استمرار المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في فنزويلا

كتب: أ.ف.ب الجمعة 21-04-2017 02:40

وقعت مواجهات جديدة، الخميس، في كراكاس بين متظاهرين وقوات الأمن خلال مسيرة مناهضة للرئيس الاشتراكي، نيكولاس مادورو، وذلك غداة تظاهرات حاشدة قتل خلالها 3 أشخاص.

وتظاهر آلاف الأشخاص في كراكاس مطالبين برحيل مادورو، الذي تراجعت شعبيته إلى أقصى حد في ظل أزمة اقتصادية خانقة.

وتدخلت الشرطة لتفريق المتظاهرين، ورشقت شاحنة تابعة للحرس الوطني سلسلة قنابل مسيلة للدموع ضد المتظاهرين على الطريق السريع فرنسيسكو فاجاردو، وقالت ناتاشا بورجيس (17 عاما) لوكالة فرانس برس «لا يهمني إن تنشقت غازا، ولا إن مُتّ. يجب ان نتخلص من هذه الحكومة المجرمة والقمعية».

إلا ان القسم الاكبر من المتظاهرين تراجع في اتجاه شرق كراكاس. وبقيت مجموعة من الشبان الملثمي الوجوه تتحدى القوى الامنية وترشقها بالحجارة وزجاجات المولوتوف.

وبينما كانت مروحية للشرطة تحلق في المنطقة، كان متظاهرون يضرمون النار في مستوعبات النفايات ويصفون الشرطيين والجنود المنتشرين في المكان ب«الجبناء».
وبدأت الاحتجاجات في الاول من ابريل، وتخللتها اعمال عنف ومواجهات قتل فيها ثمانية متظاهرين واوقف اكثر من 500 شخص، حسب المنظمة غير الحكومية «فورو بينال»، وذلك في وقت يشهد البلد أزمة سياسية واقتصادية خطيرة.

وتطالب المعارضة اليمينية التي تشكل غالبية في برلمانها منذ نهاية 2015، بالرحيل المبكر للرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو، ووقعت اضطرابات متقطعة في بعض احياء كراكاس ومدن أخرى الليلة الماضية ترافقت مع عمليات نهب لمخابز ومتاجر.

ونددت الحكومة الفنزويلية بـ«تدخل» الولايات المتحدة بعد تصريحات وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الذي اعتبر ان السلطات الفنزويلية «تنتهك دستور البلاد»، وعبر تيلرسون عن «قلقه» ازاء الوضع في فنزويلا.

وقال وزير الخارجية الفنزويلي ديلسي رودريغيز في تغريدة «العالم وفنزويلا قلقان جدا من القنابل الاخيرة التي القتها الولايات المتحدة على سوريا وافغانستان».
- اقفال المدارس والشركات- وقال الطالب اكيليس الداروزو (22 عاما) لوكالة فرانس برس «أنا متعب، نعم. لكن لا بد ان نتحلى بالشجاعة. أنا مستعد للخروج كل يوم للتظاهر إذا كان ذلك ضروريا».

وحمل الداروزو لافتة كتب عليها «من لا يتحرك، لا يسمح اصوات قيوده»، وأقفلت المدارس والشركات ابوابها الخميس خشية حصول تطورات سلبية، وقتل الأربعاء فتى في السابعة عشرة بعد اصابته برصاص اطلقه مجهولون على دراجة نارية ضد تجمع للمعارضين في سان برناردينو بشمال غرب كراكاس. كما قتلت شابة في الثالثة والعشرين «اصيبت برصاصة في الرأس» في سان كريستوبال بغرب فنزويلا، خلال مشاركتها في تظاهرة.

وذكر شهود ان منفذي هذه الهجمات هم في الحالتين من مجموعات المدنيين الذين سلحتهم الحكومة، في المقابل، قتل متظاهرون الاربعاء عسكريا ينتمي إلى الحرس الوطني في فنزويلا. ووصف وزير الداخلية نستور ريفيرول العملية بالعمل «الارهابي» و«الفاشي»، قبل ان يعلن توقيف المنفذ.

- ضغط دولي- ودعا الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الخميس جميع الاطراف المعنيين بالتوتر في فنزويلا إلى اتخاذ الاجراءات الضرورية للحؤول دون اندلاع مواجهات جديدة وتسهيل استئناف الحوار.

وقال في بيان «ندعو إلى اتخاذ مبادرات ملموسة من جانب جميع الاطراف للحد من الانقسامات وتوفير الظروف الضرورية لمواجهة تحديات البلاد لصالح الشعب الفنزويلي».

وندد الاتحاد الاوروبي الخميس بأعمال العنف «المؤسفة جدا» التي تخللت تظاهرات للمعارضة، ودعا إلى التهدئة من اجل «وقف تدهور الوضع».
وحذرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» من «القمع» الذي تواجه به التجمعات.

ورأى المحلل في مركز «آي اتش اس» البريطاني دييغو مويا اوكامبوس ان «استراتيجية الحكومة تقضي على ما يبدو بالبقاء في السلطة بأي ثمن، وبتجنب الانتخابات. وبالتالي، كلما كانت التظاهرات قوية، كان القمع عنيفا».

وتحدث مادورو الثلاثاء عن تعزيز الانتشار الامني والعسكري من اجل «إحباط الانقلاب الارهابي»، وكان صموئيل مونكادا، ممثل فنزويلا في منظمة الدول الاميركية التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، اتهم الولايات المتحدة بقيادة الانقلاب.

وبدأت موجة الاحتجاجات هذه بعد قرار للمحكمة العليا المعروفة بقربها من مادورو، بتولي صلاحيات البرلمان، ما أثار موجة احتجاج دبلوماسي دفعتها إلى التراجع عن قرارها بعد 48 ساعة. ورأت المعارضة في ما حصل محاولة انقلابية.