أمين عام اتحاد المستثمرين العرب: «أبوظبى» لن تضخ أموالاً لإنقاذ «دبى» دون التأكد من إجراء إصلاحات

كتب: أشرف فكري الإثنين 30-11-2009 13:14

أكد السفير جمال بيومى، أمين عام اتحاد المستثمرين العرب، أن عدم تحوط إمارة دبى من تداعيات الأزمة المالية العالمية والتوقعات السلبية الناجمة عنها، والتوسع فى سياسة السوق الحرة دون ضوابط ورقابة صارمة، كانا من أبرز أسباب الأزمة الحالية التى ضربت اقتصادها ودفعتها إلى عدم القدرة على سداد ديون تقدر بنحو ٨٠ مليار دولار لمؤسسات التمويل الدولية.
وتوقع بيومى فى حوار هاتفى سريع أجرته معه «المصرى اليوم» خروج دبى من أزمتها الحالية لارتباطها بدول العالم المتقدم، الذى لن يسمح بالإضرار بمصالحه، وجدولة الديون عبر ناديى باريس ولندن، مشيرا إلى أن أغلب البنوك وشركات الاستشارات العالمية لها نشاطات هناك.
■ ما تفسيرك لما حدث فى دبى رغم وجود مؤشرات حول تعافى الاقتصاد العالمى من تبعات الأزمة المالية؟
- عدة أسباب، أبرزها اتباع سلوك القطيع فى التحرك نحو النمو والتنمية، وعدم التحوط من أى توقعات سلبية فى الاقتصاد العالمى، بالإضافة إلى الانفتاح أكثر من اللازم على سياسة السوق الحرة، دون وجود ضوابط ورقابة صارمة، للحيلولة دون حدوث أزمات من هذا النوع.
■ لماذا لم يتعرض الاقتصاد المصرى لمثل هذه الأزمة فى رأيك؟
- نحن لم نرتبط بالاقتصاد العالمى مثل ارتباط دبى، ولم نأخذ قرارات أو نفتح السوق مثلهم، وهو ما ينطبق منذ عام على قول الكثير إن دبى نجحت فيما فشلت فيه بورسعيد.
■ ولماذا نجحنا وفشلوا رغم معدلات النمو الكبيرة التى حققوها؟
- نجحنا لأن ارتباطنا بالسوق العالمية ضعيف، مما حمانا خلال الأزمة، ولدينا أيضاً سوق كبيرة ساعدت الشركات والمصانع على تصريف إنتاجها وهو ما لم يحدث فى دبى.
فمنذ خمس سنوات كنت فى دبى، وحضرت جلسة نقاش ترأسها رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد، ورغم إعجابه بتجربة دبى، فإنه وجّه نصيحة مهمة للمسؤولين فيها وهى «عليكم بتوسيع السوق» مثل مصر والجزائر.
■ تعد الإمارات ثالث دولة مستقطبة للاستثمارات عربياً، فهل ستستمر فى ذلك؟
- نعم، لأن إمارة دبى وحدها هى التى ستتأثر وليست أبوظبى الإمارة الرئيسية التى تعد مصدراً رئيسياً للاستثمارات، غير أن حجم هذه الاستثمارات سيتوقف على ما ستسفر عنه التطورات المقبلة فى عمليات إعادة هيكلة ديون دبى والتغير الذى سيحدث فى ملكية الشركات.
■ يرى البعض أن أبوظبى تأخرت فى ضخ المساعدة التى تحتاجها دبى؟
- يجب أن يعرف الجميع أن أبوظبى لن تتأخر فى مساعدة دبى، غير أن التوقيت ونوع المساعدة مازالا حتى الآن محل دراسة كما أعلنوا، وربما كما ذكرت بعض الصحف فإن أبوظبى ترغب فى الحصول على التزامات من دبى بالقيام بإصلاحات جدية للخروج من الأزمة.
■ معنى ذلك أن أبوظبى لم تكن راضية عن وتيرة الإصلاحات فى دبى.. هل تتفق مع ذلك؟

- ربما، فأى جهة لن تضخ مساعدات دون التعرف على طريقها النهائى، ولنا تجربة فى الثمانينيات مع صندوق النقد الدولى الذى كان يطلب دائما التعرف على وجهة إنفاق أمواله، وكذلك أبوظبى تتعامل بنفس المنطق مع دبى.
■ هناك مخاوف من أن تعرض دبى لضغوط خارجية لسداد المديونية؟
- أعتقد أن جدولة الديون التى تبلغ ٨٠ مليار دولار ستسير فى وضعها الطبيعى، فإذا كانت على حكومة دبى فستتم عبر نادى باريس، ولو كانت على أفراد فستتم عبر نادى لندن، غير أنى أعتقد أن أبوظبى لن تسمح بحدوث ذلك.
■ هل ترى أن القيادة الحالية فى دبى قادرة على إخراج الإمارة الخليجية من عثرتها؟
- نعم، فالظروف المحيطة حاليا تشير إلى أن الإمارات ودول الخليج ستبادر بمساعدتها للخروج من الأزمة الحالية.
■ ولماذا تبدو واثقاً من تجاوز دبى أزمتها؟
- لأكثر من سبب، فى مقدمتها ارتباطها بدول العالم المتقدم التى لن تسمح بالإضرار بمصالحها هناك، فأغلب البنوك تعمل هناك، كما أن شركات الاستشارات العالمية لها أنشطة ضخمة هناك.
■ وماذا عن الخسائر التى نتوقعها من الأزمة على المنطقة العربية؟
- من المبكر جداً تحديد الخسائر المتوقعة، فليس من السهل تحديد القطاعات التى تعرضت لمشاكل، خاصة أن علاقات دبى متشعبة مع الدول العربية سواء من حيث الاستثمارات أو العمالة العربية هناك.