قال المهندس محمد أبو سعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، إن الجهاز في إطار سعيه نحو الحفاظ على التراث، جعل من المواطن شريكًا أساسيًا في هذه العمليّة، من خلال تعميق قيم الانتماء والهويّة لديه، وخاصة الشباب والصغار.
وأضاف خلال احتفاليّة اليوم العالمي للتراث، التي أقامها الجهاز بمقرّه بقلعة صلاح الدين الأيوبي، ظهر اليوم الثلاثاء، «أننا هنا اليوم لافتتاح قاعة البانوراما التراثيّة التي تعد تتويجًا للتعاون بين الجهاز ممثلًا لوزارة الثقافة، ووزارة الآثار، ومكتبة الإسكندريّة ممثلّة في مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي، والتي ستستعرض التاريخ والتراث المصري من العصر الفرعوني والإسلامي والقبطي وحتى العصر الحديث، لتكون منصة غير نمطيّة تستوعب البراعم والشباب والكبار.
وقال خبير التراث ومؤسس مركز توثيق التراث، د. فتحي صالح، إن مصر هي منبع فكرة الحفاظ على التراث حول العالم، فقد نشأت الفكرة لدى منظمة اليونيسكو إبّان وزارة د. ثروت عكاشة في حقيبة الثقافة، منتصف القرن الماضي، حين كانت مياه السد العالي ستغمر تراث النوبة، فاقترح «عكاشة» على اليونيسكو نقل هذا التراث بدلًا من تركه للمياه الغامرة قائلًا إنه تراثًا عالميًا ملكًا للعالم أجمع، ومن هنا نشأت الفكرة منذ ذلك الحين، لتصبح دورًا أساسيًا يلعبه اليونيسكو الآن بالحفاظ على التراث العالمي.
وأضاف «عكاشة» أنه يجب توسيع دور جهاز التنسيق الحضاري، بشكلٍ أكبر، مثل التجارب الغربية، فيقول إنه في فرنسا لا يمكن تغيير نافذة في واجهة أحد المباني دون الرجوع إلى ما يوازي جهاز التنسيق الحضاري هناك، لعدم الإخلال بالشكل العام، وأيضًا في الولايات المتحدة يُعنى بهذا الدور لجمعيّات أهليّة غير هادفة للربح، تحظي بقوة قانونيّة توازي الجهات الرسميّة.
وخلال الحفل تم افتتاح شاشة البانوراما التراثيّة culturama، وهي عبارة عن 9 شاشات عرض متصلة، تعرض بطريقة بانوراميّة التراث المصري منذ الفراعنة مرورًا بالعصر الإسلامي والقبطي وحتى العصر الحديث وهي من الشاشات المعدودة في عدّة أماكن حول العالم، بعض منها في مصر ودول أخرى، وقد حصلت على براءة اختراع في عام 2006.
حضر الحفل محمد فاروق مدير مركز توثيق التراث، وبسام الشماع، عالم المصريّات، واللواء أ.ح أيمن عبد المقصور مدير إدارة المتاحف العسكريّة، وعدد من الحضور.