باحث أمريكي : زيارة البابا كانت مهمة جدا والبيت الأبيض والكونجرس رفعا مستوى الاهتمام بمسيحيي المنطقة

كتب: مصباح قطب الأربعاء 03-05-2017 06:26

قال الدكتور بول سالم نائب مدير معهد الشرق الأوسط بواشنطن، إن الإدارة الأمريكية الجديدة لم تستكمل حتى الآن بناء تصور نهائي لسياستها تجاه منطقة الشرق الأوسط، كاشفا ان الاتصالات والزيارات التي تجري هي جزء من العملية الجارية لتحديد ملامح هذه السياسة.

وأشار إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيزور منطقة الشرق الأوسط خلال أسابيع وأن ملفات الإرهاب وإيران والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي والمشكلة السورية ستكون في مقدمة الموضوعات التي سيتناولها.

وقال سالم إنه لازال من غير الواضح من الذي يتخذ القرار في الادارة الأمريكية وكيف تحولت النظرة إلى الصين من عدو إلى صديق والنظرة لبشار الأسد باعتباره ليس المشكلة ثم مهاجمة سوريا بالصواريخ بعدها بأيام، ولا تزال توجهات الرئيس الخارجية غير معروفة تجاه عدد من القضايا.

وأضاف سالم خلال لقائه «المصرى اليوم» والوفد الصحفي المرافق لبعثة طرق الأبواب التي تنظمها غرفة التجارة الأمريكية بمصر، أنه ينبغي على مصر وغيرها مراعاة ان القرار في أمريكا ليس في يد البيت الأبيض وحده، فالكونجرس لاعب كبير وكذلك النظام القضائي وجماعات الضغط المختلفة.

وأشار إلى أن الكونجرس يوافق على العمل ضد إيران لكنه ربما لا يوافق على إلغاء الاتفاق النووي مع إيران وأن الإدارة تواجه مشكلة حيث تعمل مع العراق التي لإيران نفوذ بها لمواجهة الإرهاب بينما تعمل في سوريا على إزاحة النفوذ الإيراني هناك إلى جانب العمليات ضد الإرهاب.

وتوقع بول أن يحدث ضغط أكثر على حزب الله في المرحلة المقبلة مشيرا إلى أن طبيعة العلاقات مع كل من تركيا وروسيا مازالت غير واضحة، وأن كان البعض يرى أن الهجوم على بوتين وعلى روسيا ربما يكون نوعا من التكتيك الذي يسبق إبرام صفقة ما.

وقال إن زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لمصر كانت هامة جدا وجاءت في وقت رفعت فيه الإدارة الأمريكية والكونجرس من مستوى الاهتمام بالمسيحيين في المنطقة وبصفة خاصة في الدول التي تعاني من الصراعات والحروب، وجاءت أيضا في وقت تقوم فيه مصر بجهد في تحديث الأزهر ومحاولة تقديم نموج إسلامي جديد يبرز قيم التسامح وقبول الآخر، ما سيزيد من زخم تلك العملية في الأيام المقبلة.

وأعرب عن اعتقاده بان الإدارة الأمريكية رغم كل تقلباتها معنية بالوقوف ضد الجماعات المتشددة ومن هنا تفضيلها النموذج الوسطى المصري وترحيبها بتحديث الأزهر وبتكريس قيم التسامح بين المسلمين والمسيحيين الممتدة بمصر .

وقال سالم إن المعركة حول الإرهاب تتركز حاليا في مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية، وأنه من الملاحظ أن مجموعات من الإرهابيين يحاولون تغيير هيئاتهم من أجل أن يبقوا لفترة أطول في البلدين.

وحول دور قطر في دعم الإرهاب قال إن هناك حوار مع الدوحة لمدة طويلة ومناقشات معها حول ما يجري في سوريا، كما يجرى أيضا حوار مع تركيا بهدف وقف أي دعم للارهاب .

وكشف بول أن الحكومة الأمريكية سألت مراكز الأبحاث المختلفة عن إمكانية تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية وكيفية عمل ذلك وهل يتم التعامل مع الجماعة فرعا بفرع أم ككيان عالمي واحد، مشيرا إلى أن هناك من يتحمس في الإدارة والكونجرس لاعتبارها كليا أو جزئيا إرهابية، ومع ذلك فقد خفتت المناقشات في البيت الأبيض الآن حول تلك القضية .

وقال بول سالم إن المساعدات الاقتصادية الأمريكية لمصر ستستمر، لكن سيتم تكييفها مع كون ترامب وعائلته رجال أعمال ووزير الخارجية قادم أيضا من مجال الأعمال وهم سيسألون طوال الوقت عن الفوائد التي يمكن أن تجنيها واشنطن وعمالها وشركاتها من جراء ذلك، مشيرا إلى أن الإدارة والخارجية يرون فرصا في نمو الاقتصاد المصري، ورغم أن التبادل التجاري بين مصر وأمريكا ليس بالحجم الضخم لكن أيضا ستنظر إليه الإدارة بمفهوم كيف نصدر أكثر ونستورد اقل.

وأوضح أن عقيدة القوميين في الإدارة الأمريكية الجديدة هي أن على كل بلد أن يهتم بأموره لكن في التعامل مع الإرهاب فالأمر مختلف إذ ترى الإدارة أنه يتطلب تشكيل تحالفات واسعة لمواجهته.

وقال بول إن من المستبعد أن تعيد مصر استنساخ تجربة جمال عبدالناصر فمصر نفسها تغيرت والمنطقة تغيرت والعالم تغير.