أعلن أحمد شفيق، رئيس الوزراء، خلال لقاء مع قناة العربية، أن بقاء الرئيس مبارك حتى نهاية ولايته أمان لمصر وضروري لأمور تشريعية، كما أعرب شفيق عن احترامه للمحتجين سلميًّا في ميدان التحرير، وأكد أن آراءهم متعددة ومختلفة وسيتم احترام وتلبية مطالبهم جميعها بعد أن تم إنجاز أغلبها بخطاب الرئيس.
وأوضح شفيق أنه لو تُركت الأمور لطبيعتها وللنقاش الدائر حاليًّا بين القوى السياسية المختلفة، فسنصل إلى حل ومخرج للأزمة في أقرب وقت، لكنه دعا الأطراف المتحاورة لقدر كبير من المرونة والتنازلات المتبادلة.
وتعهد شفيق بأنه لا يمكن أن تلاحق الحكومة هؤلاء المحتجين الشرفاء أمنيًّا، وأكد أن حركة 25 يناير سيذكرها التاريخ ويصفها بالناجحة والنزيهة.
وحول ما اقترحته لجنة الحكماء من تفويض الرئيس مبارك للسيد عمر سليمان بقيادة مرحلة انتقالية وتخلي الرئيس عن السلطة الآن، قال شفيق: «أشك أن الاقتراح سيكون مقبولا لسبب بسيط وهو أن الرئيس سيترك السلطة في سبتمبر المقبل، وهذا يعني أن هذه الأشهر القليلة ليست تصب في تاريخ الرئيس بعد أن قضى 30 سنة في العمل الرئاسي ومثلها في القوات المسلحة، وحسب طبيعة الشعب المصري صاحب الحضارة فإنه من الأصول والثقافة أن نكرم الرئيس بعد فترة خدمة طويلة، أحسن كثيرًا فيها أكثر مما أساءت السلطات من حوله».
وأكد أن كثيرًا من المصريين لا يريدون تنحي مبارك الآن، فالظرف التاريخي مختلف عما فعله الرئيس عبد الناصر عقب نكسة يونيو، وأوضح أن الحكومة ترى أن بقاء الرئيس مهم لأسباب تشريعية، كما لفت شفيق إلى أن الرئيس لم يخطئ في حق الشعب المصري، لكن من حوله أخطأ وهناك إصلاحات لهذه الأخطاء حاليًّا.
وأضاف: «لا يمكن إنهاء تاريخ الرئيس بهذه السهولة بعد مشواره حربًا وسلامًا، ولا بد أن نعرف أن بقاء الرئيس صمام أمان لمصر، وبعدها سيخرج من خدمته مثلما أعلن هو في خطابه».
وحول رموز الحكومة السابقة الذين استمر بقاؤهم في الحكومة الجديدة، قال شفيق: «ليس من المنطقي، إلا في المنطق الهجومي، أن يتم تغيير الحكومة بنسبة 100%، لكن المصريين يرون أن اختيار رجال أعمال في الوزارة أمر غير مقبول، واستجاب الرئيس لذلك وتم تغيير كل رجال الأعمال باستثناء وزير واحد في الحكومة الجديدة لاعتبارات أن لديه مشروعات لابد من استكمالها».
وأكد أن المهندس رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة السابق، عُرض عليه البقاء في الحكومة الجديدة لكنه رفض، وأشار شفيق إلى أنه يتحفظ على ذكر ملابسات هذا الأمر.
وحول ما جرى من أحداث مؤسفة من اشتباكات بين مؤيدي مبارك ومعارضيه بميدان التحرير، الأربعاء الماضي، أوضح شفيق: «الأمر قيد التحقيق وقد اعتذرت عمَّا جرى من احداث مؤسفة وسواء كانت مدبرة أو جاءت مصادفة فسيتم معاقبة كل مسؤول عن هذه الاشتباكات الهمجية ولابد أن يأخذ كل صاحب حق حقه.
وأكد شفيق أنه بمجرد توافر الوقت لديه سيزور المحتجين بميدان التحرير، معتبرًا هؤلاء الشباب من حركة 25 يناير أحرار في التعبير عن آرائهم وأنه لا اقتراب من هذا الحق، مؤكدًا أن ميدان التحرير سيُفتح ويتم استئناف العمل حتى في ظل وجود المحتجين، مبررًا أن إغلاق الميدان وحركة العمل كان نتيجة الاحتداد بين أطراف مختلفة، داعيًا إلى ترتيب الأمور والهدوء من أجل العبور بالوطن في هذه الفترة الحرجة.