اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس بإدارة الأمور «بشكل غير مفهوم»، وحذر من أن نتيجة ذلك ستكون «فوضى وعنفاً»، ستجعل «الوصول لاتفاق سلام أكثر صعوبة، إن لم يكن مستحيلا».
وقال أولمرت في مقال له في جريدة «نيويورك تايمز»، الخميس، إنه لا يمكن لشخص البقاء على قيد الحياة سياسياً إذا لم يكن قادراً على اتخاذ قرارات صعبة. وأضاف أولمرت: «الآن، أكثر من أي وقت مضى، يجب تقديم مبادرة سلام إسرائيلية، تثبت أننا بلد مسالم». وتابع أولمرت الذي ترأس الحكومة الإسرائيلية وقت حرب لبنان الثانية، قائلاً إن «فرص السلام محدودة أمام إسرائيل، التي لن تجد نفسها دائماً تجلس أمام قيادات فلسطينية مثل أبومازن وسلام فياض، هذا هو الوقت المناسب، لن يكون هناك وقت أفضل من هذا».
وتحدث أولمرت عن الاقتراح الذي تم تقديمه لـ«أبومازن» في سبتمبر 2008، والذي كان يقوم على أساس حدود 67، مع تبادل الأراضي، وتقسيم القدس على أساس أن تكون الأحياء اليهودية عاصمة لإسرائيل والأحياء العربية عاصمة للدولة الفلسطينية، في حين تدار منطقة الحوض المقدس بواسطة الأردن، والمملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية.
وقال أولمرت إن قضية اللاجئين يجب أن تحل في إطار مبادرة السلام العربية، بحيث تكون الدولة الفلسطينية هي بيت اللاجئين، وأن تستوعب إسرائيل جزءاً صغيراً فقط منهم بشكل إنساني. وأضاف أولمرت: «لا يوجد لدينا كإسرائيليين وقت للترف أو لنضيعه، أي تأخير جديد سيساعد المتطرفين من كلا الجانبين، والذين يعملون للإضرار بأي أمل في إيجاد حل سلمي للدولتين».
من جانبها، توقعت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة، بحسب الإذاعة الإسرائيلية، أن تعلن الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة، روسيا، الأمم المتحدة، والاتحاد الأوربي، بياناً الجمعة، تدعو فيه لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين خلال شهر. وبحسب المصادر، فإن البيان يتضمن أن يتفق الطرفان على الحدود والأمن خلال نصف عام من إعلانه، على أن يتم التوقيع على اتفاقية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين خلال عام واحد، يقدم بعده أبومازن طلب انضمام فلسطين للأمم المتحدة.
وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن الاقتراح الذي سيتضمنه البيان جاء ضمن ما طرحه الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، في كلمته، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الأربعاء، والتي اقترح فيها منح فلسطين عضوية المنظمة الدولية بصفة مراقب.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فجر الخميس بتوقيت القاهرة، قال الرئيس البوليفي، إيفو موراليس، إن «إسرائيل تقصف وتهاجم وتقتل الفلسطينيين، وتنزع عنهم إنسانيتهم». وأضاف موراليس، الذي رفع العلم الفلسطيني، أن: «بوليفيا لا تدعم فقط الاعتراف بفلسطين في الأمم المتحدة، ولكن الموقف البوليفي هو قبول فلسطين في الأمم المتحدة».
كانت بوليفيا قد اعترفت رسمياً بـ«دولة فلسطينية كاملة السيادة على حدود 67»، في ديسمبر الماضي، أثناء مؤتمر جمع رؤساء أمريكا اللاتينية في البرازيل، لتكون بذلك ثالث دولة في أمريكا الجنوبية تعترف بدولة فلسطين.
وقال وزير الخارجية الألماني، جيدو فيسترفيله، إنه يرحب باقتراح الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الذي ينص على قبول فلسطين كدولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة، وليس كدولة كاملة العضوية، على أن يتم وضع «خارطة طريق للسلام» بين إسرائيل والفلسطينيين خلال عام.
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أن فيسترفيله قال إنه غير مندهش من الاقتراح الذي قدمه الرئيس ساركوزي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تمت «مناقشة الأمر في المجتمع الدولي» من قبل.