واقعية ومرونة أليجرى تتفوق على شباب موناكو

كتب: وائل عباس الخميس 04-05-2017 21:38

عندما تجتمع صلابة الدفاع مع مهارات هجومية رائعة، بالإضافة لمدير فنى كبير، إلى جانب التنظيم والقتال والإرادة، تظهر في شكل «يوفنتوس» هذا العملاق الإيطالى الذي يصب كل تركيزه على إحراز لقب غالٍ وكبير غائب عن خزائنه منذ 21 عاما، وبالتحديد موسم 1995- 1996، والذى حقق فيه البيانكونيرى اللقب بعد فوزه على أياكس أمستردام بركلات الترجيح بعد التعادل في الوقت الأصلى بنتيجة 1-1.

خرج يوفنتوس من ملعب لويس الثانى بفوز ثمين على موناكو 2-0، في ذهاب نصف نهائى ليضع قدما في المباراة النهائية كون العملاق الإيطالى يكون مخيفا على ملعبه ووسط جماهيره، وعلى الرغم من تقديم موناكو مستويات رائعة خلال البطولة، جعلته أحد أضلاع المربع الذهبى في البطولة الأكبر في العالم، إلا أن خبرة لاعبى يوفنتوس حسمت الأمر وتغلبت على شباب موناكو في عقر دارهم. لعبت خبرة لاعبى السيدة العجوز دورا كبيرا في تفوقهم خلال المباراة، وقدم نجومه أداءً مميزاً على الرغم من أن المباراة في ملعب الخصم، فيما ظهر موناكو غير قادر على مجاراة السيطرة الكاملة للاعبى اليوفى على أرض الملعب، ولم يحدث أي خطورة طوال المباراة على مرمى بوفون سوى 4 محاولات حقيقية طوال الـ90 دقيقة.

واستغل إليجرى مفاتيح لعبه بطريقة رائعة، فأعطى حرية كبيرة لنجم الفريق باولو ديبالا، الذي صال وجال في كل أرجاء الملعب وأفصح عن مهاراته واخترق دفاع موناكو مرارا وتكرارا، وأوصل الكرات الخطرة للمهاجمين، وساعده على ذلك ظهور دانى ألفيس، الظهير الأيمن الذي لقبته الصحافة الإيطالية بقطار يوفنتوس السريع، بشكل أكثر من رائع، والذى ساهم بشكل كبير في الاختراقات من الجبهة اليمنى بمساعدة ديبالا، وهى الجبهة التي شكلت خطورة طوال المباراة، وكان لدانى الفيس دور كبير في الهدف الأول بعد استقباله لتمريرة بينية من هيجواين، ثم قام بتمريرها بكعبه رائعة لهيجواين داخل منطقة الجزاء ليسددها الأخير داخل الشباك معلنا عن الهدف الأول، ثم قام منفردا بصناعة الهدف الثانى بعرضية رائعة لهيجواين الذي أودعها في الشباك، ليؤكد تفوق اليوفى.

كما كان دفاع السيدة العجوز على الموعد دائما مثلما تعود عشاقه، وأغلق جميع المساحات أمام أي هجمات من الثلاثى فالكاو ومبابى وتوماس ليمار، وساعد في ذلك الطريقة التي لعب بها أليجرى بوجود 3 مدافعين، وهم: بارزالى، وكيلينى، وبونوتشى، الذين أغلقوا جميع المساحات مع عودة ألفيس واليكس ساندرو الظهير الأيسر في حالة الدفاع ليصبح الفريق يمتلك 5 مدافعين في حالة فقدان الكرة، مع إعطاء حرية للظهيرين في حالة الهجوم، وظهر للجميع أن الفريق يمتلك المرونة التكتيكية والخططية واللعب بأكثر من طريقة على حسب قوة المنافس.

فيما أدى بوفون بشكل رائع في هذه المباراة، وأنقذ مرماه من عدة فرص خطيرة، منها اثنتان لكيليان مبابى في الشوط الأول، وواحدة لراداميل فالكاو في الشوط الثانى، وأخرى للبديل فاليرى جيرمان في الدقيقة الأخيرة، وعقب المباراة احتفل اللاعبون بالحارس المخضرم وبالرقم التاريخى الذي وصل له، وأصبح يوفنتوس قريبا من التأهل إلى البطولة، للمرة الثانية في آخر 3 نسخ، وبعد أدائه خلال البطولة أصبح اليوفى أحد أقوى المرشحين للقب الثالث له في تاريخه.

من جانبه، أشاد ماسيمليانو أليجرى، المدير الفنى ليوفنتوس، بأداء فريقه خلال المباراة، كما بدانى ألفيس، صانع هدفى الفوز على موناكو، وقال: «لم تكن مباراة سهلة على الإطلاق، لكننا تفوقنا وقدمنا مباراة رائعة، أعتقد أن مباراة العودة ستكون صعبة، لكننا قادرون على الاحتفال في ملعبنا ووسط جماهيرنا، والصعود للنهائى وتحقيق لقب البطولة»، كما تحدث عن رقم بوفون، وهو 621 دقيقة بدون هدف في مرماه، قال أليجرى: «إنه الأفضل في العالم، وعندما يكون هناك مباراة كبيرة يكون مستعدا». وعلى الجانب الآخر، افتقد لاعبو موناكو خبرة الأدوار الصعبة في البطولات الكبرى، وتأثر الفريق بعد إضافة كيليان مبابى لفرصتين حقيقيتين لو نجح في إحداهما لتغيرت النتيجة تماما، لكن على الرغم من ذلك فالفريق قدم موسما رائعا بوصوله لقبل نهائى دورى الأبطال، بالإضافة إلى اقتراب تتويجهم بلقب الدورى الفرنسى.

فيما أبدى ليوناردو جارديم، مدرب موناكو، رضاه عن أداء فريقه، رغم الخسارة، وقال مدرب موناكو: «أخذ يوفنتوس زمام المبادرة، ولعب بقوة، ولم نتمكن من فرض سيطرتنا على مجريات الأمور، بعد ذلك، أعتقد أن المباراة كانت متوازنة والفرص كانت جيدة بين كلا الفريقين، لكن الحارس المخضرم جانلويجى بوفون لعب دورا رائعا في حسم المباراة لصالح يوفنتوس، وأعتقد أننا قادرون على العودة وسنقاتل في إيطاليا لاستكمال الحلم».