تمنّت الطفلة شهد محمد صلاح، ذى الـ6 أعوام، التي قتلت على يد زوجة أبيها، بمنطقة أرض اللواء في الجيزة، عودة والديها لبعضهما، فحدث لها ما أردات لكن تجمع والديها لتشيّع جثمانها إلى مثواها الأخير، «كأن موتها رسالة عتاب وجلد للذات»، يقول جد الطفل لأبيها، متألمًا.
بحلول الساعات الأولى من يوم الأحد الماضى، كان مخطط المتهمة «ضحى.م»، 22 سنة، قد ارتم «استغلت نوم أشقاء زوجها، وغياب حماتها، وخنقت الطفلة شهد بفوطة حتى لفظت أنفاسها»، يروى «صلاح» جد الطفلة، تفاصيل الجريمة، لـ«المصرى اليوم»، وكأنه يحاكي مشاهد ذات اليوم.
ولدا «شهد» انفصلا عن بعضهما، قبل نحو عام، وتزوج الأب «محمد» من المتهمة، «زواج صالونات»، تقول نورا، جدة المجنى عليها لأبيها: «ابنى لم يتزوج ضحى عن حب، الناس قالوا لنا إن أهلها ملتزمون دينيًا، وأنهم يقطنون منطقة برطس ونسائها يقدسن الحياة الزوجية».
لم تلتق المتهمة والمجنى عليها منذ نحو شهرين قبل الواقعة، لأن «ضحى» كانت تغير من الطفلة شهد وشقيقها صلاح، نجلا زوجها، فهى لم تنجب رغم زواجها منذ 8 أشهر: «كانت بتقول لنا إن عائلتها لا تنجب مبكرًا، وشقيقتها أنجبت بعد 6 سنوات من زواجها»، يوضح الجد «صلاح» أن زوجة نجله الثانية كانت لا تحب أن تأت لزياراتهم بسبب غيرتها من الطفلين، واهتمام أبيهما بهما.
يحاول عم «صلاح»، أن يمسك أعصابه، كما تنصحه زوجته «أهدأ وأحكى لهم ما حدث»، فيقول: «إن نجله محمد وضحى، جاءا لزياراتهم يوم الأربعاء الماضى، وفرح ابنه بلقائه بنجليه الذي انقطع عن زياراتهما منذ 10 أيام على الأقل، والطفلان يعيشا معنا بالمنزل لأننى أنا حاضن لهم بعد طلاق والديهما، وبدت الأمور طبيعية حتى يوم الجمعة عندما ذهبت المتهمة إلى ابنتى الكبرى بوسى، لتشكو من المجنى عليها».
قالت زوجة والد شهد إن المجنى عليها تحكى لأبيها كل شئ، وهو يصدقها، وأحيانًا تكذب وتقول له إننى دائمة التردد على جيرانى بمسكنى بمنطقة الصفارى وتهددنى بأنها ستحكى له، يؤكد عم «صلاح» أن ابنته بوسى أخبرته بشكوى ضحى، وردها عليها بقولها: «أكيد البنت لا تعرف الكذب، وأكيد هىّ رأت شيئًا خاطئًا».
لم تمر ساعات من تلك الشكوى، حتى انتقمت المتهمة من الطفلة شهد «خنقتها بفوطة بعد أن أغلقت باب حجرة النوم عليهما، ونحن كنّا نجلس بالشقة»، يقول «صلاح»، وهو يعمل بالإدارة العامة للمستشفيات بوزارة الصحة، إن ما حدث يمثل «جبروت»، كما يصف الجريمة.
الجريمة حدثت بحلول الساعة الأولى ليوم الأحد الماضى، وفقًا للجد «صلاح»: فإن هذا الجريمة، كان عاديًا، مرّ بسلام رغم اعتداء ابنى على زوجته بلطمة على وجهها، إثر مشاداة نشبت بينهما، حيث كانت الزوجة تصّر على الرحيل عن شقتنا، ولم تستطع البيات عندنا لأكثر من 3 أيام، وكان ابنى يرد عليها بأنه يرغب في الجلوس معنا ونجلاه.
ضحى بعد لطمها على وجهها كانت ترتب كل شئ بالمنزل بعصبية شديدة، تؤكد جدة الطفلة المجنى عليه لأبيها، أنها اكتشفت الجريمة، بعدما جاءت من مسجد الحامدية الشاذلية قرابة الساعة 12 صباحًا، ونادت على المتهمة لمعاونتها في إعداد وجبة «محشى وفراخ» لأفراد الأسرة ونجلها (محمد) سائق التاكسى، وكانت المتهمة قد أغلقت باب حجرة النوم عليها بإحكام، و(صلاح) شقيق المجنى عليها، كان يرغب في الدخول إلى أخته، وضحى كانت ترد بأنها تبدل ملابسها، حتى خرجت من الحجرة، وبسؤالها عن الطفلة شهد أكدت خلوها إلى النوم وأنها تبولت على نفسها.
بدأ الشكك يزور قلب الجدة «نورا»: «قلبى وجعنى فقلت لـ(ضحى) عملتى إية في البنت، هي لم تكن تعانى من أي أمراض، وفى حياتها لم تتبول على نفسها».
يتدخل الجد «صلاح»، بكلمات متاقطعة، تشبة الصراخ: «حملت بنت ابنى وجريت حافيًا على إحدى المستشفيات الخاص، وكانت روحها فاضت إلى بارئها، ولكنى ظلت أضحك على نفسى، وأقول للمسعفين عرضوا البنت للصدمات الكهربائية، على أمل أن يكون قلبها توقف لثوانٍ، وجائتنى المتهمة ممسكة بهاتفها وتطلب منى الرد على أبيها الذي تشاجر معى لأننى اتهم نجلته».
الأب «محمد» جاء بابنته المجنى عليها، ومكث على سريرها الذي شهد الواقعة، وظل يصرخ عاليًا:«رد علىّ يا بنتى»، يقول جد الطفلة: «إن ابنه قلبه كان متعلقًا بـ(شهد)، واكتشف أن زوجته كانت تتحدث مع شباب في التلفيون وتخشى فضيحتها من قبل المجنى عليها».
وتأتي «دينا» عمة الطفلة، بصورها ومن بينها صورة ترتدى «شهد» فستان أبيض «عروسة»، حين حضورها لحفل زواج أبيها من ضحى قبل 8 أشهر:«المجنى عليها كانت ترى زوجة أبيها تتحدث مع شباب في التلفيون، وأنا نفسى لاحظت عليها هذا السلوك وحذرتها من قبل، لذلك قتلت الطفلة البريئة».
وفى منزل مجاور لشارع حامد عبود، تقطن «خلود» والدة المجنى عليها، والتى أخذت طفلها (صلاح) بعد قتل ابنتها، وقالت:«إن آخر حوار دار بينها وبين شهد، كان قبل 3 أيام من الواقعة، واحتضنتها الابنة وقالت لها (شايفة حضن الأم عاملة إزاى؟)، وبعدها شكت من المتهمة التي تقسو عليها في معاملتها».
تبكى الأم حين تقول:«إن شهد تمنت عودتى إلى أبيها، وتحقق لها ما أردات لكن حين كنا نشيع جثمانها، وحتى زوجى السابق هو الذي تذكر هذا الكلام».