توقع خبراء سياسيون استمرار «مظاهرات الغضب» خلال الأيام المقبلة، في ظل تجاهل الحكومة مطالب المواطنين، وقالوا إن ردود أفعال الحكومة لا تتناسب مع مستوى الغضب الشعبي، وأنه لن يستطيع أحد الوقوف أمام ما وصفوه أسموه «قطار التغيير».
ووصف الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مظاهرات يوم الغضب بـ«حدث ضخم» يكشف عن حالة ثورية تختلف عن السنوات الماضية، وقال إن «تلك الحالة قابلة للاستمرار، لأنها ليست لحظية، خاصة أن الشباب هم القادة الحقيقيون لهذا الحدث بعد أن أصبحوا على درجة كبيرة من النضج»، مؤكدًا أن العملية الاحتجاجية ستستمر حتى يقدم النظام الحالي التنازلات المطلوبة، وأهمها عدم ترشح مبارك الأب أو الابن للانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومية وطنية يتوافق عليها الشعب.
وأكد نافعة لـ«المصري اليوم»، أن لا أحد يستطيع وقف قطار التغيير أو يدعي أنه محركه، مشيراً إلى أن الثورة الكلمة الأولى لها للشعب الذي لا يدين لأحد بالولاء، قائلاً إنها ليست ثورة البرادعي أو كفاية أو 6 أبريل أو غيرها من القوى السياسية، وإنما هي نتاج زرع سنوات طويلة أفرزت ما حدث هذه الأيام.
وقال نافعة إن عودة «البرادعي» لن تشكل أي فارق مع الثورة، قائلاً: «علينا أن نتجنب توجيه اللوم والعتاب، ومن يستطيع أن يساهم في إنجاح الثورة أهلاً به وعلي البرادعي إن يدرك أنها ليست ثورته وإنما ثورة مصر كلها وأي محاولة لركوب هذه الموجه ستفشل، لأن الكل يدرك أن الرجل كان غائباً وتعالى على الجميع بأكثر مما ينبغي».
وأكدت الدكتور نورهان الشيخ، مديرة وحدة الشباب وإعداد القادة بجامعة القاهرة وأستاذ العلوم السياسية، إن السيناريو الأقرب في ظل ردود أفعال الحكومة التي لا تتناسب مع مستوي الغضب الشعبي وتجاهلها مطالبهم، هو تصاعد الأحداث والغضب، مشيرة إلى إن الحكومة ترى أن المتظاهرين مجموعة من «العيال هتضربهم وتمشيهم وخلاص»، حسب قولها، وهو ما سيحدث «انفلاتاً شعبياً عاماً».
وشددت الشيخ علي أن مطالب المتظاهرون اجتماعية واقتصادية ولكن من أجل تحقيقها لابد أن تمر من خلال التغيير والإصلاح السياسي، لأن القائمين على الأمر الآن فشلوا فشلاً ذريعاً في إشباع هذه المطالب أو الاستجابة لها، ولذلك لابد من أحداث تغيير سياسي جذري قد يمتد لتغيير النظام بأكمله.
وأكدت نورهان الشيخ أن عودة الدكتور محمد البرادعي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، لن تضيف شيئاً جديداً للثورة الشعبية الحالية، خاصة أن صورته تغيرت كثيرًا في الشارع المصري عما كانت عليه بسبب غيابه المستمر عن البلد وتصريحاته الكثيرة دون تقديم شيئ، مشددة على أن البرادعي ليس رجل شارع أو ثوري، وبالتالي فهو لا يستطيع أن يقود الثورة الشعبية في الشارع.
وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية، إن النظام الحالي لا يتعلم من الماضي أو من تجارب الآخرين، وأنه علي درجة كبيرة من الطفولة السياسية، مشيراً إلى أن وصف المتظاهرين بأنهم «قلة مندسة وتابعين للإخوان، وأعداد محدودة، والشباب الشارد، وأن أصابع خارجية تحركهم» دون الاعتراف بأنهم أصحاب مطالب مشروعة ستزيد من قوة وتصعيد الاحتجاجات ضد النظام.
وأكد هاشم لـ«المصري اليوم»، أن «الحكومة تقابل الغضب الشعبي بودن من طين وأخرى من العجين، وبالتالي فهي إن تحركت ستقوم بإصلاحات محدودة للغاية وفي إطار اقتصادي واجتماعي فقط، وليس سياسياً»، محذراً في الوقت نفسه من استخدام الشرطة للعنف والقوة المفرطة في مواجهة المتظاهرين من أجل إرهابهم وهو ما قد يأتي بنتيجة عكسية.