تواصل أجهزة الأمن بوزارة الداخلية جهودها فى ملاحقة 19 إرهابياً، أعضاء خلايا عنقودية، متورطة فى استهداف كنائس البطرسية بالعباسية والمرقسية بالإسكندرية ومار جرجس بطنطا، خلال الـ4 أشهر الماضية، عن طريق تفجير 3 انتحاريين لأنفسهم بالكنائس، ما خلّف نحو 80 شهيداً بينهم 7 رجال شرطة، ونحو 160 مصاباً. كانت الوزارة أعلنت عن هوية المتهمين الهاربين الذين ينتمون لعدة خلايا عنقودية منبثقة من بؤرة إرهابية واحدة، وحددت مكافأة قدرها 100 ألف جنيه لمن يدلى بمعلومات بشأن الهاربين، قد تقود أجهزة الأمن إلى ضبطهم.
وذكرت التحقيقات أن هناك قائدين للخلايا هاربين، هما مهاب مصطفى، واسمه الحركى «الدكتور»، قائد خلية تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية، فى بداية ديسمبر من العام الماضى، وعمرو سعد إبراهيم، قائد خلية تفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، الأحد الماضى، وهو صهر الانتحارى منفذ العملية محمود حسن مبارك عبد الله. وقالت مصادر أمنية مسؤولة إن قوات الأمن استطاعت بالفعل ضبط وتصفية نحو 30 من عناصر خلايا الكنائس، بينهم 7 تم قتلهم فى منطقة جبل العوامرة بنطاق الظهير الصحراوى الشرقى بمحافظة أسيوط، الأسبوع الماضى، خلال تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن، وتم العُثور بالوكر الذى كانوا مختبئين فيه على أسلحة نارية وأحزمة ناسفة وكتب لتنظيم داعش الإرهابى. وأضافت المصادر، التى طلبت عدم نشر أسمائها، إن ضبط المتهمين من عناصر الخلية قاد أجهزة الأمن لتحديد غالبية عناصرها، والوقوف على هوية الهاربين، مشيرة إلى أن فحص الكاميرات الموجودة فى محيط الكنيسة المرقسية واستخدام التقنيات الفنية الحديثة قادا أجهزة الأمن إلى تحديد هوية الانتحارى منفذ الحادث، حيث تم مضاهاة تحليل الحامض النووى لأشلاء الإرهابى بعينتين من شقيقه ووالدته، وتبين مطابقتها. وذكرت التحريات أن الانتحارى من مواليد 28 سبتمبر 1986 بمحافظة قنا، ويقيم بحى السلام بمنطقة فيصل بمحافظة السويس، ويعمل بإحدى شركات البترول، ومطلوب ضبطه وإحضاره فى القضية رقم 1040/2016 حصر أمن دولة.
ولفتت التحريات إلى أن المتهم عمرو سعد، قائد الخلية، تمكن من تجنيد عدد من الشباب من قريته وقرى أخرى قريبة من مسقط رأسه، وإقناعهم بالأفكار التكفيرية، وتسفيرهم إلى سيناء لتلقى تدريبات على أيدى عناصر من تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابى، على حمل السلاح وتصنيع الأحزمة الناسفة وكيفية تفجيرها، ومن بينهم صهره الانتحارى.
وذكرت مصادر أمنية أن اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، يولى أهمية قصوى لتحديث قاعدة البيانات الجنائية، لمن سافروا إلى دول خليجية أو إلى سوريا مباشرة للانضمام إلى تنظيمات إرهابية، استعداداً للتصدى لهم حال محاولتهم العودة إلى البلاد، مقدرة أعدادهم بنحو 2500 متطرف.
وفى سياق متصل، وزعت أجهزة الأمن بالمحافظات، صور الهاربين الـ19 على الأكمنة وأقسام الشرطة وفروع جهاز الأمن الوطنى والكمائن والمخبرين السريين ونقاط الارتكاز الأمنى والأقوال الأمنية الثابتة والمتحركة، لمحاولة ضبطهم.