن دوري سيكون أيضا أشبه برسالة وخصوصا بعد قراءتي للنص فكنت حريصا على إبرازصفاء التبريزي
>هل حققت قراءتك للنص شحنة روحية لتتلبس دور التبريزي ؟
>>بالطبع نعم ولكنني استزدت بقراءات أخرى عن جلال الدين الرومي وبعض مقولاته وبعض الكتابات المتناثرة الأخري عن التبريزي والرومي وبعض الكتب المترجمة عن شمس الدين التبريزي وهناك كتاب أرشحه لهواة القراءة وهو كتاب مهم مترجم لجلال الدين الرومي اسمه«كتاب فيه مافيه»يتضمن أحاديث مولانا جلال الدين الرومي ترجمة عن الفاريسية عيسي على العاكوب وهذا الكتاب أفادني جدا
>رغم أن الدور يحتمل كل الانفعالات الأدائية التمثيلية لكنك حرصت على البعد عن الأداء الزاعق وجسد أداؤك الهادئ الملامح الروحية للتبريزي ؟
>>اتفق معك فعلا بأن ملامح الشخصية ومواقفها في العرض تحتمل الآداء التمثيلي الدرامي الذي قد يستدعي النفس الخطابي الانفعالي أيضا لكنني لم أفعل هذا لأنني لم أتخيل التبريزي منفعلا أو صاحب خطاب زاعق فصوفي مثله لابد أن تغمره السكينة وأن يكون خطابه الإنساني هادئ النبرة فالسماحة والطيبة والهدوء هي سمات شخصية كهذه وهذا كان رهان آخر أن استوعب انفعالات الشخصية بنبرة هادئة وهذا يحقق مصداقية للشخصية
>أشعر وكأنك صرت مأخوذا بالحالة الروحية للعمل وكأن عدوي التبريزي أصابتك مثلما أصابت جلال الدين الرومي داخل النص ؟
>>نعم وأشعر أن روحي اغتسلت والدنيا صارت ضئيلة في نظري وشعرت أن هناك أشياء أهم يتعين أن أفعلها أهم من ملذات الحياة وتلبستني حالة من الوجد ورأيت أنه يتعين على تطهير قلبي وقد أضاف لي هذا الدور بشكل روحي وشخصي وإضافة نوعية وبخاصة مع جمهور نوعي واندهشت لهذا التدفق الجماهيري وكنت أظن أن الجمهور الجاد قد اختفي لكنني اكتشفت أن هذا الجمهور كان زاهدا في المسرح وضاق بالمسرح الكوميدي والاستعراضي والتجاري فلما وجد عرضا يخاطب الروح والقلب والعقل وفيه رسالة رفيعة أقبل عليه
>ألا تري أن هذا العرض يقدم رسالة مختلفة في سياق تجديد الخطاب الديني ؟
>>بل أري أن تجديد الخطاب الديني يبدأ من قواعد العشق الأربعين فالدين يخاطب القلب والروح أولا ثم العقل وقد جاء العرض في وقته ولابد من تصوير هذه المسرحية ليشاهدها الناس وسيجدون أنفسهم يراجعون قناعاتهم وإيمانهم ولاتفوتني الإشارة إلى أن الأبطال الحقيقيين هم فريق الدراماتورج الذي أعد العمل عن الرواية في نص مسرحي متماسك