إشادة بكلمتي البابا فرنسيس وشيخ الأزهر ودعوتهما لنبذ التطرف الديني

كتب: رويترز السبت 29-04-2017 00:55

أشاد مشاركون بكلمتي الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس في الجلسة الختامية لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام بالقاهرة، الجمعة، ودعوتهما لنبذ التطرف الديني والتعاون بين الأديان لتحقيق السلام.

وبدأ بابا الفاتيكان، الجمعة، زيارة للقاهرة تستغرق يومين والتقى فيها أيضا بالرئيس عبدالفتاح السيسي والبابا تواضروس الثاني، بطريرك الأقباط الأرثوذكس في مصر.

ودعا البابا فرنسيس خلال كلمة في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام إلى التسامح وندد «بربرية» المحرضين على العنف. وقال إنه يجب على كل الزعماء الدينيين الاتحاد في نبذ التطرف الديني.

وأضاف «لنكرر معا، من ھذه الأرض، أرض اللقاء بين السماء والأرض، وأرض العھود بين البشر وبين المؤمنين، لنكرر- لا- قوية وواضحة لأي شكل من أشكال العنف، والثأر والكراھية يرتكب باسم الدين أو باسم الله».

من جانبه قال الشيخ الطيب إنه «لا يزال الأزهر يسعى من أجلِ التعاون في مجال الدعوة إلى ترسيخ فلسفة العيش المشترك وإحياء منهج الحوار واحتِرام عقائد الآخرين والعمل معا في مجال المتفق عليه بين المؤمنين بالأديان وهو كثير وكثير».

وأضاف أنه «يلزمنا العمل على تنقية صورة الأديان مما علق بها من مفاهيم مغلوطة وتطبيقات مغشوشة وتدين كاذب يؤجج الصراع ويبث الكراهية ويبعث على العنف.. وألا نحاكم الأديان بجرائم قلة عابثة من المؤمنين بهذا الدين أو ذاك».وتهدف زيارة البابا فرنسيس لمصر في جانب منها إلى تحسين العلاقات مع كبار رجال الدين الإسلامي.

وقال البابا فرنسيس مرارا إن الحوار الإسلامي المسيحي هو الطريقة الوحيدة لمجابهة التشدد الإسلامي لكن كان لرسالته وقع خاص في الأزهر الذي كان ضيفا فيه على الشيخ الطيب الذي يعتبر على نطاق واسع من بين أكثر رجال الدين الإسلامي اعتدالا.

وانطلقت أعمال مؤتمر الأزهر العالمي للسلام يوم الخميس وشارك فيه عدد كبير من القيادات الدينية الإسلامية والمسيحية من عدة دول حول العالم.

وقال تامر سلامة منسق عام مركز الفتوى الالكترونية بالأزهر لرويترز إن كلمتي فرنسيس والطيب في ختام المؤتمر «هما جراحة دقيقة للجسد العالمي وما يعانيه من آلام وأمراض.

«العالم يحتاج إلى عملية جراحية دقيقة من قامات دينية ذات منصب وذات قيمة ورمزية عند الناس من اجل تحقيق سلام حقيقي يؤمن به الجميع ويلتف حوله كل البشر».

كان الأزهر أوقف حواره مع الفاتيكان عام 2011 بسبب ما اعتبره إساءات متكررة للإسلام من جانب البابا بنديكت الذي كان يتولى البابوية قبل البابا فرنسيس. واستؤنفت العلاقات العام الماضي بعد أن زار شيخ الأزهر الفاتيكان.

وقال المطران اللبناني بولس سفر ممثل الكنيسة السريانية في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام إن «هناك ضرورة للتعاون ما بين المؤسسات الدينية وبين الأديان ككل لمواجهة التحدي الكبير الذي نواجهه اليوم في الشرق الأوسط وفي العالم اجمع وهو التطرف والإرهاب».

وأضاف «هذه الرسالة نراها ضرورية في عالم اليوم أن تتعاون الأديان سويا لمواجهة خطر كبير يواجه البشرية وليس يواجه بلد أو كنيسة أو جماعة دينية».

وتعليقا على ما يتعرض له مسيحية الشرق الأوسط من ضغوط من جانب الجماعات المتشددة في الأعوام القلية الماضية وهجرة عدد منهم للغرب قال سفر إنه «عندما يتعاون أبناء الوطن الواحد في مواجهة عدو مشترك هذا يرسخ السلام والأمن والاستقرار وعندما يترسخ الاستقرار والأمن والسلام سوف يبقى المسيحيون في أرضهم ولكن بغياب الاستقرار والسلام الكل سوف يهاجر وخاصة المسيحيين لأنهم في نظر المتطرفين هم أعداء».

وأضاف أن «على المؤسسات الدينية واجبا كبيرا في هذا الأيام وهي أن تبني أجيال مثقفة على السلام وعلى ثقافة المحبة والمسامحة وليست على ثقافة التطرف والقتل والإرهاب».

وتأتي زيارة البابا فرنسيس لمصر بعد تعرض مسيحيوها لعدة هجمات شنها تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد منذ ديسمبر، وفي وقت سابق هذا الشهر قُتل 45 شخصا على الأقل في تفجيرين انتحاريين استهدفا كنيستين بمدينتي طنطا والإسكندرية.

وقال القس الفرنسي جان فرانسوا بور من مكتب الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية للعلاقات الإسلامية المسيحية «أشعر أن بعض الناس على سبيل المثال من الأقلية المسيحية فاقدون للأمل وهم يعيشون نوعا من الحزن العميق لأنهم يشعرون بالخوف ويتعرضون حقا للكثير من أعمال العنف، «لكن مثل هذا النوع من الاجتماعات يمنحنا أملا جديدا لأن علينا أن نؤمن بأن الإنسان قادر على بناء السلام من أجل العالم».

ووصف مصطفى حجازي المفكر المصري والمستشار السابق لرئاسة الجمهورية لقاء البابا فرنسيس بالشيخ الطيب بأنه تاريخي، وقال إن «هذه اللحظة من التاريخ تقول ..إن قيادتين روحيتين كبيرتين أكدتا على أن المشاكل الإنسانية تتجاوز التصنيفات العقيدية والفكرية.. وأننا في مواجهة تحديات إنسانية تقول إن الإنسان بفطرته يحتاج أن يواجهها أيا كان مرده العقدي أو الديني».

وعن هجمات المتشددين التي باتت تستهدف المسيحيين في الشرق الأوسط بشكل متزايد في الآونة الأخيرة قال حجازي إن «العالم كله بما فيه أبناء مصر والشرق الأوسط وهذه المنطقة تحديدا من العالم مسلميهم قبل مسيحييهم يواجهون ضغوطا من فكر متطرف لا يقبل بفكرة الاعمار في الأرض.. لا يقبل بفكرة التعايش في سلم».
وأضاف: «في النهاية من يعاني هو الإنسان في هذه المنطقة من العالم وليس المسيحيين فقط».