«فورين بوليسى»: ثورة اليمن تحولت إلى صراع على السلطة و«تاهت» عن أهدافها

كتب: اخبار الإثنين 19-09-2011 19:19

يتساءل المراقبون لأحداث اليمن، عن أسباب تأخر نجاح أو حسم الثورة إلى هذا الحد، والسؤال الأكثر إلحاحا الذى لم يسأل إلى الآن هو سبب اندلاع الثورة فى اليمن بالأساس.

وعندما بدأت أحداث الربيع العربى، بداية من تونس ومنها إلى معظم المنطقة، وجدت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، أن اليمن لم تكن جاهزة لمثل هذه الثورات، لأنه على الرغم من انتشار الفساد وعدم المساواة، وشدة تجاهل تطبيق القانون، فإن هناك متطلبات أو شروطاً مسبقة لاندلاع الثورات، منها تحرك الطبقة المتوسطة، وقوة المجتمع المدنى، وزيادة معدل المتعلمين واستخدام الإنترنت، وكل تلك الشروط غير متوفرة فى اليمن، بحسب المجلة.

وشمال اليمن، وبعد 20 عاما كان ممكناً لليمن أن تقوم بثورة إلا أنه لسوء الحظ، أوقف غياب الطبقة المتوسطة، والمجتمع المدنى الناضج، زخم الحركات الثورية بها، وتحولت الثورة تدريجيا إلى صراع النخبة على السلطة.

وأشارت «فورين بوليسى» إلى أن الثورة اليمنية فى فبراير، كانت فى أنقى صورها، حيث هب الشباب اليمنى غير متأثر بأى تيارات سياسية، أو أحزاب، واتحد اليمنيون فى ثورة تحمل المطالب نفسها.

واعتبرت المجلة، أن أعضاء حزب اللقاء المشترك، خاصة الحزب الاشتراكى اليمنى، كانوا أكثر استعدادا لدعم الثورة فى بدايتها، وكان الحزب الإسلامى، حزب الإصلاح، أبرز الأحزاب المعارضة، والذى كان متحالفا مع الرئيس على عبدالله صالح، كان مترددا فى الانضمام إلى الثورة.

ومنذ ذلك الحين، تغيرت هتافات الثوار، وأصبحت تمثل حزب اللقاء المشترك، أكثر من الشباب أنفسهم، ومن أمثلة هذا التغيير الهجوم على مجلس الشعب والحزب الحاكم، رغم أن الجماهير لا تعتبره العدو الأول للثورة، وكذلك مشاركة حزب الإصلاح فى الهتاف ضد مجلس الشعب، الشىء الذى بدا وكأنه تخطيط للحزب، لإعطائه فرصة حقيقية لحصد الأغلبية فى الانتخابات بعد الثورة.

وبعد ذلك تحول الموقف فى مارس، بحسب المجلة، إلى مجزرة، وهذا عندما قتل القناصة 54 من الشباب المدنيين العزل وجرح آخرين، وغيرها من الأحداث المرعبة أدت إلى انشقاق النظام والجيش والحزب الحاكم.

وكان على محسن، والشيخ صادق الأحمر، وعبدالمجيد الزندانى، أبرز المتحولين فى الثورة، حيث إن محسن ثانى أكبر رجل فى اليمن كان الحليف الأكبر لصالح، إلا أنه أصبح أكبر منافسيه، وكذلك الحال بالنسبة للشيخ الأحمر والزندانى.

وقالت المجلة: إن الثلاثة استطاعوا استقطاب العامة خلال الثورة، إلا أنهم فى الوقت ذاته، أعطوا نظام صالح فرصة لاكتساب دعم بعض الناس، وتحول صالح من موقف دفاعى إلى موقف عدائى، وبات اليمنيون الداعمون لصالح، ينددون بمحسن والأحمر والزندانى، وبهذا بدت الثورة اليمنية تائهة عن أهدافها الحقيقية، وأصبحت لا تبدو حتى كثورة، بل أصبحت حلقة جديدة فى الصراع على السلطة.

ورأت المجلة، أنه بينما يتساوم السياسيون على انتقال السلطة، أصيب الشباب بإحباط شديد، لأنهم كانوا أول المطالبين بيمن جديد، ووجدوا أنفسهم حلفاء لبعض الشخصيات القابعة فى الظل من النظام القديم، وعرف بعض الشباب الآن أنهم يحتاجون إلى إعادة النظر فيمن يتحالفون معهم.