«فيسك»: «مبارك» أوشك على مغادرة الحكم نهائياً.. ورحيله سيكشف حقائق «رهيبة»

كتب: فاطمة زيدان الأحد 06-02-2011 23:31


قال الكاتب البريطانى، روبرت فيسك، إن الرئيس مبارك أوشك على مغادرة منصبه نهائياً، وإن استقالة هيئة مكتب الحزب الوطنى، بمن فيهم جمال مبارك، لن ترضى المتظاهرين المطالبين بتنحية الرئيس.


واعتبر فيسك، فى مقال الأحد بصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، أن حديث الرئيس مبارك لشبكة «إى بى سى» الأمريكية، الذى أكد خلاله أنه يرغب فى التنحى إلا أنه يخشى على البلاد من الفوضى، هو أول إشارة على أن الرئيس فى طريقه للرحيل نهائيا.


وأوضح أن النظم المستبدة، ومن بينها مصر، عادةً ما تلقى باللوم، عندما تكون تحت تهديد، على «أياد أجنبية» و«أجندات خفية» للثورات. ولفت فيسك إلى أن عناصر مكافحة الشغب، الذين أرغموا على الاختفاء من شوارع القاهرة قبل 9 أيام وعصابات المخدرات المأجورة، على حد قوله، يشكلان جزءاً من الأسلحة المتبقية للنظام المصرى، الذى وصفه بـ«الخطير والجريح». وتابع: «إن هؤلاء العناصر البلطجية، الذين يعملون بأوامر وزارة الداخلية، هم من يهاجمون المعتصمين فى ميدان التحرير ليلاً». وأوضح «فيسك» أن الشعب المصرى تخطى جيلين من النضج، وأن المهمة الأولى الأساسية للنظام المصرى المستبد هى القيام بما سماه «أطفلة» شعبه، لتحويله سياسياً إلى طفل فى العام السادس من عمره، بحيث يكون مطيعاً لوالده، أى حاكمه.


واستطرد «فيسك»: «إن النظام يقوم بتقديم صحف وهمية، وانتخابات مزورة، ووزراء وهميين والكثير من الوعود الكاذبة». وأضاف إن من يطيعه فى ذلك يصبح واحداً من هؤلاء الوزراء الوهميين، وإذا احتج، يتم ضربه فى أقسام الشرطة وحبسه.


وأضاف: «إن قوة الشباب والتكنولوجيا جعلت المصريين ينضجون ويقومون بثورتهم الحتمية، وهو ما أثبت أن النظام المصرى هو من كان يتألف من مجموعة أطفال».


وقال «فيسك»: «إن الرئيس مبارك لم يكن يجهل بالمظالم التى ارتكبها نظامه، وحكمه استند إلى القمع والتهديد والانتخابات المزورة، وسفراء الولايات المتحدة المتعاقبون فى القاهرة ظلوا يخبرونه بالأعمال الوحشية التى يرتكبها النظام باسمه، لكنه كان يكتفى بالتعبير عن دهشته أو التعهد بإنهاء وحشية الشرطة، لكن لم يتغير شىء على الإطلاق، وهو ما اعتبره موافقة منه على ما يفعله رجال الشرطة فى مصر». وأكد «فيسك» أن المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية لاحظوا ظاهرة غريبة، هى أنه فى الأشهر التى سبقت اندلاع الاحتجاجات فى 25 يناير، تعرض الأقباط لسلسلة من الهجمات على كنائسهم، وأنه أثناء أحداث 25 يناير لم يُمس قبطى واحد بسوء، مرجعاً ذلك إلى انشغال مرتكبى تلك الجرائم بتنفيذ مهمات عنيفة أخرى.


واختتم فيسك مقاله، بقوله: «إن رحيل الرئيس مبارك، سيكشف النقاب عن حقائق رهيبة، وفى حالة تحقيق الشباب للنصر، سيكونوا فى أمان، لكن إذا لم يكن الوضع كذلك، فسيطرق (زوار الفجر)، أبواب الكثير من المحتجين».