شهد آخر يوم للحملات الانتخابية قبل الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة الأحد احتجاجات ضد مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، بينما أحرز إيمانويل ماكرون تقدما في استطلاعات الرأي.
وعندما زارت لوبان كاتدرائية ريمس يوم الجمعة استقبلها حشد من الشباب المتظاهرين بصيحات استهجان. وتعد كاتدرائية ريمس الموقع التاريخي لتتويج ملوك فرنسا.
وأظهرت مقاطع مصورة للحدث المتظاهرين وهم يرددون «مارين أعيدي الأموال!»، في إشارة إلى تحقيق قضائي في مزاعم بأنها حصلت على مرتبات لأعضاء في الحزب من البرلمان الأوروبي بدون وجه حق.
وخرجت لوبان من الكاتدرائية من باب خلفي، ولكن المحتجين شاهدوها ورددوا صيحات استهجان لها مجددا.
وكتبت بسخط على تويتر: «أنصار السيد ماكرون يتصرفون بعنف في كل مكان، حتى في كاتدرائية ريمس، وهي مكان رمزي ومقدس. لا يوجد كرامة».
وقام مرشح تيار الوسط ماكرون بجولة هادئة في كاتدرائية روديه جنوبي فرنسا.
وأنهى ماكرون حملته الانتخابية بنقاش مطول في مقر موقع «ميديا بارت» الإخباري اليساري، في ما يبدو أنها آخر محاولاته للوصول إلى الناخبين اليساريين المؤيدين للمرشح جان لوك ميلنشون، الذي خسر في الجولة الأولى من الانتخابات.
وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن ما يصل إلى 41 بالمئة من الناخبين الذين أيدوا ميلينشون في الجولة الأولى، والكثير منهم يعترض على البرنامج الاقتصادي الليبرالي لماكرون، يعتزمون الامتناع عن التصويت أو إبطال أصواتهم.
وأعرب ماكرون لمحرري «ميديا بارت» عن أسفه لأن الناس يحاولون تصنيفه لأنه عمل لمدة أربعة أعوام في مصرف «روتشيلد».
ومع انتهاء الحملات الانتخابية والتغطية الإعلامية رسميا منتصف ليل الجمعة، أظهرت 6 استطلاعات للرأي نشرت نتائجها يوم الجمعة توسيع ماكرون تقدمه على لوبان إلى ما يتراوح بين 23 و26 نقطة مئوية، لتمنحه الفوز بنحو 62 بالمئة من الأصوات مقابل 38 بالمئة للوبان.
وعزز ماكرون تقدمه بعد المناظرة التلفزيونية التي شابها الانفعال وجرت مساء الأربعاء بين المرشحين.
وواجهت لوبان انتقادات على نطاق واسع بسبب أدائها في المناظرة، التي ظهرت فيها غير واثقة من الحقائق وأطلقت العنان للإهانات المتكررة بحق ماكرون.
ورد وزير الاقتصاد السابق بإهانات من جانبه، لكنه تمكن من الظهور بصورة أكثر اعتدالا واطلاعا.
وستبدأ بعض الأقاليم الفرنسية فيما وراء البحار عملية التصويت صباح اليوم السبت بالتوقيت المحلي.
وصنفت لوبان نفسها كمرشحة للمهمشين و«فرنسا التي لم تعد قادرة على الاحتمال»، واصفة المصرفي السابق ماكرون بأنه ممثل «للنظام»، كما هاجمت الهجرة والاتحاد الأوروبي.
وبدأ اليوم الأخير من الحملات الانتخابية بشكل مثير، حيث تسلق نشطاء من منظمة السلام الأخضر برج إيفل في باريس لرفع لافتة ضخمة تحمل شعار فرنسا الوطني «الحرية والمساواة والأخوة» إلى جانب هاشتاج «قاوم».
وكتبت الجماعة المدافعة عن البيئة في تغريدة عبر موقع تويتر: «يجب ألا نسمح للجبهة الوطنية بتعريض قيمنا للخطر. قاوم».
وقالت الشرطة إنه تم اعتقال 12 شخصا من بينهم متسلقون «تلقوا تدريبا جيدا على نحو خاص ومجهزون بشكل حسن». وأضافت أنه سيتم تعزيز الأمن عند النصب التذكاري.