أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الخميس، بفكرة شباب المؤتمر الوطني للشباب بدعوة شباب وممثلين من شباب الدول الإفريقية ودول العالم للمشاركة في مؤتمرات الشباب القادمة، مؤكدا أن أي فكرة لابد من التأكد من أنها قابلة للنجاح والبدء في تنفيذها.
وقال السيسي، خلال مداخلته بجلسة نموذج محاكاة الدولة المصرية في اليوم الثالث والأخير للمؤتمر الدوري الثالث للشباب، إن الدولة مستمرة في دورات البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب والانتقاء بتجرد ومعايير ثابتة حتى يتولوا مناصب قيادية في الدولة، مشيدا بأداء الشباب في المؤتمر. وأشار إلى أنه يدرس فكرة عقد مؤتمر دولي للمرأة خلال الفترة المقبلة.
وأضاف أنه سيسلم الدولة للشباب في أقرب فرصة، إلا أنه لابد أن يكون الشباب قادر على تحمل المسئولية من خلال اختيارهم في عمل تنفيذي محدد تحت إشراف جهات الدولة.
وأشار إلى أن هناك حاليا دورة بالبرنامج الرئاسي لتأهيل مجموعة من حملة الماجستير والدكتوراه لإعدادهم لتولي مناصب الوزراء والمحافظين.
وأشار إلى أن هذه الخطوة تمثل تمهيدا لتعيين الشباب كمحافظين ووزراء، مشيرا إلى أن العمل الإداري والتنفيذي يواجه الكثير من المعوقات وهو ما يهدف للتغلب عليه .
وأشار الرئيس إلى أنه سيتم الاستعانة بمجموعة من خريجي البرنامج الرئاسي في مؤسسات الرئاسة ومجلس الوزراء والمحافظات.
وطالب الرئيس بتناول قضيتين على الأكثر خلال مؤتمرات الشباب المقبلة للتركيز عليها بشكل أكثر عمقا، مشيرا إلى أن التركيز على قضيتين فقط سيتيح لمجلس الوزراء العمل عليها بشكل أكثر تركيزا.
وأشار الرئيس إلى أن هناك حالة من الجذب والشد بين مؤسسات الدولة، مشيرا إلى ان الوضع الحالي يحتاج إلى تكاتف جميع المؤسسات، مطالبا مختلف مؤسسات الدولة بالتكاتف والتعاون والتجرد.
وشدد على أن جميع مؤسسات الدولة لها احترامها وتقديرها سواء كان المؤسسات القضائية أو التشريعية أو التنفيذية ولابد من الحفاظ عليهم جميعا، مطالبا المسئولين في جميع المؤسسات بألا تتقاطع.
واكد أن التوازن الحقيقي نابع من أن المؤسسة لا ترغب في أي أطماع لأن الخطر الحقيقي هو أن تتغول مؤسسة على أخرى.
وطالب الرئيس مؤسسات الدولة بالتجرد وأن لا يحدث تضارب بين مؤسسات مصر للدفع قدما بالبلاد.
وأشار الرئيس إلى أنه لو كان هناك تجرد حقيقي لكل وزير تولى منصبه على مدار 25 عاما مضت شهد على عوار في مؤسسته وحاول معالجته لكان وضع الهيكل الإداري للوزارات مختلفا في الوقت الحالي.
وقد علق الرئيس السيسي على مقترح شباب المؤتمر الوطني بتشكيل كيانات إضافية للمساعدة في العمل على حل المشكلات، قائلا إنه يخشى من كثرة الكيانات المشكلة بأن يتقاطعوا مع بعضهم البعض.
وقاله إنه يخشى من عدم استدعاء الواقع الحقيقي حتى لو كان بشكل محدود في المناقشات، مشيرا إلى أن مواجهة الحسابات الواقعية سيصعب وضع حلول لها، مستشهدا:«ما تقدرش تقرب من موظف في الدولة لأنه انسان وعنده أسرة ولازم نتحمل العبء حتى لا يكون الضرر كبير».
ووجه الرئيس رسالة للقائمين على الإعلام بنقل الواقع للمواطنين مع مراعاة عدم تحفيز المؤسسات تجاه بعضها البعض، قائلا: «رسالتي للإعلام مش عاوزين نخلي الناس تتخندق واحنا بنتناول المسألة ولا نخلي الناس تصطدم وهي دي رسالة الإعلام لأنك وانت بتنقل الواقع للمصريين ممكن تغضب مؤسسات من بعضها البعض».
وأضاف الرئيس قائلا:«أنا يوميا بصحى الساعة 4 صباحا ومش بخاف على حياتي وصحتي ولكن خوفي على مصر فقط ولا أريد إلا رضا الله لحسن رعايتي لـ92 مليون مصري».
وقد تحدث مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام خلال الجلسة مطالبا الرئيس بخفض سن الوزراء إلى 30 عاما، وأن تشمل تجربة مؤتمرات الشباب كل محافظات الجمهورية.
وأكد مكرم أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام سيتبنى أفكار الشباب التي تم عرضها بمؤتمر الشباب المطالبين بقانون لتنظيم تداول المعلومات، مشددا على أن شباب مصر أصبح على قدر أعلى من الديمقراطية وعرض رؤيتهم على الرئيس بمنتهى الشفافية دون أي قيود أو حواجز.
ووجه نقيب الصحفيين الأسبق رسالة للرئيس عبدالفتاح السيسي قائلا: «غير تتغير»، مؤكدا أنه بعد نجاح تجربة مؤتمرات الشباب التي بنت جسورا للتواصل بين الدولة وشباب مصر ما يعني أن المستقبل أصبح آمنا.
وأضاف أن الوطن سيعبر بسلام إلى ضفة التنمية بسواعد الشباب وأصبح أكثر تفاؤلا بمصر بعد أن لمس الابتكار في الأفكار التي عرضها الشباب أمام الرئيس.
ومن جانبها، قالت الدكتور هالة السعيد وزيرة التخطيط أن الوزارة لديها تكليفا من الرئيس ورئيس الوزراء أن يتم النظر للحجم الأمثل للهيكل الإداري للدولة، مشيرة إلى أن إعادة الهيكلة في مرحلة الإعداد وسيتم الانتهاء منها خلال الشهور المقبلة لتقديم أفضل خدمة للمواطنين.
وأضافت أن الحكومة تعمل على تبسيط عمل الوزارات والمؤسسات وميكنة العمل وتقليل الاحتكاك بين العاملين والمواطنين، مؤكدة أن تقليل العنصر البشري بالمنظومة الإدارية مرتبط بتقليل البيروقراطية والفساد. وأشارت إلى أن الرئيس كلفهم بتأسيس وحدات للرقابة الداخلية داخل مؤسسات الدولة.
ومن جانبه، قال الإعلامي محمد على خير إنه كان يتمنى أن يقترح الشباب خلال نموذج المحاكاة إنشاء وزارات جديدة مثل وزارة الشؤون الإفريقية ووزارة النيل وغيرها من الوزارات.
وأضاف أن مصر تحتاج إلى تسويق جماهيري وإعلامي جديد لفكرة نماذج المحاكاة لأجهزة الدولة.
وكانت الجلسة الثانية لليوم الثالث من المؤتمر الدوري الثالث للشباب بالاسماعيلية قد شهدت نموذج محاكاة الدولة المصرية، قدم خلالها مجموعة من طلاب الدفعة الثانية للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة نموذج محاكاة للحكومة والبرلمان، بحضور مكرم محمد أحمد
واستعرض أحد شباب البرنامج الذي قدم نموذج محاكاة لرئيس الوزراء رؤية متكاملة لحكومة المحاكاة للإصلاح الإداري ومكافحة الفساد والتنمية السياسية والاقتصادية للدولة.
كما استعرض استراتجية حكومة المحاكاة لتنفيذ استراتيجية مصر 2030، مشيرا إلى أن الحكومة تركز على عدد من التوجهات في مقدمتها الأمن القومي المصري والقضاء على مثلث الفقر والجهل والتطرف، فضلا عن دعم الإصلاحات الاقتصادية والفئات الأولى بالرعاية وتحقيق العدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى مكافحة الفساد ودعم الهوية المصرية.
وحول السياسة الخارجية، قدم وزير خارجية حكومة المحاكاة رؤية لصياغة استراتيجية متكاملة السياسة الخارجية المصرية.
كما قدمت حكومة المحاكاة استراتيجية لتطوير التعليم الفني من خلال عدة محاور أبرزها إنشاء أكاديمية للتعليم الفني وإيفاد طلاب لخارج مصر لاكتساب الخبرات والقدرات اللازمة التي تمكنهم من الاستفادة بهم في العديد من المجالات التي تدعم الاقتصاد المصري.
وقدم أحد الطلاب أيضا نموذج محاكاة لوزير الشباب والرياضة استعرض خلالها رؤية حكومة المحاكاة لتطوير المجال الرياضي في مصر. كما قدم وزير الثقافة في نموذج المحاكاة رؤية الحكومة لدعم الثقافة في مصر والتي تؤكد الهوية المصرية. كما قدم برلمان المحاكاة عدد من مشروعات القوانين من بينها قانون تنظيم تداول المعلومات.
وتم خلال الجلسة عرض فيلم تسجيلي حول عدد من النماذج المضيئة في المجتمع والتي عانت من ظروف صعبة وبالرغم من ذلك حققت أهدافها.