دعت الجماعة الإسلامية المتظاهرين في ميدان التحرير إلى التجاوب مع النقاط التي تضمنها خطاب الرئيس مبارك، الذي أعلن فيه نيته عدم الترشح فترة رئاسية مقبلة، وأن يعودوا إلى منازلهم حتى تسير عجلة الحياة الطبيعية، وأن يغلبوا مصالح الوطن على ما سواها.
وقال الدكتور «ناجح إبراهيم»، الرجل الثاني في تنظيم الجماعة الإسلامية: «إن الرئيس مبارك خرج على جموع المصريين ليلقي كلمة مؤثرة ينهي بها عهده الحقيقي لتبدأ مرحلة جديدة أخرى نرجو أن تكون أفضل من سابقتها وقد ختم كلمته بعبارة مؤثرة أنه سيموت في أرضه وبلده التي حارب من أجلها ثلاثين عاما، وأنه سيترك حكم التاريخ علي عهده كحكم عادل، وتعني كلمته أشياء كثيرة، منها أنه لن يرشح نفسه لفترة قادمة، وأن المادتين 76 و77 من الدستور، سيتم تعديلهما، وأن سياسة إقصاء التيارات السياسية والوطنية قد انتهت تقريبا».
وأضاف إبراهيم، في مقال له نشر على الموقع الإلكتروني للجماعة الإسلامية: «على المتظاهرين أن يتجاوبوا مع كل هذه النقاط التي حواها الخطاب الأخير للرئيس مبارك، وعليهم ألا تغلب عليهم نظرية المؤامرة التي تقول لهم إن هذه خدعة من الرئيس أو التفاف علي مطالبهم، لأن الرئيس مبارك ليس من هذا النوع الضعيف الذي يعلن عن أمر ثم يلتف عليه، كما أن الرغبة في إذلال رئيس الجمهورية بطرده من مصر لا تليق بشعب مصر العظيم، فقد تخلى الرجل عن السلطة، ويجب إكرامه وذكر أفضاله».
وتابع: «إنني أقول هذا رغم أنني من أبرز قادة الجماعة الإسلامية التي سامها النظام في عهد الرئيس حسني مبارك كل ألوان العذاب والاعتقال والتشريد والإقصاء حتى بلغ عدد المعتقلين من أبناء الجماعة الإسلامية في عهده أكثر من عشرين ألف معتقل، إن الجماعة الإسلامية لم تتاجر يوما بآلامها ولا بجراحاتها ولم تطلب مقابلا ً لتضحياتها، وتقول للشعب المصري «ارحموا عزيز قوم» لقد انتهى عهد الرئيس حسني مبارك فدعوه يسلم السلطة لمن بعده بسلاسة وأمان».
من جانبه، أشاد الشيخ أسامة حافظ، مفتى الجماعة الإسلامية، بشباب مصر المتظاهرين في ميدان التحرير، ومن تصدى للبلطجية باللجان الشعبية لحماية الممتلكات.
وأضاف في مقال له، على موقع الجماعة، أن هؤلاء الشباب استطاعوا إيقاظ البلاد من طول رقود، ووضعوا الأجيال السابقة في قفص الاتهام مؤكدين أنهم الأحق بالقيادة والريادة بصدهم وإخلاصهم.