«الإدارة العامة لمكافحة المخدرات» 88 عاماً فى مواجهة «أم الجرائم»

كتب: عصام أبو سديرة الخميس 20-04-2017 00:01

يطلق الكثيرون من المعنيين بمكافحة المخدرات على الاتجار فى المواد المخدرة وتعاطيها «أم الجرائم»، فتعاطى المخدرات قد يدفع إلى ارتكاب كثير من الجرائم كالسرقة والبلطجة والاعتداء الجنسى والقتل أيضاً، كما أن الاتجار بها يرتبط كثيراً مع جرائم تهريب البشر والاتجار فى السلاح وغسيل الأموال وغالبية الجرائم المنظمة. سرعان ما انتبهت الحكومات لخطورة المخدرات، عقب ظهورها بعدما تبيّن أنها تؤثر على الجهاز العصبى المركزى للمتعاطى، وما يترتب عليه من التأثيرات المهلوسة، والتى قد تدفع المتعاطى إلى ارتكاب جرائم متنوعة كالبلطجة والسرقة والقتل أيضاً.

قائد الحملة الفرنسية أول من جرّم تعاطى الحشيش.. وفرض غرامة فى عام 1879تعاطي المخدرات

بدأت الحكومات فى مصر بتوقيع الغرامات على من تثبت إدانته بالاتجار أو التعاطى، ثم لاحقاً تم إقرار عقوبة الإعدام بالنسبة لمن يزرع الأفيون أو القنّب الهندى «الحشيش»، وكذلك تم إقرار عقوبة على زراعة نبات الخشخاش المخدر الذى عُرف فى بداياته بـ«أبوالنوم»، ثم عقوبات متنوعة على إساءة استخدام المورفين، والذى انتشر سريعاً فى العالم عقب الحرب العالمية الأولى.

ويعتبر الأفيون والحشيش من أقدم المخدرات التى عُرفت فى مصر، إذ أول ما عُرف الحشيش كان يُطلق عليه «الحسيس»، ثم ذاع صيته فى البدايات باسم «الضحّاك»، دلالة على الحالة الوهمية التى يعيشها المتعاطى مؤقتا ومن مظاهرها الضحك.تعاطي المخدرات

وتنقسم المخدرات إلى نوعين: الأول هى المخدرات الطبيعية والتى تستخرج من النباتات مباشرة ويتم تعاطيها كمادة خام، مثل الأفيون والحشيش ومخدر القات.

ومن المخدرات الطبيعية هناك أنواع يُطلق عليها مخدرات نصف صناعية أو «مخلّقة»، مثل الهيروين والكوكايين، وهى عبارة عن مخدرات طبيعية يتم إجراء معالجة بسيطة لها، فالهيروين يتم استخراجه بعد معالجة نبات الأفيون، والكوكايين يتم تخليقه من شجرة الكوكا.المزيد

«عمر»: ارتفاع أسعار الترامادول والحشيش دليل على اليقظة الأمنيةاللواء احمد عمر مساعد وزير الداخلية في حوار للمصري اليوم

يرى اللواء أحمد عمر، مساعد وزير الداخلية، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، أن تعاطى المخدرات له تأثير سلبىٌّ، وصفه بـ«المُهبّط للجهاز العصبى المركزى»، موضّحاً أن المتعاطى يصبح لديه رغبة فى النوم، بالرغم من عدم شعور الجهاز العصبى بهذه الرغبة، فيعتقد المتعاطى أن المخدرات تساعده على السهر، وهو إحساس «وهمى»، لافتاً إلى أن ذلك «التأثير السلبى» قد يتسبب فى أن ينام قائد السيارة فجأة ودون مقدمات، ويتسبب فى عدم القدرة على تقدير المسافات، وهو ما يعد أحد الأسباب الرئيسية فى زيادة حوادث الطرق والسير، ولذا تم توجيه حملات أمنية على قائدى السيارات خاصة سيارات النقل، لضبط المتعاطين منهم.

ويشير عمر إلى أن المخدرات تتساوى فى تأثيرها المهبط للجهاز العصبى، سواء كانت من الأفيونيات وهى أى مواد مستخرجة من نبات الخشخاش، والمواد التخليقية منه وهو الهيروين والمورفين، أو من أشباه الأفيونيات وهى المواد المصنعة كيميائيا والتى تعطى نفس التأثير المهبط مثل الترامادول، ويقول: «المتعاطون يتوهمون أن الأفيون والترامادول يعطى طاقة أكثر أو يسهّر، بالرغم من أنه فى الماضى كان يسمى أبوالنوم».المزيد