حطت أقدام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «أبومازن» فى واشنطن معلنة بدء معركة سبتمبر من أجل الحصول على اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية المستقلة وسط توتر دولى حول الطلب الفلسطينى واتصالات مكثقفة بين الدول الكبرى لإيجاد بديل آخر فى ظل استمرار التهديد الأمريكى باستخدام حق النقض «الفيتو». واشتعال المعركة السياسية حول الدولة الفلسطينية، صاحبه تصعيد ميدانى فى الحرب الخفية التى يخوضها المستوطنون، حيث اندلعت مواجهات بينهم وبين مجموعة من الفلسطينيين أثناء محاولة المتطرفين اليهود اقتحام الحرم القدسى الشريف، الأمر الذى يهدد بتفجير الوضع على الأرض وبإشعال انتفاضة ثالثة على غرار انتفاضة الأقصى فى شهر سبتمبر عام 2000.
ووصل أبومازن، أمس، إلى واشنطن لتقديم الطلب الفلسطينى باعتبار فلسطين الدولة رقم 194 بالأمم المتحدة، وذلك رغم أن المراقبين والمحللين يرون أن هذا الطلب لن يغير أى شىء على الأرض، فإنهم يؤكدون أنه سيوفر للفلسطينيين مجموعة من الوسائل القضائية والسياسية الجديدة للدفاع عن قضيتهم.
وتزامن تحذير الرئيس الأمريكى باراك أوباما من أنه مهما كانت نتيجة الخطوة الفلسطينية فهى «لن تغير ما يجرى على الأرض طالما أن الإسرائيليين والفلسطينيين لم يجلسوا معا» حول طاولة المفاوضات مجددا، مع نشر صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية معلومات بأن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو حاول إقناع أبو مازن بالعودة إلى المفاوضات والتخلى عن المسعى الفلسطينى فى الأمم المتحدة، وأبدى ليونة فى مواقفه بشأن الاعتراف بالدولة اليهودية وحدود 67، ولكن عباس رفض ـ حسب الصحيفة.
وتزامن ذلك مع إعلان دبلوماسيين أن رئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض التقى وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك فى نيويورك، أمس الأول، على خلفية التوتر المتعلق بطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وجرى اللقاء فى وقت بذلت فيه جهود دبلوماسية مكثفة شارك فيها مسؤولون أمريكيون وأوروبيون وروس ومن الأمم المتحدة، فى محاولة لتحاشى حدوث مواجهة بمجلس الأمن وإيجاد بديل لمساعى طرح الدولة الفلسطينية.
ورغم التوتر الدبلوماسى بشأن المسعى الفلسطينى فى الأمم المتحدة فإن الشارع كان له رأى آخر، حيث أظهر استطلاع للرأى لصالح هيئة الإذاعة البريطانية «بى. بى. سى» أن أكثر من نصف العالم يؤيد قيام الدولة الفلسطينية حتى فى الشارع الأمريكى نفسه.
ويشير الاستطلاع الذى شارك فيه نحو أكثر من 20 ألف مستطلع من 19 دولة من مختلف القارات، محاولا تمثيل الرأى العام العالمى، إلى التأييد الجارف من قبل الدول المشاركة فى الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وحسب الاستطلاع فإن 90% من المصريين المشاركين فيه كانوا ضمن المؤيدين، مقابل معارضة 9%، فى المقابل، كانت نسبة التأييد فى الولايات المتحدة 45%، وتحفظ 36%.
وعلى الصعيد الداخلى، أكدت حركة حماس رفضها توجه القيادة الفلسطينية للأمم المتحدة وجددت رفضها إقامة أى فعاليات تنظمها حركة فتح بغزة مساندة هذا التوجه.
ويرى محللون أن حركة حماس تراهن على فشل أبومازن فى الأمم المتحدة، لكنها تحتفظ لنفسها بهامش مناورة، فى حال نجاحه. وميدانيا، بعيدا عن معركة سبتمبر فى الأمم المتحدة، تشتعل معركة سبتمبر أخرى على الأرض، حيث واجهت مجموعة من المسلمين الغاضبين مجموعة من المتطرفين اليهود أثناء محاولة الطرف الأخير اقتحام الحرم القدسى. توجهت مجموعة من 25 يهوديا بزعم زيارة الحرم تحت حراسة كثيفة من الشرطة داخل المدينة القديمة، وهى البقعة التى تضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، حيث اعترضتها مجموعة من المسلمين الغاضبين الذين صاحوا بالتكبير.