دعا نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن فى اتصال هاتفى مساء الأربعاء بنظيره المصرى عمر سليمان إلى ضرورة وقف العنف واتخاذ خطوات لتأمين الانتقال السياسى على الفور.
وحث بايدن، نائب الرئيس المعين حديثا، على «البدء فورا فى مفاوضات شاملة وذات مصداقية لانتقال مصر نحو حكم ديمقراطى يلبى تطلعات الشعب المصرى» مشددا على أن الحكومة تتحمل مسؤولية ضمان ألا تؤدى التظاهرات السلمية إلى العنف والترهيب والسماح للصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان بأداء عملهم المهم، بما فى ذلك الإفراج فورا عن المعتقلين منهم».
وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان البيت الأبيض فى وقت سابق، الأربعاء ، أن الولايات المتحدة تناقش مع المصريين «مجموعة من السبل المختلفة» للتحرك إلى الأمام نحو انتقال سلمى للسلطة فى مصر.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى تومى فيتور: «ناقشنا مع المصريين مجموعة من السبل المختلفة لدفع تلك العملية إلى الأمام، إلا أن كل تلك القرارات ينبغى أن يتخذها الشعب المصرى».
وفى الوقت نفسه، دعت مسودة قرار بمجلس الشيوخ الأمريكى الأربعاء مبارك إلى نقل السلطة إلى حكومة مؤقتة لتصريف الأعمال تضم جميع الأطياف السياسية بالتنسيق مع زعماء من المعارضة المصرية والمجتمع المدنى والجيش لتنفيذ الإصلاحات اللازمة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة العام الحالى.
وجاء ذلك فى الوقت الذى نفت فيه الخارجية الأمريكية الأنباء التى وردت عن أن مظاهرات التحرير موجهة من قوى خارجية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولى: «ليس لدينا معلومات تفيد بأن هذه المظاهرات موجهة من الخارج، وعلى الحكومة أن تمد يدها للمعارضة المصرية وأن تبدأ مفاوضات جادة للتعامل معها». وأضاف كراولى أن البدء فى نقل السلطة فى مصر من مصلحة المنطقة برمتها وليس من مصلحة مصر وحدها، ونفى كراولى أى اتصال بين السفيرة الأمريكية فى القاهرة مارجريت سكوبى والإخوان المسلمين فى مصر، موضحا أن سكوبى اتصلت بالعديد من أطراف المعارضة الأخرى.
وشدد كراولى على ضرورة البدء الفورى مع المعارضة دون انتظار تنحى الرئيس حسنى مبارك مطالبا بـ«عملية حوار ذات مصداقية».
وعلى عكس مواقف الكثيرين المطالبين برحيل مبارك، امتدح رئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو برلسكونى الرئيس المصرى وقال: «إنه رجل عاقل ويجب أن يظل فى منصبه خلال مرحلة انتقال البلاد إلى الديمقراطية».
وأوضح برلسكونى: «آمل أن يحدث فى مصر انتقال إلى نظام أكثر ديمقراطية دون الاستغناء عن مبارك الذى يعتبر فى نظر الغرب، وبالأخص فى الولايات المتحدة، أعقل الرجال».
جاء ذلك فى الوقت الذى طالبت فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى بروكسل السلطات المصرية بضمان تنظيم تظاهرات «حرة وسلمية»، وقالت: «ننتظر من قوات الأمن المصرية أن تعمل بحيث تجرى فى يوم الجمعة الحاسم هذا تظاهرات حرة وسلمية».
كما حثت المستشارة الألمانية السلطات المصرية على تقديم المسؤولين عن الهجمات إلى العدالة مشددة على حتمية السماح بحرية الإعلام والحوار السياسى المفتوح، مضيفة: «لا ينبغى أن يظن أحد أن الأمور ستستمر كما كانت عليه فى مصر»، فيما دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى كاترين آشتون إلى ضرورة بدء الحوار فورا بين السلطات المصرية والمعارضة دون تأخير للخروج من الأزمة.
وفى سياق متصل، أدانت مسودة بيان لقمة الاتحاد الأوروبى العنف فى مصر وحثت على «إصلاحات ديمقراطية بما فى ذلك إجراء انتخابات حرة فضلا عن الحفاظ على حق جميع المواطنين فى التظاهر بحرية وبشكل سلمى تحت الحماية الواجبة من سلطات تطبيق القانون».
وفى طهران، أكد الزعيم الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى للمصلين فى صلاة الجمعة أن انتفاضة كل من مصر وتونس ستكون «إيذانا بهزيمة منكرة للولايات المتحدة فى الشرق الأوسط»، معتبرا أن هذه التطورات «بوادر يقظة إسلامية» فى العالم مستوحاة من الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979.
ودعا خامنئى إلى «نظام إسلامى» فى مصر، وطالب الجيش المصرى بالتركيز على «العدو الصهيونى» لا الشعب المصرى.