«العثيمين»: قوة السعودية الناعمة وراء عقد 3 قمم لحل أزمات المنطقة

كتب: سوزان عاطف الأربعاء 10-05-2017 22:27

أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، أن سياسة القوة الناعمة التى تمارسها السعودية حاليا أسفرت عن العمل على عقد ثلاث قمم مرتقبة فى وقت واحد، وأن القمم الخليجية والعربية والإسلامية تعكس أن هناك عزما وتصميما سعوديا، إضافة لمباركة «خليجية - عربية - إسلامية» بالتوافق مع دولة عظمى (الولايات المتحدة الأمريكية) لإيجاد حل جذرى لما يعصف بالمنطقة من أزمات، يأتى على رأسها محاربة الإرهاب والتطرف والعنف.

واعتبر «العثيمين» أن الزيارة الأولى الخارجية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والتى ستكون إلى السعودية خلال الشهر الجارى، خير شاهد على ممارسة هذه القوة الناعمة للمملكة سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا وإسلاميا.

وأشار إلى أن هذا التطور سبقه جهد وتحضير ورؤية، قاده تحرك دبلوماسى نشط عبر زيارات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عددا من العواصم الإسلامية، وما صاحبه من حركة على الجانب الآخر لولى ولى العهد الأمير محمد سلمان إلى العاصمة الأمريكية واشنطن.

وحول علاقة منظمة التعاون الإسلامى بهذه التطورات والقمم المرتقبة، شدد «العثيمين» على أن المنظمة، وهى المنصة الجامعة لدولها الأعضاء (57 دولة)، معنية تماما بهذه التحركات، خاصة فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب والتطرف والعنف ومشاعر الكراهية، سواء من قبل من يدّعون أنهم يمثلون الإسلام أو من غير المسلمين الذين صعّدوا مشاعر الكراهية ضد المسلمين عبر ما اصطلح عليه بـ«الإسلاموفوبيا».

وأكد أن موقف منظمة التعاون الإسلامى مبدئى وثابت وموجود فى ميثاقها تجاه الإرهاب والعنف والتطرف من حيث رفضه ونبذه، وأن الإرهاب لا دين له ولا جنسية، وعدم قبوله تحت أى مبرر أو ذريعة، وأنه من أجل هذه الغاية فإن منظمة التعاون الإسلامى وبقرارات من قممها الإسلامية ومجالسها الوزارية سعت فى هذا السياق إلى المساهمة فى الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة التطرف والإرهاب عبر برامج تعمل على اجتثاث خطاب الكراهية من جذوره الفكرية المؤسسة.

وتابع أن المنظمة أنشأت لذلك مركز التواصل الذى يعمل من خلال الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى على نزع الشرعية عن الخطاب المتطرف وتفكيكه عن طريق بث الرسائل المضادة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، كما تعمل حاليا على تأسيس فريق اتصال معنى بمسلمى أوروبا، ومشكل من قبل وزراء خارجية دول أعضاء فى المنظمة، حيث يهدف إلى ضمان إقامة تعاون فعال بين الأطراف المعنية لوضع الاستراتيجيات الرامية إلى القضاء على خطاب الكراهية والاعتداء الجسدى والممارسات الخاصة بالتعصب والتفرقة والتمييز العنصرى ومعاداة الإسلام ودعم الحوار بين الثقافات.

وقال رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الأخبار التى تم تسريبها فى البداية أن جولة الرئيس الأمريكى ستشمل السعودية ومصر وإسرائيل، ثم يتوجه إلى أوروبا، لكن فجأة تم تغييرها وأذيع أن «ترامب» سيعقد ثلاث قمم: قمة ثنائية مع السعودية، وأخرى مع دول الخليج، والثالثة إسلامية، وهو تغيير كبير فى الفكر الأمريكى بعد أن كان يعادى «الفكر الوهابى»، لكن يبدو أن رغبة واشنطن فى إشراك المملكة فى حلف سنى لمكافحة الإرهاب فى المنطقة تجاوز الخلاف الفكرى معها، ومن المتوقع أن يطلق «ترامب» رسالة للعالم من السعودية مفادها «أنه ليس معاديا للإسلام بل معادٍ للتطرف والأعمال الإرهابية»، كما أن الرئيس الأمريكى سيزور الأماكن المقدسة للديانات السماوية الثلاث فى السعودية والقدس وبيت لحم ثم يتجه للفاتيكان.

وتابع: «زيارة ترامب للمنطقة كانت مناسبة ليلبى دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لزيارة مصر، لكن يبدو أن شيئا ما غير معروف يتم تداوله عن القاهرة فى أروقة صناعة القرار فى الولايات المتحدة، خاصة بعد تخفيض المعونة الاقتصادية لمصر بناء على توصيات الكونجرس، وأنه من الضرورى أن تشارك مصر فى هذه القمم».