تظاهر آلاف المواطنين من مختلف الأطياف السياسية والحزبية فى عدد من المحافظات، الأحد، استجابة للدعوات التى أطلقها المعتصمون فى ميدان التحرير، بشأن جعل الأسبوع الجارى أسبوعاً للصمود والوفاء لشهداء ما سموهم بـ«ثورة الشباب».
فى الإسكندرية، تظاهر نحو 10 آلاف مواطن، بينهم منتمون لجماعة الإخوان المسلمين فى الثانية من ظهر الأحد، أمام مسجد القائد إبراهيم فى محطة الرمل ورفعوا أعداداً من جريدة «المصرى اليوم» الصادرة الأحد، والتى حملت عناوين من بينها: «شباب 25 يناير يطيح بجمال مبارك»، و«شهداء الثورة الطاهرة: إن مت يا أمى متبكيش.. راح أموت علشان بلدى تعيش»، وتحرك جموع المتظاهرون عقب أداء صلاة العصر، وانضمام بعض المسيرات الأخرى لهم من شرق وغرب المحافظة فى طريقهم اليومى إلى نقطة النهاية فى ميدان محطة سيدى جابر. وردد المشاركون فى التظاهرة، هتافات تطالب بضرورة عدم تخلى الشعب عن مطالبه، بالإضافة إلى عدم الوثوق فى وعود النظام، لأنه لو تمكن مرة أخرى سيطيح بأحلام الثورة- حسب زعمهم.
وسادت حالة من الهدوء فى شوارع المحافظة وبدأ المواطنون العودة تدريجياً لممارسة مهام عملهم وانتظمت حركة المواصلات العامة فى الكثير من المناطق والشوارع، كما سادت حالة من الارتياح بين اللجان الشعبية فى عدد من الأحياء نظراً لاختفاء تهديدات البلطجية لهم طوال الليل، بخلاف ما اعتادوا عليه خلال الأيام الماضية، حيث اقتصرت تلك التهديدات على مناوشات متفرقة دون وقوع مصادمات فى عدد من المناطق الشعبية القريبة من التجمعات العشوائية.
وقال مصدر مسؤول بميناءى الإسكندرية والدخيلة، طلب عدم نشر اسمه، إن حركة العمل بموانئ المحافظة عادت بشكل جزئى بدءاً من السبت بعد توقف شبه كامل منذ أحداث جمعة الغضب، وأضاف إن حركة العمل اقتصرت على تفريغ بعض السفن القادمة من الدول الأجنبية على الأرصفة، وقال أسامة عدلى، رئيس لجنة التوكيلات الملاحية بغرفة الملاحة فى المحافظة، إن العمل داخل الميناء اقتصر على الحاويات وناقلات البترول والبضائع الصب مثل القمح، مشيراً إلى توقف العديد من الأنشطة الأخرى المرتبطة بالتصدير بصفة خاصة.
وأقامت القوى الوطنية فى المحافظة، الأحد، بأداء صلاة جنازة وقداس فى حديقة الخالدين ومسجد القائد إبراهيم، على أرواح شهداء الإسكندرية الذين زاد عددهم إلى 33 شهيداً.
وفى الدقهلية تظاهر الآلاف من جماعة الإخوان المسلمين، وبعض القوى المعارضة بالمنصورة، الأحد، أمام مبنى المحافظة، للمطالبة بسقوط الرئيس مبارك والنظام الحاكم ورددوا هتافات «مش هنمشى.. هو يمشى» و«الشعب يريد إسقاط الرئيس»، ووزع المتظاهرون، بياناً طالبوا فيه بضرورة التنحى الفورى للرئيس مبارك، وحل مجلسى الشعب والشورى وتعديل الدستور.
وفى البحيرة نظم نحو 3 آلاف وقفة احتجاجية أمام مسجد التوبة بدمنهور، للمطالبة برحيل الرئيس مبارك، ودعوا خلال الوقفة بالرحمة للشهداء الذين سقطوا فى المظاهرات المناوئة للرئيس، وقرأوا الفاتحة على أرواحهم.
وشيع أهالى دمياط، الأحد، جنازة ياسر التابعى شعيب «26 سنة»، الذى توفى فى أحداث العنف التى شهدها ميدان التحرير خلال المظاهرات، إثر إصابته بطلق نارى فى صدره نقل على إثره إلى المستشفى فى حالة حرجة، ولفظ أنفاسه الأخيرة، السبت.
وتحول مسجد السلام الذى شيعت منه الجنازة إلى مظاهرة هتف فيها المشيعون ضد الظالمين والدعاء عليهم، فيما تواصلت الاحتجاجات المناهضة للرئيس والمطالبة برحيله.
وفى البحر الأحمر، نظم فرع الهلال الأحمر بالغردقة، بالتنسيق مع بنك الدم الإقليمى بالمحافظة، حملة للتبرع بالدم بين موظفى المديريات الخدمية والمواطنين حيث تم تجهيز صالة فرع الهلال الأحمر لاستقبال المتبرعين وثلاجات لحفظ أكياس الدم وإجراء التحاليل الخاصة بالمتبرعين وقالت ناهد صالح، رئيس فرع الهلال الأحمر بالغردقة، إن الحملة مستمرة لسد العجز الموجود فى المستشفيات وزيادة الاحتياطى من الدم، بالإضافة إلى إرسال كميات من الدم إلى محافظتى السويس والقاهرة للمساهمة فى توفير الدم بالمستشفيات بالقاهرة.
وفى سوهاج، نفى المحافظ اللواء وضاح الحمزاوى، ما تردد بشأن قيام متظاهرين وعدد من أنصار مرشحى الحزب الوطنى، الذى فشلوا فى انتخابات مجلس الشعب السابقة بمركز جهينة بإحراق مقر الحزب بدائرة المركز، وقال إنه منذ بدء المظاهرات لم تحدث أى مسيرات أو مظاهرات بدائرة مركز جهينة سواء مؤيدة أو معارضة للرئيس، وأن الحريق نشب فى مقر الحزب بسبب ماس كهربائى.
وفى الشرقية، ألقت اللجان الشعبية فى قرية «كفر النجار» بمركز أبوكبير، الأحد، القبض على 7 مساجين فارين، من سجن الفيوم العام وتم تسليمهم إلى مركز شرطة أبوكبير.
وفى القليوبية، استغل أحد المساجين الهاربين من سجن أبوزعبل بالخانكة، انشغال أجهزة الأمن بالمظاهرات، وذبح بمساعدة مجموعة من زملائه المساجين، عليوة الدحدح «49 سنة» مزارع بقرية كفر شبين القناطر، لتسببه فى دخوله السجن، وأخطرت النيابة التى تتولى التحقيق.
وأعلن اللواء محسن مراد، مدير أمن المنيا، القبض على 28 من المساجين الهاربين من سجون الجمهورية، وذلك على مدار الأيام الماضية. وفى المنوفية، أحبطت القوات المسلحة، بالتعاون مع الشرطة، محاولة هروب 200 سجين من سجن بندر شبين الكوم، أثناء قيامهم بأعمال شغب داخل السجن، أدت إلى وفاة أحد المساجين أثناء هروبه، وأعلن المحافظ المهندس سامى عمارة، عن إنشاء صندوق خاص لإعادة أعمال المحافظة.
وحرصت الكنائس بالمنيا على رفع «صلوات التضرع»، أمس، من أجل عودة الاستقرار لمصر وحمايتها من كل سوء، وتصدرت شاشات الدوائر التليفزيونية الداخلية للكنائس صورة علم مصر تحوطه جملة «يا رب أحمى مصرنا» وبجانبها صورة للسيد المسيح.
تناولت عظات الكنائس موضوع أن مصر على مر التاريخ كانت ملجأ آمناً لكل ملتجئ يطلب الاحتماء وأبرزهم العائلة المقدسة التى لاذت بمصر من بطش الرومان.
وفى قنا تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على أحمد خان إبراهيم سجين هارب من سجن السويس أثناء تواجده بمدينة نجع حمادى.