واصلت البورصة المصرية نزيف الخسائر الفادحة لليوم الثاني على التوالي الخميس، في ختام تعاملات الأسبوع، مع تزايد حدة مظاهرات «أيام الغضب» التي بدأت الثلاثاء، ليسجل المؤشر الرئيسي أكبر هبوط في تاريخ البورصة منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية، متأثراً بحالة من الذعر انتابت شرائح واسعة من المستثمرين الذين اتجهوا للبيع بشكل مكثف.
وفقدت الأسهم المصرية 41 مليار جنيه من قيمتها السوقية بفعل الهبوط الخميس، فيما وصلت خسائر الأسهم خلال الجلستين الماضيتين إلى 64 مليار جنيه لتبلغ القيمة السوقية للأسهم 406 مليارات جنيه مع الإغلاق.
وتدخلت إدارة البورصة بهدف تهدئة المستثمرين، حيث قررت إيقاف التداول لمدة 45 دقيقة، لأول مرة منذ 17 أكتوبر 2008، بعد أن فقد المؤشر الرئيسي 6.2%.
وهوى المؤشر الرئيسى للأسهم النشطةegx30 10.52% فاقداً 663 نقطة، ليصل إلى 5646 نقطة مع الإغلاق، لتمثل أدنى نقطة له منذ يونيو 2009، بينما انخفض مؤشرا الأسعار بنسب وصلت إلى 15%، وبلغت التعاملات الإجمالية 1.8 مليار جنيه.
وقال هشام ترك مدير العلاقات العامة بالبورصة، «الإيقاف يأتي بعد الانخفاضات الحادة التي شهدتها الأسهم والمؤشرات منذ جلسة الأربعاء»، فيما أكد مسؤول بالبورصة أن قرار الإيقاف جاء بهدف إعطاء فرصة للمستثمرين والمؤشر للتماسك ودراسة القرارات الاستثمارية، رافضاً الإفصاح عن أي تفاصيل أخرى.
وعلمت «المصري اليوم»، أن رئيس البورصة اجتمع مع مسؤولي الإدارات لبحث العمليات التي تمت بداية الجلسة ودراسة إمكانية إلغائها من عدمه، خاصة أنها تعد النسبة الأكبر في الهبوط منذ 2008.
وظلل اللون الأحمر شاشات التداول، وكان ربع الساعة الأول من الجلسة مرعبا للمستثمرين، حيث شهد أكبر نسبة هبوط للمؤشر بلغت 6.24% بعد أن كسر حاجز 6 آلاف نقطة، مما زاد من حدة الهبوط وأوقفت إدارة البورصة التداول على مايزيد على 50 سهماً من الشركات المتداولة بسبب الهبوط الحاد بنسب تجاوز 10 %، من بينها السادس من أكتوبر للتنمية، ومجموعة عامر جروب، وكانت أكبر نسب الهبوط 20% فيما كانت أقل نسبة هبوط 0.4% .
واختفت طلبات الشراء من على نحو 19 سهماً من بينها الملتقى العربي، وفوديكو، والعامة لاستصلاح الأراضي، والقاهرة للاستثمارات والتنمية، والمصرية للدواجن، والنصر للأعمال المدنية، والإسكان للنقابات المهنية، وبنك الاتحاد الوطني.
واتجهت تعاملات الأجانب للبيع المكثف لتسجل تعاملاتهم الصافية بيع 52.5 مليون جنيه، كما بلغت مبيعات العرب الصافية 55.4 مليون جنيه، فيما فشلت المؤسسات التي استحوذت على 70%، ومشتريات المصريين في وقت نزيف الخسائر.
عربياً، امتد الهبوط وانتقلت عدوى الهبوط إلى الاسواق العربية لتنخفض بشكل جماعي، لكن بنسب محدودة لم تتجاوز 1% في أغلب الأسواق حيث انخفضت بورصة دبي 0.9% وأبوظبى والسعودية بنسبة 0.3%.
وقال محسن عادل، العضو المنتدب لشركة بايونيرز لخدمات صناديق الاستثمار، إن المستثمرين لديهم حالة من الرعب والقلق بسبب الأحداث السياسية التى ألقت بظلالها على السوق، موضحا أن تدخل البورصة كانت نتيجته عكسية، وطالب عادل بضرورة إلغاء العمليات التى تمت على الأسهم خلال جلستين، الأربعاء والخميس، نتيجة لان الهبوط مرتبط بأحداث غير طبيعية «سياسية» وستؤدي إلى إهدار أموال المستثمرين وإهدار أصول الدولة.
وقال عيسى فتحي، العضو المنتدب لشركة المصريين في الخارج لإدارة المحافظ المالية «لابد أن توقف الجلسة لنهاية اليوم حتى خروج قرار رئاسي يقول لنا ماذا يحدث بالبلاد..الوضع خطير جداً.. لابد من إجراء سياسي سليم.. يجب التدخل.. أموال المصريين أخذت في التبخر»، وتابع «لابد أن يقول أحد للمستثمرين ماذا يحدث بأكبر بلد عربي».
وقال معتصم الشهيدي، العضو المنتدب لإحدى الشركات، إن الهبوط الحاد الذي سجلته البورصة الأربعاء والخميس، رد فعل طبيعي بعد المظاهرات الاحتجاجية ، وأشار إلى أن حالة من الذعر انتابت شرائح عديدة من المستثمرين، دفعتهم لعمليات بيع واسعة، لعدم وضوح الرؤية بشأن اتجاه السوق في ظل الأحداث السياسية.
من جانبه قال وائل عنبة، رئيس مجلس إدارة شركة الأوائل لإدارة المحافظ، إن الأسعار وصلت لمستويات متدنية جدا ومغرية للشراء، مؤكداً أن العائد من الشراء أعلى من المخاطرة السياسية في الفترة الحالية.
وأضاف أن قرارات بيع المستثمرين بداية تعاملات الخميس، كانت تحت ضغط، واصفاً جميع القرارات التي تتخذ تحت ضغط خاطئ.