أستاذ أدب يُجيب: كيف نواجه الإرهاب بالشعر والرواية؟

كتب: عبد الحكيم الأسواني الجمعة 14-04-2017 20:19

ألقى الدكتور خيري دومة، أستاذ الأدب بجامعة القاهرة، كلمة في فعاليات المنتدى الدولي الأول لمناهضة الفكر المتطرف والإرهاب، ودور الشعر والأدب في المواجهة، الذي تنظمه مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع شبكة تازة التنموية بالمغرب.

وقال «دومة»: «نقرأ القصائد والروايات وغيرها من أشكال الأدب، نستمتع بها، ونشعر أنها تنطوي على سرها الذي يسحرنا ويغير حالتنا، ومع أن القصيدة أو الرواية ربما تكون قد غيرتنا فعلا، وغيرت إحساسنا بالعالم، فإن الشك يظل يساورنا دائما في مدي جدواها أو قدرتها على تغيير ما يحيط بِنَا من واقع سئ، فكثيرا ما سألنا أنفسنا منذ أن بدأنا بقراءة الأدب، ودراسة نظرياته ونصوصه الخيالية، هل لقصيدة أو رواية تقوم على الخيال أية فائدة ترجي في تغيير المجتمع؟ وهل بإمكان الأدب أن يغير الواقع فعلا؟ وهل يكتب الشعراء والروائيون بقصد تغيير العالم أو إصلاحه حقا؟».

وأضاف: «ما من شك في أن الأدب يغير الواقع في كثير من الأحيان، لكن ما يقوم به من تغيير يتصف بخصائص محددة، أولاها أنه يجري على المستوي العميق لعقل المتلقي ووجدانه، والثانية أنه يجري ببطء وعلي مهل، والثالثة أنه تغيير يجري على أساس من اتصال فردي بين كاتب وقارئ يلتقيان على صفحات نص أدبي يصنع عالما متخيلا، ومن مجموع الأفراد الذين قرأوا عملا أدبيا ما، فيمكن أن يحدث تغيير على مستوي جماعي في فترة محددة، أو على الأقل مستوي يتجاوز الفرد إليّ المجتمع في عمومه».

من جانبه، أكد الدكتور محمود عزت، نائب مدير إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية، أن الدول والمجتمعات العربية في حاجة إليّ إعادة النظر في البيئة الإجتماعية والثقافية السائدة لتنشئ عزيمة جدية لتحسين حياتها ومنظومتها الإقتصادية والسياسية على النحو الذي يحسّن حياتها ويحقق كرامتها.

وأضاف أن أضعف الإيمان فيما يمكن فعله في هذا المجال هو مؤتمرات ومنصات النقد للتطرف والعنف والرد عليهما وإثبات عدم صحة علاقتهما بكل ما هو عربي وكل ما هو إسلامي بدون التحرك الفعلي والعملي على الأرض وهو ما تم إنجازه بالفعل من قبل عدد من المؤسسات الثقافية وعلي رأسها مكتبة الإسكندرية من حيث وضع إستراتيجية للتحرك الفعلي وبدء وعيها بأن المناعة الفكرية تحمي الأفراد والمجتمعات من التطرف والعنف والكراهية، وهذا يقتضي تشكيلات فكرية شاملة لا تقتصر على الحماية من التطرف وإنما تعد أفرادا فعالين ومستقلين يصعب خداعهم وقيادتهم من دون إدراك.